الجمعة 2015/05/29

آخر تحديث: 12:34 (بيروت)

الاتحاد الفلسطيني يتراجع عن طلب إقصاء اسرائيل من "الفيفا"

الجمعة 2015/05/29
الاتحاد الفلسطيني يتراجع عن طلب إقصاء اسرائيل من "الفيفا"
متظاهرتان مؤيدتان لفلسطين اقتحمتا مؤتمر القمة وطالبتا بطرد اسرائيل من الاتحاد. (Getty)
increase حجم الخط decrease
سحب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، الجمعة، طلب التصويت على تعليق عضوية اسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأشار إلى أنه تلقّى اتصالات كثيرة في الساعات الأخيرة من شخصيات عربية وأفريقية وأوروبية لسحب الطلب، بينما تحدثت مصادر من مدينة زيورخ السويسرية إن الاتحاد الفلسطيني تعرّض إلى ضغوط كبيرة، خاصة من جهة الاتحاد الأوروبي، الذي طالبه بالتنازل عن التصويت محذراً من أنها سابقة خطيرة في تاريخ الاتحاد.

من جهته، رحّب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالتراجع عن مشروع القرار، وقال إن "الجهود الإسرائيلية في الساحة الدولية أثبتت فاعليتها، وأفشلت الخطوة الفلسطينية الهادفة إلى إخراج إسرائيل من اتحاد كرة القدم الدولي". وأضاف نتنياهو أن الخطوات الأحادية الجانب والنديّة في المحافل الدولية لن تؤدي إلى السلام الذي تريده إسرائيل لمواطنيها، وأن الطريق الوحيدة للسلام هي المفاوضات المباشرة.

وكانت أعمال الجمعية العمومية الـ65 للفيفا بدأت الجمعة مع تصميم الاتحاد الفلسطيني على طرد اسرائيل من الفيفا، في جلسة تصويت كانت مُدرجة على جدول أعمال قمتها المنعقدة، الجمعة، بناء على طلب الجانب الفلسطيني الذي اتهم اسرئيل بالاعتداء على الرياضة الفلسطينية عبر فرض قيود على اللاعبين والحكام وإعاقة حركة تنقلهم بين الضفة الغربية وغزة وخارج البلاد.


من جهتها، بذلت اسرائيل نشاطاً ديبلوماسياً واسعاً للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، في الساعات الأخيرة قبل التصويت. وكانت استبعدت مصادر في الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني، في وقت سابق، حصول أي تراجع من جانب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، جبريل الرجوب، الذي أكد إن "الطلب الفلسطيني بطرد إسرائيل من عضوية الفيفا لن يتم سحبه رغم الوعود الإسرائيلية بتخفيف القيود على الرياضة الفلسطينية".


في المقابل، نقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مصادر في الوفد الإسرائيلي قوله إن إسرائيل عرضت خلال اليومين الماضيين عدة اقتراحات للتسوية وأنها "تستجيب لغالبية المطالب الفلسطينية". وبحسب المصدر، فإن اقتراح اسرائيل يتألف من أربع نقاط، بينها إصدار بطاقات خاصة للاعبي كرة القدم والمدربين الفلسطينيين تسهل عليهم التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية وخارج البلاد، بالإضافة إلى تسهيلات والدفع بمشاريع لإقامة ملاعب ومنشآت لكرة القدم في الضفة الغربية، كما تلتزم بتغطية تكاليف الضرائب والجمارك على العتاد الرياضي الذي يستورده الفلسطينيون عن طريق إسرائيل، وتشكيل لجنة ثلاثية من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية والفيفا تجتمع شهرياً لمناقشة حل المشاكل الجارية.


وبينما وافق رئيس الفيفا، جوزيف بلاتر، على الاقتراح الاسرائيلي، أوضح أن ذلك يتطلب موافقة الرجوب، من أجل إلغاء التصويت على إقصاء إسرائيل. وبحسب المصادر نفسها، فإن الرجوب طلب إضافة بندين على الاقتراح، الأول ينصّ على تشكل الفيفا "لجنة تحقيق في العنصرية الإسرائيلية في كرة القدم"، والثاني يتصل بخمسة فرق إسرائيلية في المستوطنات. كما طلب الرجوب أن تتوجه الفيفا إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتطلب الحسم في ما إذا كانت هذه الفرق في داخل إسرائيل أم لا، لأنها إذا لم تكن معتبرة داخل إسرائيل فستكون بحاجة إلى المصادقة الفلسطينية على اللعب ضمن الدوري الإسرائيلي. عملياً، وفي ظلّ عدم اعتراف الأمم المتحدة بالضفة الغربية جزءاً من إسرائيل، فيعني هذا المطلب أنه سيتوجب على اتحاد كرة القدم الإسرائيلي إبعاد الفرق الخمس.


من جهته، قال رئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، عوفر عيني، إن مطلب الرجوب إبعاء الفرق الخمس من المستوطنات "هو سياسي لا علاقة له بالرياضة". وأكد إنه "لا أمل في إقصاء إسرائيل من الفيفا"، معتبراً أن الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يحققه الفلسطينيون هو الحصول على دعم دول هي ضد إسرائيل أصلاً، وأضاف "الفلسطينيين سيخسرون مرتين: مرة في التصويت، ومرة في الحصول على ما تعرضه إسرائيل".


وكان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني، أعلن في وقت سابق أن الإتحاد الاوروبي سيعارض مشروع القرار الفلسطيني. وقال بلاتيني في زوريخ "أنا على قناعة ان إسرائيل ستبقى في الاتحاد ولن تعلق عضويتها في الفيفا". وأضاف "ان إسرائيل لم تخرق أيا من انظمة الفيفا"، مشيرا إلى انها قدمت اقتراحا لتحسين ظروف الرياضيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.


أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فحذر الخميس من أن تمرير مشروع القرار الفلسطيني قد يؤدي إلى انهيار الفيفا، وقال إنه "إذا باشروا بدولة واحدة فهذا يعني أنه سيتم الانتقال إلى الدولة التالية، وهذا الأمر سوف يساهم في انهيار المنظمة"، واصفاً محاولة إبعاد إسرائيل بأنها "خطيرة جدًا وسوف نعارض ذلك بكل قوة". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر دبلوماسية إسرائيلية ترجيحها بإن تقوم قطر بشراء أصوات لتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا، وقالت المصادر "نحن نشتبه في أن قطر، المثار حولها شائعات بخصوص دفعها رشى من أجل الحصول على حق تنظيم مونديال 2022، تقوم الآن بدفع أموال لبعض الدول من أجل دعم المشروع الفلسطيني المطالب باتخاذ خطوات لتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا".


يُذكر أن منظمة الفيفا تواجه أزمة فساد غير مسبوقة مع اعتقال السلطات السويسرية، الأربعاء، 6 من أكبر مسؤوليها بتهم فساد وابتزاز وغسيل أموال وتوجيهات اتهامات مشابهة إلى آخرين، وذلك قبل يومين من اختيار رئيس جديد للفيفا، الجمعة، في انتخابات يتنافس فيها الرئيس الحالي بلاتر ونائبه الأردني الأمير علي بن الحسين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها