الثلاثاء 2014/11/25

آخر تحديث: 16:45 (بيروت)

معارك الشمال السوري.. تفتح من جبهة نُبل والزهراء

الثلاثاء 2014/11/25
معارك الشمال السوري.. تفتح من جبهة نُبل والزهراء
ناشطون اتهموا القوات الكردية بمؤازرة قوات النظام خلال المعركة الأخيرة، من خلال تأمين العلاج للجرحى وإمدادهم بالذخيرة. (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
سيطرت كتائب المعارضة المسلحة، الإثنين، على المدخل الجنوبي لبلدة الزهراء ذات الغالبية الشيعية في ريف حلب الشمالي. وبدأت الكتائب هجومها، عند الساعة العاشرة من مساء السبت، من عدة محاور على البلدتين الجارتين "نبل والزهراء" بغية السيطرة عليهما.

وبدأ الهجوم بتمهيد مدفعي، ليتسلل مقاتلو "الجبهة الإسلامية" و"جبهة النصرة" ويسيطروا على منطقة "المعامل" القريبة من بلدة الزهراء. الأمر الذي ردّ عليه النظام بقصف عنيف بالطيران الحربي، استهدف جميع القرى والبلدات المحيطة، بما فيها حيان وبيانون وماير وعندان وحريتان.

ولم تهدأ حدة المعارك خلال الأيام الثلاثة الماضية، وما إنّ يتوقف صوت الاشتباكات، حتى تعلو أصوات المدافع وقذائف "جهنم". ومع حلول الإثنين، أعلنت جبهة النصرة، التي تقود المعركة، سيطرتها على مباني داخل جمعية الزهراء، الملاصقة للبلدة من الجهة الجنوبية.

وتعتبر بلدتا نُبل والزهراء، الواقعتين بين قرى وبلدات ذات أغلبية سُنية، كآخر نقاط متقدمة للنظام السوري في ريف حلب الشمالي. وتقول المعارضة إنّ البلدتين تحولتا إلى "معسكر" لتدريب المقاتلين ضدها، بقيادة "لواء القدس" و"حزب الله" اللبناني.

ولا تنسى المعارضة مقطعاً مصوراً، سُرب سابقاً، يظهر فيه محافظ حلب وإلى جانبه رئيس اللجنة الأمنية العميد محمد خضور، وهما يترأسان اجتماعاً مع أهالي البلدتين، ليتعهدوا فيه بتجهيز 1500 مقاتل من أبنائهم للقتال مع النظام، مقابل وعود بتحسين وضعهم المعاشي، وجعل نُبل "عاصمة" حلب.

حينها، كانت كتائب المعارضة تفرض حصاراً تاماً على البلدتين، وكان يجري نقل قوات النظام والذخيرة منهما وإليهما، عبر المروحيات. إلا أنه ومع توتر العلاقات بين قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية وقوات المعارضة المسلحة، وخاصة الإسلامية منها، طردت القوات الكردية قوات المعارضة من البلدات الكردية القريبة من نبل والزهراء. لتصبح البلدتان مفتوحتين على منطقة عفرين، الخاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية. ولعله من المفارقات أنّ كلاً من "شبيحة" نبل والزهراء، وأهالي مقاتلي الجيش الحر، يقطنون في منطقة عفرين.

ناشطون معارضون اتهموا القوات الكردية بمؤازرة قوات النظام خلال المعركة الأخيرة، من خلال تأمين العلاج للجرحى العسكريين وإمدادهم بالذخيرة. وقال مركز حلب الإعلامي إنّ "الطيران المروحي ألقى عشرات المظلات التي تحوي ذخائر ومواد غذائية على منطقة عفرين، بعد أن قامت وحدات الحماية بافتعال الحرائق على أطراف المدينة للدلالة على مواقعهم". وأكد المركز "إرسال وحدات الحماية الكردية كميات كبيرة من الذخيرة لعناصر النظام المحاصرين منذ أكثر من عامين".

إلى ذلك، تسعى قوات المعارضة خلال معركتها هذه، إلى كسر خطة النظام المتمثلة باطباق حصار مدينة حلب. حيث يستغل النظام حصار قوات المعارضة لبلدتي نبل والزهراء، لدفع الميليشيات الشيعية، إلى فتح طريق يصل بين مناطق سيطرته والبلدتين، وهو إذا ما تم يعني حتماً حصار المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة من حلب.

وبالفعل فإنّ قوات النظام وبالتعاون مع الميليشيات الحليفة لها، تمكنت من الوصول إلى منطقة "الملاح" في عمق ريف حلب الشمالي، قبل أنّ تتمكن قوات المعارضة من طردها وقتل 13 من الميليشيات المساندة للنظام.

غير أنّ قوات النظام لازالت تحكم سيطرتها على قرية "حندرات" الاستراتيجية، الواقعة على طريق إمداد المعارضة إلى مدينة حلب، ما يجبر المعارضة على سلوك طريق وحيد، طريق الكاستلو، للوصول إلى المدينة، ولا تبعد قوات النظام عنه بأكثر من كيلومترين.

وبالتوازي مع معركة نُبل والزهراء، شنت المعارضة هجمات على عدة جبهات مع النظام، فأعلنت حركة "حزم" الإثنين، استعادة السيطرة على المعامل القريبة من مخيم حندرات. وقالت الجبهة الإسلامية إن مقاتليها تمكنوا من "تدمير دبابة و ميكرو باص وقتل أكثر من 10 عناصر كانوا بداخلها"، وذلك بعد استهدافهم أثناء تبديل دورية الحرس في منطقة ميسلون.

وفي الأثناء، تصدت المعارضة لهجوم قوات النظام من محورين على منطقة البريج ومنطقة بابنس، القريبة من حندرات، وأعلنت عن تدمير عربة بي أم بي.

إلى ذلك، يسعى كلا الطرفين لتشتيت الآخر، عبر فتح عدة جبهات في نفس الوقت. المعارضة تضغط في الزهراء وحندرات، والنظام يحاول التقدم لإطباق الحصار على مدينة حلب. أما هدنة دي ميستورا فيبدو أنّ امكانيات تطبيقها على الأرض ضعيفة جداً، إنّ لم نقل أنها تبدو معدومة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها