الجمعة 2015/04/24

آخر تحديث: 20:36 (بيروت)

رستم غزالي.. قتله النظام ونعاه

الجمعة 2015/04/24
رستم غزالي.. قتله النظام ونعاه
مساجد بلدة رستم غزالي نعته "شهيد الوطن"
increase حجم الخط decrease

طويت صفحة الضابط الأمني الكبير في سوريا، رستم غزالي، من دون أن يثير الخبر جلبة في أوساط السوريين، إذ إن يد حلفائه سبقت أيادي خصومه من أهل بلده، ولو أنه قتل في مواجهة معهم، ولطالما هدد بها، لكان الأمر مختلفاً ربما، ويتطلب احتفالاً وتسجيل انكسارٍ معنوي جديد للنظام، في درعا، بلد غزالي وخصومه.

روايات مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي كثيرة، ولعل أبرزها حالياً هو أن القتيل، كان، مع ازدياد النفوذ الإيراني في سوريا، يرفض فكرة استخدام المقاتلين الشيعة، أفغاناً ولبنانيين وإيرانيين، في بلدته قرفا في محافظة درعا، كمقرٍ لهم لشن عمليات ضد الجيش الحر في الجنوب. وتلك الحال ليست لأنه يحب أبناء حوران، إنما لمعرفته الجيدة بمدى تحكم الميليشيات الإيرانية بقرار أي مكان تتخذه مقراً لها وتصفيتها لأي معترض من السلك العسكري السوري مهما كان عدد النسور والنجوم على كتفيه. فكيف لهذا الضابط الذي أحضر وديع الصافي ونجوى كرم وراغب علامة، للاحتفال بقصره في قرفا، عام 2004، على ما يذكر أهل بلدته، أن لا يكون هو صاحب الكلمة الأولى فيها، وهو الجزّار الذي كان "يذبح بضفره" في درعا، وسوريا عموماً، وعندما حاول الجيش الحر اقتحام قرفا، كان غزالي مع عناصره في المعركة، قبل أن يغادر المنزل الذي مكث فيه بعد استهدافه من قبل الجيش الحر، ليقوم بعدها بتفجير قصره الذي شيّده بعناية واختار أثاثه من لبنان.


سمسار الإيرانيين في تلك المنطقة، كان بحسب ترجيحات مطلعين، هو رئيس شعبة الأمن العسكري، اللواء رفيق شحادة، وهذا اللواء أيضاً ذبّاح كما اللواء القتيل، إذ لم يُعرف أن أحداً في سوريا حاول أن يعصي قراراً أو إشارة له، ولا دلالة على المخيلة الإجرامية له أكثر من صور المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في فروع الشعبة التي يترأسها، والتي كشف عنها "سيزر". لكن قدر الرجلين أن يصطدما معاً، فيحاسب القاتل بالإقالة، والقتيل بالموت، إذ إنه نقل إلى مستشفى على قيد الحياة بعد ضربه من قبل حراس شحادة، وهناك تم حقنه بمادة سامة لتطويق القضية، على ما تقول الرواية، التي تسندها حوادث كثيرة تؤكدها، منها أن الجاني أُقيل من منصبه.


في السؤال عن أهل بلدته ووقع الخبر عليهم، تذكر مصادر "المدن" في قرفا أن لا شيء تغيّر، فهم تجنّبوا المواجهة المباشرة مع جماعته في شوارع البلدة منذ البداية، لعلمهم بما كان يمكن أن يفعل بهم إذا ما حاولوا أن "يتفازعوا" على قتاله وإخراج النظام منها. لكن المصادر تشير إلى أن الشيء الوحيد، غير الروتيني في قرفا، أن مساجد البلدة نعت، القتيل، بأنه "شهيد الوطن".

لن يغيّر موت غزالي، الذي رحل قبل أن يحتفل بميلاده الثاني والستين الذي يحل في الثالث من الشهر المقبل، على مجريات الأحداث كثيراً في سوريا، فهذه النوعية من الضباط متوفرة بكثرة في صفوف النظام، لكن يبدو أن مجموعة "الحرس القديم"، للأسد الابن، شارفت على "الانقراض".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها