الخميس 2015/03/05

آخر تحديث: 13:06 (بيروت)

استعصاء في تكريت..وتنظيم الدولة يهاجم حزام بغداد

الخميس 2015/03/05
استعصاء في تكريت..وتنظيم الدولة يهاجم حزام بغداد
اقتصار المعارك على محور الدور الجنوبي، دون تحقيق أي اختراق للخطوط الدفاعية لتنظيم الدولة (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
شهد "حزام بغداد" الغربي والشمالي، اشتباكات عنيفة استمرت حتى فجر الخميس، وشملت مناطق أبو غريب والرضوانية غربي العاصمة، وصولاً إلى النباعي والإسحاقي المشرفة على الطريق الرابط بين بغداد وتكريت شمالاً.

ويأتي ذلك عقب هجمات شنّها "تنظيم الدولة الإسلامية"، على ثكنات عسكرية للجيش الحكومي في منطقة النباعي، وتمكن خلالها من السيطرة على عدد من الثكنات، ليستتبعها بقصف قذائف الهاون على نقاط تمركز مليشيات "الحشد الشعبي" على الطريق العام بمحاذاة بلدة الإسحاقي.

وفي قضاء أبو غريب، أفادت مصادر "المدن" باندلاع اشتباكات شملت مناطق في عمق القضاء، في وقت متأخر من ليل الأربعاء-الخميس. وفي الرضوانية المحاذية أعلنت السلطات الأمنية حظراً للتجول لا يزال سارياً حتى اللحظة، وذلك عقب سقوط عدد من القذائف في محيط نقاط تمركز الجيش وقوات الأمن.

واعترفت مصادر في الشرطة العراقية صباح الخميس، بهجوم شنّه مسلحون شمالي بغداد، ما أسفر عن مقتل جنديين في الجيش الحكومي وجرح سبعة أخرين. كما أفاد مصدر من "الحشد الشعبي" لوكالات أنباء محلية عن مقتل 5 من عناصر الحشد، في الهجوم جنوبي صلاح الدين.

ويأتي هجوم تنظيم الدولة على مناطق استراتيجية في حزام بغداد، ضمن ما يراه البعض خطة دفاعية هجومية، يعمل التنظيم وفقها في سياق معركة مدينة تكريت، وتقضي بمهاجمة خطوط الإمداد لقوات الجيش والحشد الشعبي التي تهاجم المدينة، وارباك تقدمها عبر اختراقات يحدثها التنظيم على خطوطها الخلفية.

وتشرف تلك المناطق على عدد من الطرق الرئيسية والفرعية التي تربط محاور محافظة صلاح الدين الجنوبية والغربية، بمناطق العاصمة بغداد. ويذكر أن تلك المناطق شهدت هدوءاً نسبياً بعد أن استعادت قوات الجيش والحشد الشعبي معظم مناطق حزام بغداد خلال الأشهر الماضية، من قبضة التنظيم.

وفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين، حيث تشنّ القوات الحكومية والحشد الشعبي مدعومة بقوات من الحرس الثوري الإيراني، هجوماً لاستعادتها من قبضة التنظيم، منذ الإثنين، أكدت مصادر "المدن" اقتصار المعارك على محور الدور الجنوبي، دون تحقيق أي اختراق للخطوط الدفاعية للتنظيم. في حين نقل المراسل الحربي لقناة "العالم" الإيرانية، المتواجد في ناحية المكيشيفة جنوبي قضاء الدور، انباءاً عن "تحرير" أكثر من 97 قرية وقضاء في عموم محافظة صلاح الدين.



وكان تنظيم الدولة قد بثّ إصداراً مرئياً بعنوان "الخبر اليقين في ثبات المجاهدين"، يظهر فيه عناصره، وهم يتمترسون ويحكمون السيطرة على معظم المحاور التي قالت الحكومة العراقية إنها قد حررتها، لاسيما محور العوجة-الدور جنوباً. كما يظهر الإصدار سيطرة التنظيم الكاملة على ناحية العلم التي تمثل المحور الشمالي لهجوم القوات الحكومية وميليشيا الحشد على مدينة تكريت، من جهة قاعدة سبايكر الجوية، التي تشكل نقطة تمركز شديدة التحصين لتلك القوات. وعرض الإصدار لعشرات الجثث التي قال إنها تعود لعناصر الميليشيات والجيش.

وكانت فصائل "الحشد الشعبي" قد نعت عدداً من قادتها الذين قضوا في المعارك، وشيّعت عصائب "أهل الحق" ثلاثة من قادتها الميدانيين، في بغداد. ونقلت محطات تلفزة إيرانية صوراً لتشييع 58 مقاتلاً من الحرس الثوري، قتلوا في ما قالت إنها "معارك الدفاع المقدس"، وأظهرت الصور نقلهم إلى الأراضي الإيرانية عبر معبر الزرباطية في محافظة واسط الحدودية، وسط مراسم تشييع رسمية.

على المحور الشرقي لمدينة تكريت، لا تزال عمليات القصف المدفعي من قبل قوات الجيش والحشد الشعبي تسود المشهد الميداني، بعد فشل محاولات اقتحام بلدتي البوعجيل والبوناصر. وآخر المحاولات كانت في وقت مبكر من صباح الخميس، حيث أكد مصدر خاص من داخل البوعجيل لـ"المدن" استقدام تنظيم الدولة لمدافع ميدانية ثقيلة، شوهد التنظيم وهو ينقلها إلى جبهات القتال عبر شوارع البلدة، لاستخدامها في قصف مواقع تمركز الجيش الحكومي في مناطق سد العظيم شرقاً، والتي تشن منها قوات الجيش والحشد هجماتها.

وفي كل ما سبق، يبدو بأن استعصاءاً عسكرياً يسود المشهد الميداني في تكريت، على عكس ما كانت الحكومة العراقية قد أعلنته عن قدرتها على حسم المعارك بغضون 48 ساعة بعد انطلاقها، ما ينذر بطول فترة العمليات واستمرار القصف المدفعي والجوي. في حين تتضاعف المخاوف من أضرار كارثية قد تطال المدنيين جراء القصف المركز، ما دفع "مجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين"، لمناشدة الحكومة العراقية لوقف القصف العشوائي، على الأحياء المدنيّة وفتح ممرات آمنة لعبور المدنيين إلى خارج الأحياء والبلدات التي تشهد عمليات عسكرية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها