الأربعاء 2015/03/04

آخر تحديث: 15:20 (بيروت)

ممثلة دي ميستورا في حلب.. والمعارضة ترفض عرضه الاخير

الأربعاء 2015/03/04
ممثلة دي ميستورا في حلب.. والمعارضة ترفض عرضه الاخير
الواقع يؤكد أن الهوة كبيرة بين ما يطرحه دي ميستورا، وبين موقف الثوار من مختلف الاتجاهات (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
في الوقت الذي وضعت فيه المعارضة السورية في حلب، شروطاً للقاء المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، اجتمعت ممثلته، خولة مطر، الثلاثاء، في حلب، مع محافظ المدينة محمد العلبي.

وبينما لم تقدم وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، أي تفاصيل عن هذا الاجتماع، قالت مصادر متطابقة لـ"المدن"، إن ممثلة المبعوث الدولي، تسعى للدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، وهو أمر رفضته قيادة "الجبهة الشامية".

ويأتي هذا الرفض من قبل "الشامية"، الفصيل العسكري الأكبر في حلب، تماهياً مع موقف قوى الثورة فيها، والذي أعلنته "هيئة قوى الثورة" الأحد، في بيانها، حيث رفضت فيه الاجتماع مع دي ميستورا قبل تعديل مبادرته.

وحسب المعلومات التي وصلت لـ"المدن"، فإن خولة مطر، ستزور الأربعاء، الجزء الخاضع لسيطرة النظام من حي صلاح الدين، في المدينة، وهو الحي الذي أعلن النظام، أنه المنطقة الوحيدة التي يمكن أن يقبل تجميد القتال فيها، بعد أن كانت الخطوط العريضة لمبادرة دي ميستورا، تتحدث عن وقف العمليات العسكرية في حلب كلها.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مصادر من الأمم المتحدة، أن البعثة الأممية التي توجهت إلى حلب، تسعى إلى تقييم الوضع، والتأكد من إمكانية زيادة المساعدات فعلاً، في حال التجميد، والتحضير لتدابير يمكن اتخاذها إذا ما تم انتهاك الهدنة.

وأبدى عدد من الناشطين في حلب استغرابهم لهذه التصريحات، واعتبروها قفزاً على الوقائع، وتوهماً لواقع لا يمكن أن يتحقق بالطريقة التي تطرحها معطيات مبادرة تجميد القتال. وقال الناشط علي بيظو، لـ"المدن": "إن الحديث بهذا الشكل، يوحي أن هناك قبولاً بالمبادرة، وأن تطبيقها عملياً هو مجرد وقت، بينما الواقع يؤكد أن الهوة كبيرة بين ما يطرحه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وبين موقف الثوار من مختلف الاتجاهات، وهو موقف رافض لهذا الطرح".

ويؤكد على هذا الكلام عضو "مجلس الثوار" في حلب، الناشط أسمر الحلبي، حيث أشار إلى أن مثل هذه "المحاولات من قبل أعضاء وفد المبعوث الدولي، الهدف منها، إظهار أن هناك تبايناً في الموقف بين المدنيين والعسكريين، وهو أمر غير صحيح، إذ لا يمكن أن يتخذ الفصائل العسكرية أي قرار، ما لم يستندوا فيه على دعم القاعدة الشعبية، التي ترفض مبادرة دي ميستورا بشكلها الحالي، والذي لا يحترم دماء السوريين ونضالهم، على مدار أربع سنوات من الثورة". و"مجلس الثوار" في حلب، هو أحد تجمعين يضمان قوى الثورة العاملة في الحقل المدني في المدينة.

وأبدى عضو "اتحاد ثوار حلب" مهند غباش، تحفظه على اللقاءات التي عقدها فريق المبعوث الدولي الذي يزور تركيا الآن، بممثلين عن بعض منظمات المجتمع المدني السورية في مدينة غازي عنتاب التركية. وأكد غباش لـ"المدن"، أن قوى الثورة المدنية والعسكرية في حلب، والتي اجتمع ممثلوها في مدينة كلس التركية مؤخراً، قالوا كلمتهم بهذا الخصوص وهي واضحة.

وكانت "هيئة قوى الثورة" في حلب، قد أصدرت بياناً عقب الاجتماع الذي انتهى الأحد، وأكدت فيه أن الثوار يرفضون الاجتماع بالمبعوث الدولي، لمناقشة خطته بخصوص تجميد القتال في أجزاء من المدينة، قبل أن يتم تعديل بنود المبادرة، بحيث تكون متضمنة رؤية لحل وطني شامل، يقوم على اسقاط النظام، ورحيل بشار الأسد عن الحكم.

وتعقيباً على التطورات الأخيرة، أكد عضو اللجنة السباعية المنبثقة عن "هيئة قوى الثورة" بسام حجي مصطفى، أن فريق دي ميستورا، حاول التواصل مع اللجنة لإقناعها بالعدول عن هذا القرار، إلا أن الطلب قوبل بالرفض.

وقال حجي مصطفى لـ"المدن"، إن موقف الهيئة واضح، وإنه ما لم تتغير الأساسيات التي تبنى عليها المبادرة، فإن موقف الهيئة لن يتغير، وأن اللجنة متمسكة بالموقف الصادر عن اجتماع "كلس" بهذا الخصوص. ودعا مصطفى الأمم المتحدة إلى مراجعة الموضوع، والسعي إلى تقديم أفكار بناءة، يمكن أن تكون أرضية للحل السياسي، بضمانات دولية من مجلس الأمن، والبدء بتنفيذ بنود "جنيف-1" مع ضمان رحيل الأسد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها