الردح بين أردوغان وبوتين: من يعتذر أولاً؟

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول التي تحشد قواتها تحت مسمى محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" بينما تستهدف قوات المعارضة المعتدلة، بـ"الماثلة للعيان".

وأشار أردوغان، في كلمة ألقاها الخميس، إلى أن روسيا قصفت شحنة مساعدات إنسانية إلى سوريا. وقال "البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل 3 أشخاص وجرح 7 آخرين. وأمام هذا المشهد تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعش. المعذرة فأنتم لا تحاربون داعش، تقصفون فقط اخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين".

وأصاف أردوغان: "لا تكاد توجد دولة غير تركيا تحارب التنظيم المسمى بداعش"، وأشار إلى أن بلاده هي أول من وصف التنظيم الإرهابي عام 2005 عدما كان يتبنى اسماً آخر.

ووجه أردوغان كلاماً مباشراً إلى بوتين، داحضاً اتهاماته بعلاقة أنقرة مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلاً: "هذا ظلم لنا. موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع وأكبر وارداتنا من روسيا ثم إيران. تنظيم  داعش يبيع النفط لنظام دمشق، وإن كان لا بد من البحث عن الجهة التي توفر المال والسلاح للتنظيم فينبغي توجيه الأنظار إلى النظام السوري والدول التي تدعمه".

وعبر أردوغان عن عدم رغبة تركيا بالتصعيد مع روسيا، موضحاً أن بلاده لا تنوي خلق أي توترات جديدة مع الجانب الروسي، معتبراً أنه لا يوجد أي سبب يدفع أنقرة لاستهداف روسيا. وقال "هناك فرق بين خلافنا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيقنا قواعد الاشتباك. أقول مرة أخرى: نحن ندعم مجموعات المعارضة المعتدلة وتركمان بايربوجاق (جبل التركمان) الذين يواجهون النظام السوري، وسنواصل دعمنا لهم، لأنهم ضحايا ومتضررون، وهم أصحاب تلك الأراضي، كما أنهم أقرباؤنا وأبناء جلدتنا". وأكد أن "أي قذيفة تسقط على سوريا، نشعر بها في تركيا".

في الوقت ذاته، كان الرئيس الروسي فلادمير بوتين يلقي كلمة خلال مراسم تسليم أوراق اعتماد بعض السفراء الجدد في الكرملين. وأشار إلى إن السلطات التركية لم تقدم حتى الآن أي اعتذار لموسكو عن اسقاطها القاذفة الروسية. وقال بوتين: "إننا لم نسمع حتى الآن أي اعتذار مفهوم من القيادة العسكرية والسياسية العليا في تركيا، أو أي اقتراح بالتعويض عن الضرر، أو تعهدات بمعاقبة المذنبين عن ارتكاب هذه الجريمة". معتبراً ما اسماه "الطعنات الغادرة في الظهر"، التي تلقتها روسيا بإسقاط طائرتها من قبل القوات التركية، أمراً "غير قابل للتفسير على الإطلاق".

واعتبر بوتين تقاعس بعض الدول أو دعمها المباشر للإرهابيين أدى إلى ظهور تنظيم "الدولة". وأضاف "نعتقد أنه يجب تصنيف أي محاولات لتبييض صفحة الإرهابيين وتشجيعهم، مشاركة في الإرهاب وجرائمه". وتابع "التستر عن الإرهابيين وعن اتجارهم غير الشرعي للنفط والبشر والمخدرات والتحف الفنية، مستمر. هناك من يواصل الحصول عن عائدات بمئات الملايين، بل ومليارات الدولارات من ذلك".