الجمعة 2015/11/27

آخر تحديث: 17:13 (بيروت)

إسرائيل تستعد لانهيار السلطة الفلسطينية

الجمعة 2015/11/27
إسرائيل تستعد لانهيار السلطة الفلسطينية
وزير الخارجية الأميركية جون كيري ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

قبل يومين، وفي جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت"، ناقش المجتمعون من وزراء الحكومة الإسرائيلية احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، بعد فشل جولة وزير الخارجية الأميركية جون كيري في المنطقة، التي لم تُنتج أي اتفاق أو حلحلة للملفات العالقة حتى الآن.

ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن ثلاثة مصادر مختلفة، على صلة بمداولات المجلس الوزاري المصغر، في الجلسة التي عقدت الأربعاء الماضي بطلب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ الحديث لم ينتهِ في البحث في كيفية مواجهة انهيار السلطة الفلسطينية في أي لحظة. واستدعى هذا النقاش اجتماعاً ثانياً، عقد الخميس الماضي، وجرى فيه استكمال مناقشة المخاوف بشأن إمكان انهيار السلطة الفلسطينية.


وأشارت المصادر إلى أنّ تقديرات مختلفة في اسرائيل ربطت بين فشل زيارة كيري بهذا الاحتمال، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في مناطق السلطة الفلسطينية والتراجع الكبير في تأييد الرئيس محمود عباس في الشارع الفلسطيني.


وما يعزز هذا التخوف استمرار الأحداث في مناطق الضفة الغربية، الذي تقابله إسرائيل بضغوط عسكرية كبيرة. وقالت صحيفة "هآرتس" إنه جرى بحث كيفية التعامل مع احتمال انهيار السلطة، خاصة أنها تستعد قريباً، وفقاً لتقديرات اسرائيل، لاتخاذ خطوات جديدة، من ضمنها سحب الاعتراف باسرائيل والتوجه إما إلى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة وتقديم طلب رسمي بقوات حماية للفلسطينيين. ولفتت الصحيفة إلى وجود خلافات بين وزراء "الكابينيت" وكذلك المستوى الأمني والعسكري الاسرائيلي، حيث أبدى جهاز "الشاباك" والجيش تخوفا كبيرا من انهيار السلطة، وما سيتبع ذلك من أخطار أمنية على اسرائيل. لكن على الجانب الآخر، يجد بعض وزراء "الكابينيت" بأن انهيار السلطة الفلسطينية يخدم مصالح اسرائيل، رافضين أي مقترح يساعد على بقاء السلطة وعدم انهيارها.


في السياق، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، إنّ الجولة التي قام بها كيري مؤخراً، إلى رام الله وتل أبيب، تعكس قدراً من الجدية في التعامل مع الأوضاع المتوترة في الأراضي الفلسطينية، وبالتأكيد على سلم الأولويات والاهتمامات مسألة وقف الاعتداءات المتكررة على الأرض، ما بين الجانبين والنظر في كيفية توفير الحد الأدنى من الحماية للشعب الفلسطيني. وأضاف أنها بحثت كذلك تخفيف الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وتسهيل الحياة، وتوفير الاحتياجات المعيشية للجانب الفلسطيني، إلى جانب البحث في كيفية التعامل مع القضايا الكبرى والقضايا محل التفاوض وكيف يمكن وضع أفكار تسهم في استئناف الحوار.


وتابع في مؤتمر صحافي في القاهرة، وفق ما نقلت وسائل إعلام مصرية وفلسطينية، أنّ كل هذه القضايا "معقدة وصعبة"، وهناك مواقف متباينة، مشيراً إلى أن الاهتمام الأميركي بتلك القضايا والتعامل معها هو تعامل متدرج، ويرتبط بانشغالات وقضايا أخرى تنخرط فيها الولايات المتحدة حالياً، سواء في الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى من العالم. وقال أبو زيد إن كل ذلك محل نقاش، لكن المهم هو الرمزية في هذه الجولة وما تعكسه من شعور جاد بأن هناك مشكلة وتحديات حقيقية يواجهها الشعب الفلسطيني، وأنه قد آن الأوان لانخراط جدي من جانب الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع تلك التحديات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها