فابيوس ينهي القطيعة مع إيران..ويبقي الخلافات الاقليمية

في أول زيارة لوزير خارجية فرنسي منذ 12 عاماً، حطّ لوران فابيوس في مطار مهرآباد في طهران الأربعاء، وفي جعبته دعوة من الرئيس فرنسوا هولاند لنظيره الإيراني حسن روحاني، لزيارة فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وفور وصوله إلى العاصمة الإيرانية، أعلن فابيوس أن وفداً اقتصادياً "مهماً جداً"، يضمّ مندوبين من مختلف الشركات الفرنسية، سيزور طهران خلال أيلول/سبتمبر المقبل، تمهيداً لرفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وعبّر وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحافي مشترك مع فابيوس، عن سروره لاستضافة وزير خارجية فرنسا في إيران، بعد سنوات من القطيعة، مع العلم أن العام 2003 شهد زيارة مماثلة لكنها كانت ضمن إطار المفاوضات النووية مع الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا والمانيا وبريطانيا. وقال ظريف إن ايران وفرنسا ستدرسان خلال هذه الزيارة "سبل متابعة العلاقات الثنائية وتطويرها"، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها "تاريخية"، على الرغم من أنها شهدت خلال الأعوام الأخيرة "بعض التذبذبات".

من جهته، أشار فابيوس إلى عزم بلاده التعاون مع إيران "في كافة المجالات"، وأضاف "فرنسا تحترم إيران كثيراً، وزيارتي هذه أنهت قطيعة طويلة بين البلدين، نؤكد فيها استئناف العلاقات الثنائية"، معلناً "أحمل دعوة من الرئيس الفرنسي إلى الرئيس الإيراني بالتوجه إلى فرنسا في تشرين الثاني، إذا أراد ذلك".

وقبيل الاجتماع مع ظريف، وصف فابيوس الزيارة بأنها "مهمة". وقال "نحن دولتان كبيرتان مستقلتان. حضارتان كبيرتان. صحيح أن العلاقات قد توترت في السنوات الأخيرة ولأسباب معروفة، لكن الأمور الآن ستتغير بفضل الاتفاق النووي". واضاف فابيوس إن "هذه الزيارة مناسبة لإيران وفرنسا لإعادة إطلاق علاقاتهما في مجموعة من المجالات.. خصوصاً في المجال الاقتصادي، لأن ثمة اموراً كثيرة سنقوم بها سوية". في المقابل، أشار وزير الخارجية إلى وجود "بعض النقاط التي نختلف في شأنها" حول المسائل الإقليمية.

وتزامنا مع وصول فابيوس إلى طهران، تجمّع عدد من الطلاب أمام المطار احتجاجاً على صفقة أمصال دم ملوثة بفيروس الايدز (HIV)، كانت إيران قد تسلمتها من فرنسا، في عامي 1983 و1984، إبان فترة ترؤس فابيوس للحكومة، أدت إلى إصابة ووفاة المئات الايرانيين.