الأحد 2015/02/08

آخر تحديث: 14:19 (بيروت)

هل ينسحب تنظيم الدولة من ريف حلب؟

الأحد 2015/02/08
هل ينسحب تنظيم الدولة من ريف حلب؟
تنظيم الدولة الذي يتعرض لخسائر كبيرة في جبهة كوباني، يعاني وحسب مصادر متطابقة، من مشاكل داخلية وعسكرية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
دارت مواجهات عنيفة ليل السبت-الأحد، بين الثوار وتنظيم الدولة الإسلامية، في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع تحركات عسكرية للتنظيم، نُظر إليها كـ"إعادة انتشار" ينفذها التنظيم في مناطق سيطرته بريف حلب.

وهاجم الثوار من مختلف الفصائل، مواقع تنظيم الدولة بشكل مفاجئ، في قرى عديدة على محور مارع – إعزاز، بالريف الشمالي، محققين تقدماً بسيطاً في الساعات الأولى من المعارك، وخاصة في قرى أرشاف وحوّر النهر وفي محيط بلدة دابق، بينما أعلنت الفصائل حظراً للتجول في المنطقة، مساء السبت.

ويأتي هذا الهجوم المباغت للثوار، بعد تواتر الأخبار عن قيام تنظيم الدولة، بتنفيذ إعادة انتشار في مناطق سيطرته بريفي حلب الشمالي والشرقي، حيث قال شهود إن التنظيم نقل معدات وأثاث المدرسة الشرعية في قرية تركمان بارح، الواقعة تحت سيطرته في الشمال، إلى مدينة الرقة، وهو ما فسره البعض على أنه تمهيد لانسحاب يُعدُّ له التنظيم من ريف حلب الشمالي.

لكن ، مدير وكالة شهبا برس الإخبارية مأمون أبو عمر، والتي تتخذ من بلدة مارع مركزاً لها، أشار إلى أن تنظيم الدولة يقوم ببث الإشاعات عن قرب انسحابه من الريف الشمالي، لكن على الأرض، فإنه أبعد ما يكون عن الانسحاب.

وأضاف أبو عمر في حديثه لـ"المدن"، أن معلومات وصلتهم عن قيام عناصر التنظيم بتدعيم نقاطهم العسكرية هناك، وحفرهم لأنفاق، وخاصة في قرية تل مالد، ما يؤكد على أن تنظيم الدولة لم يفكر بالانسحاب من ريف حلب الشمالي، بل على العكس، فإن الأيام الأخيرة شهدت تصعيداً من التنظيم، الذي حاول التسلل إلى مسجد أم القرى قرب مارع، الجمعة.

ومع ذلك، يبدو أن تنظيم الدولة الذي يتعرض لخسائر كبيرة في جبهة كوباني، يعاني وحسب مصادر متطابقة، من مشاكل داخلية وعسكرية، أثرت بشكل واضح على قوته، الأمر الذي قد يدفعه بالفعل للانسحاب من بعض المناطق التي يسيطر عليها في ريف حلب الشرقي، أو على الأقل، تنفيذ إعادة انتشار مشابهة لما قام به مطلع العام الماضي، عندما انسحب من مناطق واسعة في ريف حلب، بعد نجاح الثوار بطرده من المدينة.

عضو مركز الباب الإعلامي عمار نصار، والذي اضطر مع الكثير من زملائه الناشطين لمغادرة مدينة الباب، في ريف حلب الشرقي، منذ أكثر من عام، بعد سيطرة تنظيم الدولة عليها، أكد من ناحيته أن هناك تحركات وتصرفات ملحوظة للتنظيم في المدينة والمناطق المجاورة لها، تشير بوضوح إلى أنه يعد لترتيبات جديدة فيها، وأن احتمال انسحابه من ريف حلب الشرقي لا تبدو مستبعدة.

وفي تصريحه لـ"المدن"، أشار نصار إلى أن التنظيم أجبر العشرات من المنتمين له، من غير المقاتلين، على الالتحاق بالجبهات، تزامناً مع محاولاته اليائسة لحشد مقاتلين جدد من أبناء المنطقة، لتعويض النقص الحاصل في صفوفه، جراء الخسائر التي تلقاها في معارك كوباني. أشار نصار إلى النداءات المتكررة التي يطالب بها دعاة التنظيم، المصلين في المساجد بمدينة الباب، للالتحاق بمقاتليه.

وتتطابق تصريحات "نصار" مع معلومات حصلت عليه "المدن"، ولم تتأكد من صحتها بعد، تفيد بقيام عناصر تنظيم الدولة بتفكيك الفرن الآلي في مدينة منبج، ومعامل ومراكز خدمية في مدينة جرابلس المجاورتين لمدينة الباب، ونقلها إلى محافظة الرقة.

ولا تبدو هذه المعلومات مستبعدة، خاصة مع التقدم السريع الذي تحققه الفصائل المقاتلة على حساب تنظيم الدولة في جبهة كوباني، حيث تراجعت قوات التنظيم بشكل كبير في ريف المدينة مؤخراً.

وتتوقع قيادات في الفصائل التي تقاتل التنظيم هناك، أن تسيطر خلال أيام قليلة على مدينة جرابلس، بعد أن حققت تقدماً كبيراً في الجبهة الغربية. ولم يعد يفصل هذه القوات عن بلدة الشيوخ سوى كيلومتر واحد، حيث تحدثت معلومات عن قيام عناصر من تنظيم الدولة بتفخيخ جسر الشيوخ الاستراتيجي.

القائد في الجيش الحر النقيب خالد قرجة، الذين تقاتل قواته في كوباني، أكد إن التقدم مستمر على مختلف الجبهات في ريف المدينة، وأن قواته تتقدم أيضاً باتجاه بلدة صرّين جنوباً، ومدينة تل أبيض شرقاً، وأن تنظيم الدولة يتراجع بشكل كبير في هذه المنطقة، نتيجة ما وصفه بالتنسيق والتعاون الكبير بين الفصائل، مستفيدة من الضربات التي يشنها التحالف الدولي ضد التنظيم جواً. هذا بالإضافة إلى قيام التنظيم بزج مقاتلين صغار في السن، لا يمتلكون خبرة قتالية في معارك كوباني.

وأكد قرجة في حديثه لـ"المدن" أن الهجوم مستمر على قوات التنظيم، حتى تحرير ريف حلب الشرقي بالكامل، وأن المعارك ستمتد شرقاً باتجاه مدينة الرقة، المركز الرئيس لتنظيم الدولة، تمهيداً لطرده من كامل المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها