الأحد 2015/10/04

آخر تحديث: 12:38 (بيروت)

انتفاضة في الأفق.. والواقع

الأحد 2015/10/04
انتفاضة في الأفق.. والواقع
مهند حلبي منفذ عملية القدس (فايسبوك)
increase حجم الخط decrease

وكأنّ الانتفاضة الفلسطينية اشتعلت من جديد في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وإن تدحرجت الأوضاع إلى المزيد من العمليات فإنّ الانتفاضة تصبح قائمة لا نقاش فيها. الاراضي المحتلة صارت تشهد عمليات وردود فعل فلسطينية، فردية ومنظمة كما يبدو، على تصاعد العدوان الإسرائيلي، واستمرار التجاهل الدولي للجرائم التي ترتكب بحق الأقصى، والفلسطينيين، والتي تتوسع رقعتها يومياً.

قتل حاخام وجندي إسرائيلي الليلة الماضية بعملية طعن وإطلاق نار، قرب باب الأسباط داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، وأصيب اثنان آخران بجراح، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال من قتل المنفذ، الذي يدعى مهند حلبي من مدينة البيرة بالضفة الغربية، وهو أحد ناشطي حركة "الجهاد الإسلامي".


وتبنت حركة "الجهاد الإسلامي" رسمياً عملية الطعن التي نفذها حلبي (19 عاماً)، وقالت الحركة في بيان لها إنها "تزف ابنها الشهيد البطل مهند الحلبي منفذ العملية البطولية في القدس، وهو طالب في كلية حقوق سنة ثانية ومن مواليد 1995، وهو الابن الأكبر لوالده، وأحد عناصر الحركة وناشط طلابي في صفوف الرابطة الإسلامية".


وفجر الأحد، استشهد الشاب فادي علون من قرية العيساوية بالقدس، بالقرب من باب العمود في محيط المسجد الأقصى، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليه، بادعاء محاولته طعن مستوطن. وذكر موقع "واللا" الاخباري الإسرائيلي أنّ علون هاجم مستوطناً بالسكين مما أدى إلى إصابته بجراح متوسطة، فيما جرى إطلاق النار عليه على مقربة من المكان ما أدى إلى مصرعه.


وكان العشرات من المستوطنين قد بدأوا، منذ الليلة الماضية، اقتحام أحياء في القدس المحتلة وقاموا باستفزاز السكان والاعتداء عليهم وعلى المنازل والسيارات والممتلكات، تحت أعين وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونظموا مسيرات استفزازية ووقفات في شوارع القدس المحتلة تخللت عبارات وهتافات معادية للعرب والمسلمين.


وفي جنين في الضفة الغربية، أصيب ثلاثون فلسطينياً بالرصاص الحي والمطاطي وبحالات اختناق، عقب اقتحام قوات الاحتلال المخيم، في محاولة لاعتقال قيس السعدي، القيادي الميداني في "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس". واعتقلت قوات الاحتلال 3 شبان بينهم شقيق القيادي السعدي في "القسام"، بعد محاصرة منزله وقصفه بصاروخ "لاو" عقب محاصرته لثلاث ساعات، في المخيم.


واعترفت إذاعة الجيش الإسرائيلي بفشل وحدة "دوفدوفان" الخاصة باعتقال المطارد قيس السعدي من منزلٍ بمخيم جنين. وقال الجيش الإسرائيلي، وفق الإذاعة، إنّ السعدي ضالع "بنشاطات إرهابية".


سياسياً، وعلى عجل، غادر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، نيويورك، عائداً إلى مقر إقامته في مدينة القدس المحتلة، حيث سيعقد جلسة طارئة لبحث تداعيات الأحداث الأمنية الأخيرة في القدس المحتلة والضفة الغربية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنّ نتنياهو سيعقد فور وصوله إلى القدس، جلسة طارئة بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين لبحث تداعيات العمليات الأخيرة في الضفة والقدس. كما ستُعقد مساء الاثنين جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.


وقبل وصول نتنياهو، تشير تقارير إسرائيلية ستوضع على طاولة البحث أمامه، إلى أنّ دولة الاحتلال باتت تخوض حرباً بلا هوادة ضد ما تسميه "الإرهاب" المتصاعد فلسطينياً وخاصة في الضفة والقدس، وأنها بحاجة إلى حلول عسكرية وسياسية أيضاً.


وفي سياق متصل بالموقف الإسرائيلي، قال وزير المواصلات اسرائيل كاتس، الذي يقوم بمهام رئيس الوزراء نتنياهو في غيابه، إنه إذا تتطلب الأمر سنقوم بتنفيذ عملية "السور الواقي 2"، ما يعني احتلال الضفة الغربية بشكل كامل كما حدث عام 2002. وأضاف الوزير المتطرف: "يتوجب اتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة التحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن"، ومواجهة "العمليات الارهابية"، التي جاءت وفقاً للوزير نتيجة هذا التحريض، حتى لو تطلب الأمر تنفيذ عملية عسكرية واسعة "السور الواقي 2"، وكذلك تنفيذ عملية واسعة في القدس اطلق عليها "السور الواقي" للقدس، والتي تعيد "فرض الأمن لعاصمة اسرائيل وسكانها" حسب قوله.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها