الأربعاء 2014/10/29

آخر تحديث: 15:27 (بيروت)

صدام جديد بين واشنطن وتل أبيب

الأربعاء 2014/10/29
صدام جديد بين واشنطن وتل أبيب
خطوات نتنياهو وحكومته من شأنها أن تُعَجل من نية الولايات المتحدة إظهارها للعالم كم تحتقر إسرائيل
increase حجم الخط decrease

كلّما انتهت أزمة بين تل أبيب وواشنطن، عادت أزمة أخرى في العلاقة غير السوية بين الجانبين، رغم التحالف الاستراتيجي بينهما. يعود الخلاف الأميركي الإسرائيلي بالدرجة الأولى إلى سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وما يسمّيه الأميركيون تكبّره وجنوحه نحو التطرّف في ملف المفاوضات.


لكن نتنياهو، وفق ما يُفهم من أفعاله، يسعى بتطرّفه في ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، إلى دفع الأميركيين إلى حل معضلة الملف النووي الإيراني، وخاصة بعد التفاهمات المتكرّرة بين إيران والغرب على ملفها النووي، وخفوت حدّة الخلاف بينها وبين الغرب عموماً.

وتقول الصحافة الأميركية والإسرائيلية، إنه لا يمكن للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب، أن تكون أسوأ مما هي عليه الآن، بعد أن فاقمت تصريحات مسؤولين أميركيين العلاقة بين الجانبين، واتسعت مع هذه التصريحات الهوة بين الطرفين.


مردّ الخلاف الأميركي الإسرائيلي الجديد، اتفاق عقده نتنياهو مع اليمين الإسرائيلي المتطرف على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، في وقت يريد فيه الأميركيون إنجاز أفكار لإحياء عملية التسوية المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


ونقل الصحافي الأميركي جيفري غولدبرغ تصريحات عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية حيث وصف أحدهم نتنياهو بالجبان. ويقول غولدبرغ إنه على مرّ سنوات دأب مسؤولون في الإدارة الأميركية على نعت نتنياهو بالشخص الرافض، المتبجح، عديم النظر، منغلق، متكبر.


واختلف الأميركيون والإسرائيليون في الأيام الأخيرة حول مسألة قرار نتنياهو بالسماح ببناء أكثر من 1000 وحدة سكنية في شرقي القدس. هذه الخطوة، هي دلالة أُخرى على أن إدارة أوباما وحكومة نتنياهو بالطريق إلى أزمة كبيرة بالعلاقات وهي الأسوأ في تاريخها بين الدولتين.


وبحسب الصحافي الأميركي، فإنه من المرجح أن تنزع الإدارة الأميركية الغطاء الدبلوماسي، الذي تمنحه لإسرائيل في أروقة الأمم المتحدة، إلا أنه قبل ذلك، يُتوقع حدوث أزمة على خلفية إمكانية توقيع اتفاقية مع إيران بخصوص المشروع النووي.

وأشار غولدبرغ، من خلال محادثات أجراها مع بعض الأشخاص، إلى أن نتنياهو "حذف" أوباما في كل ما يتعلق بصراعه ضد توقيع اتفاق نووي، وينوي التوجه مباشرة للكونغرس وللشعب الأميركي في حال تم تحقيق اتفاق كهذا.


وقال أحد المسؤولين الذين تحدث إليهم غولدبرغ إن آخر خطوات نتنياهو وحكومته من شأنها فقط أن تُعَجل من نية الولايات المتحدة ان تظهر للعالم كم تحتقر إسرائيل. توسيع البناء في المستوطنات، مع إدخال مستوطنين إلى المناطق العربية في شرقي القدس هي دلالات واضحة لمعسكره السياسي في حال تم إجراء انتخابات في إسرائيل العام القادم.


ويسعى نتنياهو عبر صفقة يعتزم توقيعها مع اليمين الإسرائيلي، إلى تقوية الحلف المتين مع المتطرفين، خشية من السقوط في وحل الانتخابات المبكرة، وللهرب من استحقاقات عملية التسوية التي يجري إعداد خطط لتفعيلها عبر الوسيط الأميركي.

ويعتزم نتنياهو، توقيع "صفقة" مع اليمين الإسرائيلي قريباً، تقضى بالسماح ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة المحتلة إلى جانب تسهيلات أخرى للمستوطنين في القدس والضفة.


وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إن نتنياهو قرر تقوية حلفه مع الجناح اليميني في الائتلاف الحاكم والموافقة على الانتهاء من "التجميد الهادئ" للاستيطان، مشيراً إلى أن الصفقة جاءت بعد لقاء نتنياهو مع رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت الذي هدد أكثر من مرة، بتخريب الائتلاف الحكومي إن لم يستأنف البناء الاستيطاني.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها