الأربعاء 2014/09/17

آخر تحديث: 14:23 (بيروت)

حكومة نتنياهو مهددة بالتفكك

الأربعاء 2014/09/17
حكومة نتنياهو مهددة بالتفكك
وأقال يعالون ضابطاً إسرائيلياً رفيع المستوى، اتُهم بتسريب معلومات حساسة إلى بينيت (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
انتهى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكن تداعياته الداخلية على الاحتلال لم تنته، ولا يبدو أنها في طريقها إلى الانتهاء في المنظور القريب، لاسيما إذا ما عُرف أن الحرب التي خيضت لـ51 يوماً ضد القطاع، لم تحقق أياً من نتائجها المركزية التي خرج من أجلها سابع أقوى جيش في العالم.


بدأ تبادل الاتهامات مبكراً في إسرائيل، وخاصة في الحكومة الأمنية المصغرة "الكابينيت"، التي كانت في اجتماع شبه دائم خلال العدوان. أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية كان وزراء حكومة بنيامين نتنياهو يتهمون بعضهم علانية بالخيانة وتسريب معلومات أفادت حركة "حماس" وأضرت بالأمن الإسرائيلي.


وبقيّ نتنياهو يحاول مسك الأمور من المنتصف، خلال العدوان، لأن بوادر انهيار حكومته كانت تلوح في الأفق، واستطاع ذلك إلى وقت محدود، قبل أن يقلب الطاولة على وزراء حكومته ويتهم أسماءً بعينها في الحكومة، بتسريب معلومات للصحافة أضرت بالأمن الإسرائيلي.


وتبادل وزير الاقتصاد الإسرائيلي، عضو "الكابينيت" نفتالي بينيت ووزير الجيش، عضو "الكابينيت" أيضاً موشيه يعالون الاتهامات على خلفية وقف إطلاق النار في غزة، ويرد كل منهما على الآخر عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تستغل الحادثة لتصفية حساباتها مع خصومها.


وأقال يعالون ضابطاً إسرائيلياً رفيع المستوى، اتُهم بتسريب معلومات حساسة إلى بينيت، وكان نتنياهو اتهم بينيت في وقت سابق بإعلان معلومات للجمهور لم يكن صواباً قولها، في إشارة إلى تصريحات من الوزير الإسرائيلي الذي يطمح لرئاسة الحكومة مدعوماً بتطرفه الزائد.


وقرر وزير الحرب يعلون إقالة ضابط الاحتياط، الحاخام العسكري السابق أفيحاي رونتسكي، والأخير مقرب لبينيت، ويعد الرجل الصلب للمعسكر الديني في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي. وحسبما تدعي بعض الجهات، قام بينيت بتشغيل رونسكي كمندوب في حزب "البيت اليهودي" في الجيش، ونقل إليه معلومات عن وضع القوات الإسرائيلية في الميدان، متجاوزاً بذلك صلاحيات القائد العام ووزير الحرب.


وذكرت صحيفة "هآرتس" أن بينيت غضب من هذه الخطوة وبدأ يتهجم على يعلون في وسائل الإعلام كلها. وشن المقربون من وزير الاقتصاد هجوماً حاداً عن أداء وزير الحرب وقت العدوان، ولمحوا إلى أنه قد كبح مبادرات بينيت الهجومية لتقويض حماس.


وقال المقربون من جهة بينيت إن "يعلون لم يدرك تهديد أنفاق حماس، أخفى المعلومات عنها عن الوزراء، وقلل من الخطر الصادر عنها. لم يدرك يعلون الوضع كما هو خلال أسابيع طويلة". وأضافوا "نزل بينيت إلى الميدان وبات في بلدات الجنوب، على عكس يعلون الذي تنصّل من الوصول إلى هناك. قال يعلون إن حملة الأنفاق ستتطلب يومين، لكن ذلك تطلب أسابيع ثلاثة".


أثارت هذه الاتهامات غضب يعلون، فاستخدم مقربون منه هجوم بينيت للرد عليه: قال هؤلاء إن وزير الاقتصاد كان يبيت في مناطق العمليات من أجل الإعجابات على الفيس بوك، ولنشر صوره والتقاط الإشادة من الفيسبوكيين في إسرائيل والعالم.


في السياق، أطلقت قذيفة صاروخية من قطاع غزة، الثلاثاء، على جنوبي الدولة العبرية، ونفت حركة "حماس" علمها بالحادث. غير أن هذا الحادث، الذي يعتبر الأول من نوعه، لا يبدو أنه سينهي وقف إطلاق النار الحالي.

increase حجم الخط decrease