الجمعة 2015/04/24

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

تَرّقبٌ على جبهات حلب..بعد حلّ "الشامية"

الجمعة 2015/04/24
تَرّقبٌ على جبهات حلب..بعد حلّ "الشامية"
المعارضة أعادت السيطرة على مواقعها في صلاح الدين
increase حجم الخط decrease
شنت المعارضة السورية المسلحة هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام شمال غربي حلب في حي الراشدين، والتي تعتبر خط الدفاع الأول للنظام عن أحياء المدينة الخاضعة لسيطرته. وتمكنت المعارضة من تدمير دبابتين وقتل أكثر من عشرين عنصراً من قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني، كانوا متحصنين في مبنى البحوث العلمية، الذي يعتبر قاعدة عسكرية مهمة غربي المدينة.

يُذكر بأن المعارضة أعلنت عن معركة السيطرة على حي الراشدين والبحوث العلمية، الإثنين، وقد أكد مدير المكتب الإعلامي في حركة "نور الدين الزنكي" أحمد حماجر، أن المكتب العسكري في الحركة بدأ منذ أسبوع التحضير لمعركة السيطرة على الحي، عبر عملية عسكرية كبيرة. وأضاف حماجر أن العملية العسكرية هي بالتعاون مع "لواء الحرية" التابع للجيش الحر.

جاءت تحركات المعارضة الأخيرة بحلب، لتنهي حالة الإحباط التي أصابتها على خلفية حل "الجبهة الشامية" التي عوّل عليها الحلبيون كثيراً مطلع العام الحالي، والتي لم تحرز أي تقدم يذكر على مختلف جبهات المدينة منذ تشكيلها.

من جانب آخر، شهد حي صلاح الدين الخاضع لسيطرة المعارضة، محاولات حثيثة من قبل قوات النظام لاقتحامه، خلال اليومين الماضيين. وتمكنت قوات النظام من السيطرة على عدد من المباني في الحي بعد معارك عنيفة، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة، وأُمطرَ الحي بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، من قبل قوات النظام.

القيادي في "الجبهة الإسلامية" قسام معاوية، أكد لـ"المدن"، أن المعارضة أعادت السيطرة على مواقعها في صلاح الدين، بعد 24 ساعة من خسارتها. وجاء ذلك بعد أن استقدمت تعزيزات إضافية وعتاد ثقيل. وأضاف معاوية أنه تم تفجير عدد من الأبنية في الحي، كانت قد تحصنت فيها قوات النظام بعد أن سيطرت عليها.

وأشار معاوية إلى أن تصعيد قوات النظام في حي صلاح الدين، يهدف لإشغال المعارضة وتشتيت جهودها عن معركة السيطرة على حي الراشدين غربي حلب. بالإضافة إلى رغبة مليشيا "الدفاع الوطني" المساندة للنظام بالسيطرة على مواقع مرتفعة، تؤمن لها مساحة أكبر من التغطية النيرانية لقناصيها المنتشرين بكثافة على جبهات المدينة الفاصلة بين الأحياء الخاضعة لسيطرتها وتلك التي تخضع للمعارضة.

أيضاً، يأتي تحرك المليشيات التابعة للنظام، مثل "لواء القدس" الفلسطيني والمجموعات التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، شمالي حلب، على جبهة نبل والزهراء، في الإطار نفسه. حيث تمكنت هذه المليشيات، قبل يومين، من استعادة السيطرة على جمعية الجود الصناعية القريبة من بلدة الزهراء، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها والتي زادت عن 40 قتيلاً.

وفي السياق، شهدت جبهات ريف حلب الجنوبي، معارك كر وفر بين فصائل المعارضة وقوات النظام التي أرسلت رتلاً عسكرياً ضخماً من حماة، لتأمين طريق الإمداد الاستراتيجي الذي يمر من إثريا وخناصر وصولاً إلى معامل الدفاع ومدينة السفيرة جنوب شرقي حلب.

وأكد القائد في "الفوج الأول" عادل ناصر، لـ"المدن"، أن المعارضة أحبطت عملية عسكرية للنظام كانت تهدف للسيطرة على قرية حجارة، والتلول المحيطة بها والمشرفة بشكل مباشر على طريق إمداد قوات النظام. كما تمكنت المعارضة من إعطاب 7 آليات عسكرية من أصل عشرين، كانت ضمن رتل قوات النظام العسكري. وأضاف ناصر أن المعركة مستمرة على محاور عديدة جنوبي حلب في  قرى الشيخ محمد وجب عوض وبرج الرمان.

من جانب آخر، لم تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بحلب وريفها، مؤخراً، تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي، الذي دأب على مدار الأسبوعين الماضيين على شنّ أكثر من 40 غارة يومياً على مواقع مختلفة. ويرجع ذلك إلى المنخفض الجوي الذي تشهده مناطق شمالي سوريا عامة.

وفي الوقت الحالي، تقتصر عمليات المعارضة في حلب على صد هجوم هنا وإحباط محاولة اقتحام هناك، أو تفجير نفق ملغم في قلب المدينة القديمة، تتحصن فيه قوات النظام. وترسل بين الفينة والأخرى، تعزيزات عسكرية لجبهاتها مع تنظيم الدولة، كلما تسربت أخبار عن نية التنظيم مهاجمة معاقل المعارضة شمالي حلب.

ويبقى الشارع الحلبي المعارض مترقباً ومنتظراً ما ستؤول إليه التحضيرات العسكرية، التي تجريها فصائل المعارضة للقيام بعمل عسكري شامل، كما وعدت مؤخراً، بعد انحلال "الجبهة الشامية". وأضحى الجامع الوحيد للفصائل غرفة العمليات التي تبدو إلى الآن غير شاملة، ولا تدار من خلالها معارك المدينة الأكثر تعقيداً في المشهد السوري.

القائد في "الفوج الأول" عادل ناصر، أكد أن غرفة العمليات المشتركة التي ستجمع فصائل المعارضة في حلب، لم يكتمل التحضير لها بعد. وأشار إلى أن معارك إدلب التي تخوضها المعارضة، تستنزف فصائل حلب أيضاً، ولها دور كبير في التأجيل والتسويف الذي تشهده الجبهات في المدينة. وأوضح ناصر أن هناك إجماعاً داخلياً لفصائل المعارضة، على ضرورة البدء بعمل عسكري شامل في حلب، ضد قوات النظام، وهذه الخطوة مرحب بها، من قبل "أصدقاء الثورة السورية"، وداعمي فصائلها المسلحة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها