الجمعة 2015/04/24

آخر تحديث: 16:03 (بيروت)

أوروبا مستعدة لإنقاذ المهاجرين الغارقين.. لكن لن تأويهم كلهم

الجمعة 2015/04/24
أوروبا مستعدة لإنقاذ المهاجرين الغارقين.. لكن لن تأويهم كلهم
فرنسا وبريطانيا ستقدمان مشروع قرار إلى مجلس الأمن يفوّض ضرب السواحل الليبية
increase حجم الخط decrease
اختتمت القمة الأوروبية الطارئة المخصصة لمناقشة أزمة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط أعمالها في بروكسل، بالاتفاق على مقترح باستصدار تفويض دولي يسمح بالتدخل عسكرياً في ليبيا، لتحديد وضبط وتدمير السفن المستخدمة في تهريب المهاجرين انطلاقاً من سواحلها، وتعهدت فرنسا وبريطانيا بتقديم مشروع هذا القرار لمجلس الأمن، كونهما العضوين الأروروبيين الدائمين فيه.

وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في ختام القمة، أن الأمر "لا يعني القيام مجدداً بتدخل عسكري" شبيه بالقرار الذي أصدره مجلس الأمن في 2011 حول ليبيا، بل "الحؤول دون أن يقود المهربون عدداً من الأشخاص إلى الموت".

إلى جانب موضوع التدخل العسكري في ليبيا، توافق القادة الأوروبيون على مضاعفة موارد عملية "تريتون" المخصصة لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط  ثلاث مرات، بحيث ستبلغ ميزانية العملية 120 مليون يورو سنوياً، وفق ما أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، مضيفاً أن معظم الدول الأعضاء اتفقت على تخصيص وسائل لإجراء عمليات في البحر المتوسط، بما فيها سفن حربية ومدنية ومروحيات وغيرها من المعدات. لكن القادة الأوروبيين لم يتفقوا على توسيع نطاق عملية "تريتون"، للسماح لها بالخروج من المياه الإقليمية الأوروبية باتجاه السواحل الليبية.

و"تريتون" هي عملية تديرها الوكالة الأوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية لفضاء "شنغن"، "فرونتكس". وخلال القمة تعهدت فرنسا بوضع سفينتين وثلاث طائرات في تصرف تريتون، في حين تعهدت ألمانيا بالمساهمة بسفينتين بينما تعهدت السويد والنرويج والدنمارك وبلجيكا بأن يساهم كل منهما بسفينة واحدة.

أما الشق الثالث من الخطة الذي يتعلق باستضافة المهاجرين لدى وصولهم إلى أوروبا وكيفية التعامل معهم، ففشل القادة الأوروبيون بالتوصل إلى اتفاق واضح حوله، وأرجؤوا قراراتهم في هذا الشأن إلى وقت لاحق، إذ أن بريطانيا، التي ليست عضواً في فضاء "شينغين"، أعلنت على لسان رئيس وزرائها دايفيد كاميرون أن مساهمتها في عمليات البحث والإنقاذ "لا تعني بأي شكل من الأشكال أنها ستمنح اللاجئين الذين ستنقذهم قطعها البحرية حق اللجوء في بريطانيا". وقال إن المهاجرين الذين سيتم إنقاذهم بواسطة السفن والمروحيات البريطانية، "سيتم نقلهم إلى أقرب بلد آمن، والأرجح أنه إيطاليا، وأنهم لن يتمكنوا من طلب اللجوء في المملكة المتحدة فوراً". من جهته، قال هولاند إن "فرنسا ستتحمل قسطها" أي أنها ستستضيف "ما بين 500 إلى 700 لاجئ سوري".

وكانت الخطة تقترح على الدول استضافة "خمسة آلاف شخص على الأقل" ممن حصلوا على صفة لاجئ، وذلك في إطار برنامج مخصص بالدرجة الأولى للاجئين السوريين بهدف ثنيهم عن محاولة عبور المتوسط. لكن غاب عن البيان الختامي أي إشارة إلى هذا الرقم أو إلى أي رقم آخر "لأننا نعتقد أن خمسة آلاف ليس كافيا"، كما أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل.

ويدعو الاقتراح الأساسي الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى مساعدة إيطاليا واليونان ومالطا، الدول الثلاث الرئيسية التي تستقبل المهاجرين المنطلقين من السواحل الليبية، على تسجيل الوافدين وفرز من يمكن من بينهم الاستفادة من حق اللجوء في أوروبا، ومن سيعاد إلى بلاده.

وبينما كان قادة أوروبا يناقشون أزمة "قوارب الموت" في بروكسل، أعلنت وزارة الداخلية الإيطالية الخميس، وصول 220 من المهاجرين غير الشرعيين إلى مرفأ كاتانيا في صقلية، مقدّرة أن يصل عدد الوافدين أسبوعياً حوالي 5000 مهاجر، حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، أي إن حوالى 200 ألف مهاجر سيحطون بالسواحل الإيطالية. وقال المسؤول المكلف بشؤون الهجرة في وزارة الداخلية ماريو موركوني، إن إيطاليا تتحمل حالياً عبء استقبال 81 ألف شخص بينهم 13 ألف قاصر من دون مرافق.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها