الثلاثاء 2015/05/05

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

القلمون: قرع الطبول يشتد..والهدف الزبداني

الثلاثاء 2015/05/05
القلمون: قرع الطبول يشتد..والهدف الزبداني
المعارضة السورية: نلتزم موقف الدفاع لا الهجوم مع الجيش اللبناني
increase حجم الخط decrease
بدأ "حزب الله" اللبناني، التحضير لمعركة القلمون، عبر إعلامه، بشكل مشابه لما فعله منذ عام تقريباً في معركة يبرود. وتتواتر الأنباء عن حشده وتطويعه لأبناء القرى اللبنانية الشيعية، في البقاع، لخوض حرب "حاسمة". قوات المعارضة السورية المسلحة، شنّت من جهتها، هجوماً استباقياً مباغتاً، منذ فجر الإثنين، على نقاط ميليشيا "حزب الله" وميليشيا "الدفاع الوطني" في الجرود المحيطة بقرى عسال الورد والجبة والمعرة في القلمون الغربي.

وقد أطلقت قوات المعارضة "معركة الفتح"، وأعلنت ظهر الثلاثاء، عن تشكيل "جيش فتح القلمون"، تيمناً بالجيش الذي أحرز انتصارات كبيرة في إدلب وريفها. ويتشكل "جيش فتح القلمون" من جميع الفصائل العاملة في المنطقة، ومن ضمنها "جبهة النصرة" وفصائل الجيش الحر كـ"لواء السيف العمري" و"لواء الغرباء" و"تجمع واعتصموا بحبل الله" بالإضافة إلى "حركة أحرار الشام الإسلامية"، وغيرها.

وأحرزت قوات المعارضة تقدماً على جبه الجبة وعسال الورد، حيث سيطرت على نقطتين استراتيجتين في محيط قرية الجبة، بينما اضطرت للانسحاب من نقاط أخرى كانت قد سيطرت عليهم. خسائر "حزب الله" و"الدفاع الوطني" قُدرت في أول أيام المعركة، بـ15 قتيلاً و20 جريحاً، فيما خسرت المعارضة قتيلين و4 جرحى. المعارضة اغتنمت دبابة ومدفعاً من عيار 57.

وشهدت جرود القلمون غارات من طيران الميغ والطيران المروحي التابع لقوات النظام، إضافة إلى قصف من قوات الجيش اللبناني المتمركز في محيط بلدة عرسال اللبنانية، وقصف متواصل براجمات الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" من جرود بلدتي نحلة وبريتال، بحسب تأكيدات مصادر المعارضة لـ"المدن".

وفي السياق، بثّت "جبهة النصرة"، الثلاثاء، تسجيلاً مصوراً لأسرى لبنانيين من الطائفة الشيعية، يطالبون فيه بتشكيل لجنة تفاوض بديلة عن اللواء عباس ابراهيم، وموجهين نداءات للشعب اللبناني، للضغط بغرض تحييد الجيش اللبناني، عن الصراع، وللطائفة الشيعية لمطالبة الحزب بوقف زج الشباب اللبناني في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل.

قيادي في الجيش الحر، متواجد في جرود القلمون، قال لـ"المدن"، إن "حشود حزب الله هي فقاعات إعلامية أكثر منها على أرض المعركة، والدليل على ذلك أن قوات المعارضة هي من بدأت المعركة بهجومها". القيادي رجّح أن يكون الضخ الأعلامي، من ضمن بروباغندا حزب الله، لحشد واستقطاب أبناء القرى الشيعية في البقاع، بعد أن استنزفت كوادر الحزب في المعارك الدائرة على امتداد سوريا.

وفي ضوء الضخ الإعلامي لمعركة القلمون وحماية العمق اللبناني، يبدو بأن "حزب الله" يُعد لعملية أخرى، حيث وردت تسريبات لـ"المدن" عن نية الحزب القيام بعمل عسكري في منطقة الزبداني، عبر ثلاثة محاور، هي: عين الشعرة المتاخمة لبلدة سرغايا، ومحور يحفوفا حيث توجد مستودعات الحزب، ومحور بلدة حام. والهدف هو تأمين طريق دمشق-النبي شيت في البقاع، والتي تعد من أهم معاقل الحزب.

القيادي في الجيش الحر، أكد اطلاعه على هذه التسريبات، ورجّح أن ما يعد له الحزب هو سوق الشباب الشيعة الأغرار إلى معارك في محيط دمشق، خاصة بعد توارد الأنباء عن قرب معركة الحسم في دمشق، من قبل المعارضة. وأضاف: "الحزب يلجأ لكذبة القلمون ليقنع الشباب بالتطوع، علماً أننا صرحنا أكثر من مرة، بأن لا نية للمعارضة في الدخول إلى العمق اللبناني، وهذه رسالة نوجهها إلى الجيش اللبناني الذي وضعه حزب الله في مواجهتنا، ويقوم بقصفنا: إننا نلتزم موقف الدفاع لا الهجوم مع الجيش اللبناني".

ولا يعني ما سبق، أنه ليس هنالك من حشود لـ"حزب الله" في قرى نحلة وبريتال المتاخمة لجرود القلمون، ولكن ليس بالحجم الذي يُروّجُ له. القيادي يؤكد: "بالنهاية معركتنا هي حرب جبال، ولا قيمة للكثافة العددية في حرب الجبال. النظام والحزب كانو يعتمدون دائماً سياسة القصف من بعيد، ويتحاشون المواجهات المباشرة، لعلمهم بأنها مواجهة خاسرة مع أصحاب الأرض".

القيادي في الحر، أوضح بأن "جيش فتح القلمون" ما زال في طور الهيكلة، حيث تمّ تشكيل مجلس عسكري  بمشاركة ممثلين عن كل الفصائل، بهدف "توحيد الجهود بشكل كامل لمواجهة ميليشا حزب الله والنظام، وتوجيه رسالة واضحة لتنظيم داعش، بأن أي اعتداء على أي فصيل في القلمون، سيكون اعتداءً على الجميع، ويستوجب الرد القاسي، خصوصاً في هذه الفترة الحساسة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها