مصر: أول أيام الترشح..فوضى وتدافع وفوبيا من الرقم 4

انطلق ماراثون الانتخابات النيابية المصرية رسمياً مع تقديم أكثر من 2645 شخصاً طلبهم للترشح، في مقرات المحاكم الابتدائية، والتي خصصتها "اللجنة العليا للانتخابات" لاستقبال الراغبين بالترشح الذين تكدسوا أمام شبابيك تقديم الطلبات.

وشهد اليوم الأول من فتح باب الترشح، ازدحاماً وتدافعاً بين "المرشحين المحتملين"، في مختلف المحافظات، وصل إلى حدّ الاشتباك بالأيدي، في مقرّ اللجنة الانتخابية في الشرقية، حيث تدخلت قوات الشرطة للفصل بينهم. أما في الدقهلية، فاختار المتقدمون قضاء ليلتهم أمام المحكمة لحجز مكان متقدّم في طابور الانتظار.

وفي جنوب القاهرة، سّجلت طالبة الترشح، وعضو "المجلس القومي لحقوق المرأة" منى حامد، شكوى لرئيس اللجنة الانتخابية، بسبب حصولها على الرقم "4" في قائمة الترشح. وفي شكواها، قالت حامد إن "هذا الرقم سيطبع لناخبيها خلفية أنها تنتمي للجماعة الإرهابية"، في إشارة إلى رمز "رابعة" الذي يرفعه مناصرو جماعة "الإخوان المسلمين".

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المتقدمين بطللبات الترشح خلال الأيام المقبلة، حتى إغلاق المهلة في الثاني عشر من الشهر الحالي، على أن تعمل "اللجنة العليا" بعد ذلك، على البتّ بقبول أو رفض الطلبات استناداً إلى خضوعها للشروط. يأتي ذلك بينما بدأت وزارة الصحة، الثلاثاء، باستقبال طلبات الكشف الطبي للمرشحين.

وحتى الآن، انكبّت كل طلبات الترشح على المقاعد الفردية، أما طلبات الترشح للقوائم الأربع فتنتظر انتهاء الأحزاب والتحالفات السياسية من وضع الأسماء، ويُنتظر الإعلان عنها خلال اليومين المقبلين.

وكان أبرز ما شهده يوم الترشح الأول، تقدّم 14 من النواب السابقين والقياديين في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، والمحسوبين على "الحزب الوطني" المنحلّ، لترشيح أنفسهم، وأبرزهم حسين مجاور، رجب هلال حميدة،، مجدي عاشور، علي مصيلحي، وهاني دري أباظة.

أما على صعيد الأحزاب، فقد دفع "حزب التجمع" بـ13 مرشحاً، بينما كشف "حزب النور" السلفي، وهو الحزب الإسلامي الوحيد المشارك في الانتخابات، أنه دفع إلى الآن بـ7 مرشحين في محافظة البحيرة و7 آخرين في الجيزة. كما تقدم عدد من المرشحين عن حزبي "الحركة الوطنية" و"الوفد".

على مسار آخر، كلّف وزير الخارجية المصرية سامح شكري، نائبه حمدي سند لوزا، برئاسة اللجنة المعنية بالإعداد لعملية تصويت المصريين في الخارج، والتي من المتوقع أن يشارك فيها حوالى 318 ألف مصري في 139 بعثة دبلوماسية مصرية حول العالم.

ومن سنغافورة، وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن تجري الانتخابات المنتظر انطلاقها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل "في مناخ كامل من الشفافية والنزاهة دون أي تدخل". وقال إن "الشعب المصري هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في اختيار من يمثله، وإنه إذا استبعد الشعب بعض التيارات التي مارست العنف ضده فهذا حقه واختياره بإرادته الحرة".