الجمعة 2015/11/27

آخر تحديث: 18:47 (بيروت)

أردوغان: نعلم بمكر روسيا وراء تعزيز وجودها بالساحل السوري

الجمعة 2015/11/27
أردوغان: نعلم بمكر روسيا وراء تعزيز وجودها بالساحل السوري
المعلم: إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية عدوان موصوف على السيادة السورية (سبوتنيك)
increase حجم الخط decrease

التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم، مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، الجمعة، في موسكو. وخلال مؤتمر صحافي عقده الوزيران، أكد لافروف على استمرار روسيا بتلبية "طلب قيادة الجمهورية العربية السورية، بتقديم كافة المساعدات الضرورية إلى دمشق، لملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم". موضحاً أن ذلك يسير بالتوازي مع عمل موسكو "في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل إطلاق عملية سياسية عادلة وديمقراطية وشاملة، يقرر في إطارها السوريون مصير بلادهم بأنفسهم".

وأشاد لافروف أمام الصحافيين بالجهود التي بذلها العسكريون السوريون خلال عملية إنقاذ الملّاح الروسي الذي أسقطت أنقرة طائرته بعد انتهاكها للمجال الجوي التركي. وطلب من المعلم نقل "شكره الخالص" إليهم. كما دعا النظام السوري إلى اتخاذ المزيد من إجراءات تأمين سلامة البعثة الدبلوماسية الروسية في دمشق، وضمان أمن المواطنين الروس. مشيراً إلى استمرار تعرض السفارة الروسية في دمشق إلى عمليات قصف، آخرها كان يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني.


وفي تعليقه على محادثات الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي فرانسوا هولاند، يوم الخميس 25 نوفمبر/تشرين الثاني، قال لافروف "كما أكد الرئيس الروسي، إننا مستعدون لنأخذ قلق الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب بعين الاعتبار. كما أننا مستعدون لقبول أي صيغة لتحالف لا يثير إزعاج شركائنا". وجدد لافروف اتهامه للحكومة التركية بمسؤوليتها عن حادث اسقاط الطائرة، معتبراً أن القيادة التركية تجاوزت الحد المسموح به، وهي تخاطر بأن تقود بلادها إلى وضع صعب من شأنه أن ينعكس سلباً على المصالح التركية وكامل الوضع في المنطقة.


بدوره، أعرب الوزير السوري وليد المعلم عن شكره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على "الجهود التي تبذلها روسيا في مكافحة الإرهاب"، معتبراً أن العملية الجوية الروسية في سوريا حققت نجاحات خلال فترة زمنية قصيرة، تفوق بكثير ما أحرزه التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأشار إلى أن الدعم الجوي الروسي قد مكّن الجيش النظامي من تحقيق تقدم كبير ضمن المناطق السورية التي يحارب فيها.


وعن حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، قال المعلم إن "إسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية عدوان موصوف على السيادة السورية، لأنه تم ضمن المجال الجوي السوري، وأتحدى تركيا أن تقدم دليلاً عكس ذلك"، معتبراً أن تركيا تدعم "التنظيمات الإرهابية عبر تقديمها السلاح لها وتسهل مرور الإرهابيين عبر أراضيها". وأضاف "أقول لأولئك الذين يطالبون برحيل الرئيس بشار الأسد أنكم واهمون. لا يمكن أن نسمح لأحد أن يحقق في الحوار السياسي ما عجز عن تحقيقه في الميدان. وطالما أن للشعب السوري الحق في اختيار مستقبله وقيادته إذاً صناديق الاقتراع هي الحكم".


في المقابل، وفي ظل استمرار التصعيد بين تركيا وروسيا، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  تصريحات نظيره الروسي، الخميس، تجاه تركيا بأنها "غير مقبولة"، وأشار إلى أن  تركيا لم تتعمّد إسقاط الطائرة الروسية، وبأن الحادثة عبارة عن "ردة فعل طبيعية لانتهاك مجالنا الجوي وتطبيق قواعد الاشتباك". ورداً على مزاعم روسيا بشراء تركيا النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية"، قال أردوغان: "لسنا عديمي الكرامة لنشتري النفط من منظمة إرهابية. وعلى الذين قذفونا بهذا الإفتراء أن يعوا أنهم مُفترون". وأضاف "سألنا الروس عن طبيعة وجودهم في سوريا، فتذرعوا بأنّ الدولة السورية هي التي دعتهم. فهل أنتم مجبرون على تلبية دعوة دولة الأسد الفاقدة للشرعية والتي قتلت 380 ألف شخص؟ وهل هناك مبرر شرعي لتقديم كل هذا  الدعم لمن يمارس إرهاب الدولة؟".


وحذّر أردوغان، الرئيس الروسي من "اللعب في النار"، قائلاً "أؤيد قول السيد بوتين إن إزدواجية المعايير بالنسبة للإرهاب هي لعب بالنار. وأقول إنّ دعم نظام الأسد الذي قتل 380 ألف شخص ومارس إرهاب الدولة هو لعب بالنار. وكذلك قصف المعارضة التي حصلت على مشروعيتها من المجتمع الدولي بحجة مكافحة داعش، لعب بالنار أيضاً".


وفي ما يخص نشر روسيا لمنظومة الصواريخ المتطورة "إس-400" للدفاع الجوي في الساحل السوري، قال أردوغان "على روسيا أن تعلم بأننا على دراية بمكرها الكامن وراء تعزيز وجودها العسكري في سوريا بذريعة إسقاط الطائرة الروسية". وأوضح أردوغان أنه طلب التحدث مع بوتين هاتفياً يوم الحادثة، لكن الجانب الروسي رفض أن يعطيهم جواباً. وأعرب عن أمله في إمكان لقائه مع بوتين لتقييم الحادثة، على هامش مشاركتهما في قمة التغير المناخي، في باريس، الاثنين المقبل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها