السبت 2014/08/30

آخر تحديث: 15:12 (بيروت)

خامنئي خسر المعركة مع سليماني في العراق

السبت 2014/08/30
خامنئي خسر المعركة مع سليماني في العراق
أراد شامخاني ان يفهم لماذا هذا الرفض الشيعي للمالكي، ولرفع الفيتو عنه، لكنه لم ينجح
increase حجم الخط decrease

خسر المرشد اية الله علي خامنئي وجنراله الكبير قاسم سليماني معركة العراق. السؤال الذي يجتاح ايران العميقة بكل تلاوينها وتوجهاتها: ما العمل حتى لا نخسر الحرب، ومعها العراق؟

تمدد "داعش" في العراق بعد الموصل، ووصولها الى بعد ٢٥ كيلومتراً من الحدود الايرانية، عقب استيلائها على جلولاء، أحدث صدمة في ايران. وكان السؤال الكبير ماذا فعلنا؟ أين كنا من التطورات؟ لماذا فوجئنا؟ لماذا رفض حلفاؤنا، خصوصاً السيدان عمار الحكيم ومقتدى الصدر، عدم تقديم اي تنازل في مطالبتهما بابعاد نوري المالكي؟ ألم يكن الجنرال سليماني يأمر فيطاع؟


الجنرال سليماني "الرجل القوي" في ايران والعراق معاً، دفع دفعة أولى على الحساب، إذ اُبعِد عن العراق. في البداية حل مكانه الأميرال شامخاني، رئيس مجلس الأمن القومي، الذي سارع الى زيارة العراق حيث التقى الجميع، وخصوصا المرجعيات. أراد شامخاني ان يفهم لماذا هذا الرفض الشيعي للمالكي، ولرفع الفيتو عنه، لكنه لم ينجح. ثم جاء اعلان "الدولة الاسلامية"، فشعرت إيران بالكارثة قد وقعت، وتم التخلي عن المالكي، ووقع الاختيار على حيدر العبادي. لكن لأن "التسونامي" مستمر، فإن التداعيات تتوالى. فوزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف جاء الى بغداد والنجف وأربيل، للعمل على لملمة الوضع، والتمهيد لوضع استراتيجية جديدة تتماشى مع التطورات.


لم تتوقف المراجعة الايرانية عند ابعاد الجنرال سليماني عن القرار السياسي بل أيضاً العسكري منه، اذ عين نائبه في فيلق القدس، الجنرال همداني مكانه. والأهم طرح الأسئلة حول معطيات الهزيمة التي أدت الى تحول استراتيجي. فقد عادت الولايات المتحدة الأميركية الى العراق، وهي التي خرجت منها قبل سبعة أشهر فقط، بطلب عراقي، وموافقة إيرانية مع تمهيد واضح للتعاون العسكري ضد داعش. والأسوأ أن كل التطورات تصب في مصلحة واشنطن والحاجة اليها عسكرياً تتزايد. كل ذلك في وقت كانت فيه طهران تتباهى فيه بامتلاكها للملف العراقي، وأن على واشنطن تقديم التنازلات فإذا بالوضع ينقلب رأساً على عقب.


ومن بين الأسئلة المطروحة التي يتحمل سليماني مسؤولية نتائجها:

* لماذا جرى دعم حكومة المالكي على حساب علاقات ايران مع الأكراد والعشائر السنية؟ ألا يؤشر هذا الى ضعف هائل في إلمام القيادة، وخصوصاً الأمن في الحرس، بالقضايا الكردية والسنية وطبيعة تركيبتهما ونوعية العلاقات في داخلهما؟ باختصار، لماذا أهمل سليماني ومن معه، الشريك السني الى هذه الدرجة، ولم يحسب له حساباً؟

* لماذا عجز الاعلام الايراني عن اللحاق بالحدث العراقي؟


* كيف يمكن محاربة داعش اذا لم تتم اعادة بناء علاقات مع السنة العراقيين، وكيف وما هو الثمن الذي يجب دفعه حالياً وهو بالتأكيد سيكون مرتفعاً؟

* الأكراد أصبحوا نقطة ثقل أساسية في الحرب ضد داعش. مسارعة ظريف لزيارة أربيل وإعطاء البيشمركة الأسلحة، تدل على حجم التنازلات الايرانية، لاسيما وأنه قبل أسبوعين كانت التهديدات الايرانية ضخمة وجدية رداً على إعلان البرزاني الاستعداد للانفصال، مما يفتح ملف أكراد ايران على مصراعيه.


* ما العمل مع المطالبة بعودة ضباط البعث الى الى الجيش، وحتى إلغاء قانون اجتثاث البعث الذي يعني بالنسبة لإيران تهديداً قومياً؟


القيادة الايرانية امام أزمة ضخمة في العراق، وهي شاءت أم أبت مضطرة للتعاون مع الأميركيين وتقاسم النفوذ في العراق، وهي مضطرة إذا أرادت ضرب داعش ان تتفاهم مع الاميركيين في سوريا، وترجمة ذلك رسم مسارات جديدة تتماشى مع تشكل جديد لموازين القوى، وذلك في عز المفاوضات على الملف النووي. 


ربما لهذا كله اضطر المرشد خامنئي الى المطالبة في خطاب طويل أمام الرئيس حسن روحاني وحكومته وموجه الى كامل الصف السياسي "الحفاظ على الانسجام السياسي الداخلي للحكومة وتجنب القضايا الهامشية". مما يعني وقف الحملات المتبادلة بين الحكومة والمعارضة، التي كان من ابرز نتائجها سحب الثقة من وزير التعليم والاستعداد لطرح الثقة بستة وزراء. بالنسبة لإيران، فإن العراق اهم من الصراعات الداخلية، وخصوصاً أن سوريا جزء أساسي من كل اللعبة.

increase حجم الخط decrease