السبت 2014/07/26

آخر تحديث: 14:21 (بيروت)

مدينة السلمية على خطى عدرا العمالية؟

السبت 2014/07/26
مدينة السلمية على خطى عدرا العمالية؟
قام النظام برفع الحواجز العسكرية التي كانت موجودة على أطراف المدينة
increase حجم الخط decrease

بالقرب من مدينة السلمية، شرق حماة وسط البلاد، تجري معارك ضارية بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وقوات النظام السوري. يأتي ذلك بعد أن تمكنت "داعش" من السيطرة على حقل غاز "شاعر" قبل أيام. واقتراب داعش من تخوم السلمية المجاورة، وهو ما تسبب في خلق مناخ من الخوف لدى سكان المدينة.

أغلب سكان السلمية هم من الطائفة الإسماعيلية؛ وهي واحدة من أصغر الأقليات الطائفية في سوريا، ولا تتجاوز نسبتها الواحد بالمائة من عدد السكان، الذين تمكنوا من إخراج تظاهات حاشدة ضد الأسد في عام الثورة الأول. وهي تتمدد بالقرب من طريق الرقة الدولي، وتعتبر معبراً أساسياً للقوافل بين جنوب البلاد وشمالها، وهو ما يعطيها أهميتها الاستراتيجية.


وبحسب المركز الإعلامي في مدينة السلمية، فإن الاشتباكات استمرت نحو 4 أيام في حقل شاعر، وذلك في ظل قصف مدفعي وغارات للطيران الحربي على المنطقة. كما وردت أنباء تفيد بتقدم عناصر داعش باتجاه منطقة حجار "معمل ليد"، وتواجدها بالقرب من قرية عقارب شمال شرق السلمية. كما أكدت مصادر عديدة حشد الطرفين لقوات إضافية؛ حيث استقدمت قوات النظام تعزيزات من مدرعات وآليات ثقيلة تمركزت بالقرب من منطقة حجار ومنطقة التيفور، كما قدمت قوات إضافية تابعة لداعش. ترافق ذلك مع قيام الطيران الحربي بشن أكثر من 15 غارة، على القرى الشرقية من السلمية، والتي تسيطر عليها داعش، كقرية عقيربات، وقرية حمادة عمر. وسجل سقوط العديد من القتلى والجرحى.


من جهة ثانية، قام النظام برفع الحواجز العسكرية التي كانت موجودة على أطراف المدينة. وذلك بدل أن يقوم بإزالة الحواجز الإسمنتية المتواجدة في شوارع المدينة الرئيسية، لما تسببه من أزمة سير وإزعاج للسكان. يقول أحد الناشطين في المدينة لـ"المدن": "قام النظام بسحب بعض حواجزه في أطراف المدينة، والعديد من السكان يشعرون بالقلق إزاء هذه الخطوة، التي تجعل المدينة من دون حماية من قوات داعش".


مقاتلو "الدولة الإسلامية"، تواجدوا في الأشهر السابقة في جبال البلعاس شرق السلمية. وبعدها تمددوا للسيطرة على القرى القريبة شمال شرقي المدينة. وذلك في وقت تراجع فيه وجود مقاتلي الكتائب التابعة للجيش الحر في المنطقة. كما عمد مقاتلو داعش أثناء سيطرتهم على هذه القرى، على منع سكانها من الوصول إلى السلمية. شمل ذلك أيضاً منع نقل منتجات حيوانية وزراعية لبيعها في أسواق المدينة. وهو الأمر الذي دفع الأهالي إلى التخوف من تهديدهم بلقمة عيشهم، وحتى من امكانية استخدامهم كدروع بشرية من قبل التنظيم.


ويسود الآن في مدينة السلمية جو من القلق والتخوف من لعبة يقوم بها النظام، فيسلم المدينة لمقاتلي داعش كما فعل سابقاً في مناطق سورية أخرى، كعدرا العمالية في دمشق وغيرها، وذلك لما يخدم خطابه الإعلامي في حماية الأقليات ومواجهة الإرهاب. 

ففي مدينة عدرا العمالية بريف دمشق، وبعد اقتحام قوات زهران علوش وجبهة النصرة للمدينة، تعرض عدد من الاهالي القاطنين في المدينة، وغالبيتهم من مدينة السلمية، للاعتقال وذلك بحجة مبادلتهم بمعتقلين لدى نظام الأسد، وهو ما أثار الكثير من الاستياء لدى سكان السلمية، الذين باتوا يتلمسون طائفية بغيضة تلوح بالأفق، يقول الناشطون إنها لا تخدم في نهاية الأمر سوى نظام الأسد، وادعائه في حماية الأقليات.

ومن المعلوم أن تنظيم داعش كثف تواجده في شمال البلاد وشرقها، واليوم بعد سيطرته على الفرقة 17 في مدينة الرقة، والذي سبقته السيطرة على حقل غاز "شاعر"، تتوسع دائرة سيطرة التنظيم على أراضٍ سورية جديدة، ومع اقترابه من تخوم مدينة السلمية تسود تساؤلات لدى قطاعات واسعة حول مصير الأهالي في حال انسحبت قوات النظام من محيط المدينة وتم تسليمها لتنظيم داعش، ولاسيما أنه لم يحرك ساكناً لاستغاثات جنوده في الفرقة 17 بالرقة.

increase حجم الخط decrease