الثلاثاء 2015/07/28

آخر تحديث: 14:58 (بيروت)

حلب: المعارضة والنظام يترقّبان نتائج الخطوة التركية

الثلاثاء 2015/07/28
حلب: المعارضة والنظام يترقّبان نتائج الخطوة التركية
أعلنت "فتح حلب" عن بدء المرحلة الثانية من الضغط على بلدتي نبل والزهراء (إنترنت)
increase حجم الخط decrease

شهدت جبهات حلب اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات المساندة لها من جهة، والمعارضة ممثلة بغرفة عمليات "فتح حلب" من جهة ثانية، على محوري ميسلون، وثكنة هنانو، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية لدى الطرفين.

في موازاة ذلك، أعلنت "فتح حلب" عن بدء المرحلة الثانية من الضغط على بلدتي نبل والزهراء المواليتين في ريف حلب الشمالي، في إطار الحملة التي أطلقتها الغرفة تحت مسمى "نصرة مدينة الزبداني"، حيث استهدفت المعارضة معاقل قوات النظام والميليشيات الموالية لها في البلدتين بعشرات الصواريخ متوسطة المدى، وقالت إنها حققت إصابات مباشرة .


تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهته، شنّ هجوماً واسعاً على مدرسة المشاة شمالي حلب، حيث استطاع التنظيم التقدم والسيطرة على عدد من النقاط بالقرب من بلدة حاسين المطلة بشكل مباشر على المدرسة، التي تعتبر أحد المواقع البارزة لقوات المعارضة في حلب.


ورداً على هجوم التنظيم، أرسلت المعارضة تعزيزات إضافية إلى جبهاتها في محيط المدرسة، وتمكنت من استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها، بعدما تكبدت خسائر بشرية في صفوفها نتيجة كمين نصبه ملثمون تابعون للتنظيم ينتحلون صفات أشخاص من الجيش الحر.


القائد العسكري لمدرسة المشاة قسّام أبو معاوية، أكد لـ"المدن " أن المعارضة تمكنت من إفشال مخططات التنظيم بالسيطرة على المدرسة، ويعتبر هذا الهجوم الأعنف برأيه منذ اقتراب تنظيم الدولة من محيط المنطقة، التي تعتبر معقلاً مهماً بالنسبة للمعارضة في الريف الشمالي، حيث يسعى التنظيم لإثبات وجوده في تلك المنطقة، بعدما تعرض لضربات مكثفة من قبل طيران التحالف الدولي خلال الشهر الحالي.


من جهة ثانية، كان من المتوقع أن تشهد جبهات حلب تصعيداً كبيراً بين النظام والمعارضة بعد شهر رمضان، في إطار خطة السيطرة على مدينة حلب التي وضعتها غرفة "الفتح"، وبدأت تنفيذها من الغرب في حي الراشدين والبحوث العلمية، إلا أن المعارضة والنظام اكتفيا باشتباكات متقطعة على عدد من الجبهات في حلب وريفها، من دون أي تغييرات تذكر في خريطة الانتشار والسيطرة.


ويسود اعتقاد أن التطورات الجارية على الحدود السورية-التركية، هي السبب في ما آلت إليه الأمور في حلب. كما أن الحديث عن فرض منطقة آمنة في ريفي حلب الشمالي والشرقي، كانت له تداعيات على الأرض، إذ إن كلا الطرفين ينتظران نتائج التغيرات الجذرية في الموقف التركي إزاء العمليات العسكرية في سوريا، والتدخل بشكل جدي إلى جانب التحالف الدولي ضد التنظيم.


في هذا الشأن، قال عضو المكتب الإعلامي في "حركة نور الدين زنكي"  خطّاب عمر، لـ"المدن" إن المشهد العسكري في حلب يقتصر على حالة من الترقب والانتظار للنتائج التي ستتمخض عن انخراط تركيا بشكل قوي في سوريا، في أكثر المناطق تعقيداً، شمال حلب.


أما الناطق باسم "الجبهة الشامية" العقيد محمد الأحمد، فرأى أن "لتركيا مصالحها التي تسعى لتحقيقها، خصوصاً مع تنامي قوة المليشيات الكردية التي تتلقى الدعم جواً من قبل طيران التحالف الدولي"، ما حقق لها سيطرة "على مساحات واسعة شمال شرقي حلب (..) وهو الأمر المقلق فعلاً للجانب التركي الذي يتخوف من اتصال المناطق الكردية شمال شرقي حلب، وشمال غربي حلب في عفرين، في ظل انشغال المعارضة المتعبة بحلب بمعاركها مع قوات النظام".


وإلى جانب القلق التركي من تعاظم نفوذ الأكراد، فإن تهديد تنظيم "الدولة" باتت له أولوية كذلك للحد من خطره. يقول الأحمد "التهديدات الأمنية الخطيرة لتنظيم الدولة على الأراضي التركية لها دور في التحرك التركي، الذي شدد على طرد التنظيم من المناطق الحدودية في الشمال، وفرض منطقة آمنة تفصل المناطق الكردية عن بعضها في الشرق والغرب، وتهدف من خلالها أيضاً إلى تخفيف الضغط عن أراضيها، بالنسبة للأعداد الكبيرة من السوريين الموجودين على أراضيها".


وأشار العقيد الأحمد إلى أن المنطقة الآمنة، في ما لو طبقت فعلياً، ستوفر الكثير من الجهد على المعارضة التي تشتت جهودها في مقاتلة النظام والتنظيم في حلب، حيث ستوفر المنطقة الآمنة منطلقاً جغرافياً لا يستهان به لقوات المعارضة، محمياً من غارات طيران النظام.


فرضية المنطقة العازلة، والاتفاق التركي-الأميركي على تقديم حماية لقوات المعارضة، ما يزالان حتى الآن بلا تفاصيل واضحة: هل يتضمن هذا الاتفاق ضوءاً أخضر للأتراك بضرب مواقع قوات النظام في حلب؟ خصوصاً أن تلك المواقع تشكل خطراً على المقاتلات التركية التي تضرب مواقع التنظيم في حلب.


في السياق، حدثت انفجارات ضخمة الليلة الماضية، في مستودعات الأسلحة في البحوث العلمية في بلدة زنيان، التي تبعد عن معامل الدفاع 8 كيلومترات، جنوب شرقي حلب. وقال مركز "السفيرة الإخباري" إن طائرات مجهولة الهوية كان وراء قصف المستودعات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها