الثلاثاء 2015/09/01

آخر تحديث: 18:41 (بيروت)

المعارضة تحكم قبضتها على محيط الفوعة وكفريا

الثلاثاء 2015/09/01
المعارضة تحكم قبضتها على محيط الفوعة وكفريا
أهمية الصواغية تكمن في تضييق الخناق على المجال الجوي المؤازر لقوات النظام في البلدتين (خالد الخطيب)
increase حجم الخط decrease
تقدمت فصائل المعارضة السورية المسلحة في محيط بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، وسيطرت على مزارع الصواغية ومحطة الكهرباء شرقي بلدة الفوعة، إضافة الى السيطرة على نقاط عسكرية في منطقة دير الزغب جنوب غربي الفوعة، وذلك إثر انهيار الهدنة بين فصائل المعارضة من جهة وقوات النظام والميلشيات الموالية له من جهة أخرى.

مدير "مكتب العلاقات العامة" في "فيلق الشّام" أحمد الأحمد، قال لـ"المدن"، إن فصائل المعارضة سيطرت على بلدة الصواغية الاستراتيجية، بعد اقتحامها من الجهة الشّرقية، و"تم قتل العشرات من قوات النظام والمليشيات الموالية له من لبنانية وإيرانية، بالإضافة للسيطرة على أسلحة وذخائر وتدمير عربات مدرعة". واعترفت "شبكة أخبار الفوعة وكفريا" المؤيدة للنظام، بمصرع 12 مقاتلاً من أبناء البلدتين، ونفت الشبكة أن يكون القتلى إيرانيي الجنسية.

وأشار الأحمد إلى أنّ "الأهمية الاستراتيجية لبلدة الصواغية المتاخمة لبلدة الفوعة تكمن في تضييق الخناق على المجال الجوي المؤازر لقوات النظام في البلدتين، وعدم إيصال المساعدات العسكرية والغذائية لهم بالشكل المطلوب، من خلال زيادة فرضية الخطأ عند إلقاء تلك المساعدات".

وفي الوقت الذي أحكمت فيه فصائل المعارضة حصارها على بلدتي الفوعة وكفريا، ذات الغالبية الشيعية، اعتصم السكان الشيعة في مدينة السيدة زينب بريف دمشق، وقطعوا الطرق المؤدية إلى مطار دمشق الدولي، وأحرقوا الإطارات، وطالب المحتجون قوات النظام بعمل عسكري، من أجل إنقاذ القريتين الشيعيتين. ونشرت "شبكة أخبار الفوعة وكفريا" منشوراً يقول: "أهلنا في حمص يقطعون طريق حمص-طرطوس وطريق حمص-تيرمعلة وشارع الستين، فيما يستمر أهلنا في ريف دمشق بقطع طريق المطار تضامناً مع أهلنا في الفوعة وكفريا".

تأتي تلك التطورات على وقع انهيار مفاوضات الزبداني، في وقت تدور فيه معارك شرسة في البلدة الواقعة في الريف الدمشقي، حيث أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام أن قوات النظام مدعومة بالـ"مقاومة"، سيطرت الإثنين، على الحي الشرقي من مدينة الزبداني، مشيرة إلى أنّ الحسم هو مسألة وقت.

بدورها، ذكرت مصادر معارضة من مدينة الزبداني، لـ"المدن"، أن اشتباكات في مدينة الزبداني تدور بين الثوار من جهة وقوات النظام وميليشيا "حزب الله" اللبناني من جهة أخرى، على أكثر من محور، ومنها السيلان والحكمة وطريق سرغايا، بالتزامن مع قصف الطيران المروحي للمدينة بالبراميل المتفجرة، إذ وثق ناشطون سقوط 40 برميلاً متفجراً خلال اليومين الماضيين فقط.

وتوقع قيادي في "جيش الفتح"، أن "يرضخ نظام الأسد للمظاهرات والاعتصامات بريف دمشق، ويعود إلى مفاوضات اسطنبول عبر وسيطه الإيراني". وأشار القيادي إلى أنّ "جيش الفتح" استدعى جميع الفصائل العاملة تحت رايته من أجل استكمال تضييق الخناق على بلدتي الفوعة وكفريا، وكثّف من قصفه المدفعي على معاقل المليشيات الموالية للنظام في البلدتين.

وبحسب القيادي، فإنه لا غاية لـ"جيش الفتح"، في السيطرة على البلدتين، وترويع المدنيين فيهما، لكن النظام رفض كل المطالب، المتمثّلة بتحييد المدنيين، في مناطق النزاع، لكن "ليس باليد حيلة، فالحرب أخيراً هي من تفرض شروطها، وشروط الميدان تتغير بحسب متطلبات المعركة مع العدو".

من جهته، رأى الناشط الإعلامي جابر البكري، أنّ المعارك في كفريا والفوعة، عادت إلى الواجهة بعد فشل المفاوضات بين "أحرار الشام" والإيرانيين، في حين أن محاولات تقريب وجهات النظر بين الجانبين لا تزال مستمرة. وأشار البكري في حديثه لـ"المدن"، إلى أنّ "تصعيد العمل من قبل المعارضة، جاء للضغط على ايران والنظام معاً، والدليل تحرير مناطق جديدة حول كفريا والفوعة".

وكانت المفاوضات بين "حركة الأحرار" والوسيط الإيراني انهارت أول مرة، بعد مماطلة النظام في تنفيذ شروطه، والّتي كان من أبرزها الإفراج عن 40 ألف معتقل، لتبدأ بعد ذلك جولات ميدانية على الأرض، وتحقيق طرفي النزاع على الأرض انتصارات، ما أجبرهما على الرجوع إلى عملية التفاوض، والّتي كان من أبرز بنودها السماح بخروج ألفي جريح من الزبداني وكذلك كفريا والفوعة، بالإضافة لكبار السن والأطفال، لكنها سرعان ما انهارت بسبب إصرار الوفد الإيراني على التغيير الديموغرافي في الزبداني.

وحول مسار المفاوضات والمعارك، قال أمين عام "الائتلاف السوري" المعارض محمد يحيى مكتبي، لـ"المدن": "الأمور مرهونة بما يحدث على الأرض، ولو أن إيران ونظام الأسد وحزب الله استطاعوا أن يستمروا في سياسة الأرض المحروقة، لما توانوا عن ذلك، وما يجري في القلمون يصب في هذا الإطار". وقال مكتبي إنّ "النظام وحلفاءه من حزب الله وإيران يريدون المحافظة على شريط دمشق–الساحل، من أجل الإبقاء على ما يسمونه بسوريا المفيدة، ويبقى التغيير الديموغرافي في المنطقة أهم ما يصبوا إليه النظام السوري مع حلفائه، وذلك من خلال الاستماتة في القتال على جبهات القلمون والزبداني، واتباع سياسة الأرض المحروقة فيها، ورميها بعشرات البراميل يومياً، في الوقت الذي يتقهقرون فيه في إدلب".

وتصرُّ "حركة أحرار الشام" في المفاوضات على رفض المطالب الإيرانية، والمتمثلة بإخلاء الزبداني من رجالها ونسائها، واستبدالهم بالمقاتلين والمدنيين الموجودين في الفوعة وكفريا. وذلك في وقت تواصل فيه الفصائل المعارضة تقدمها في محيط البلدتين وتسيطر على نقاط متاخمة لهما.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها