السبت 2015/02/28

آخر تحديث: 20:44 (بيروت)

أبو أحمد الصيني.. مهاجر إلى الرقة "أعزّته" الدولة الإسلامية

السبت 2015/02/28
أبو أحمد الصيني.. مهاجر إلى الرقة "أعزّته" الدولة الإسلامية
أبو أحمد: في الصين لا أحد يعترض على خروجنا، لأنهم يريدون أن يتخلصوا منا.
increase حجم الخط decrease
في مدينة الرقة مجموعة من الصينيين من إقليم شانغاهي، انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، ويترواح عددهم بين الـ50 والـ70 مقاتلاَ، ومعظمهم قد جلب عائلته معه.

أول مهاجر صيني وصل إلى سوريا، وانضم إلى تنظيم الدولة، يدعى أبو أحمد، وهو في الثلاثينات من عمره، متزوج من صينية ولديه أربعة أطفال منها، كما تزوج منذ فترة قريبة، من امرأة رقاوية، التقاها صدفة في أحد المحلات التجارية في الرقة. وقد كان لـ"المدن" هذا اللقاء معه..

يقول أبو أحمد: "نحن مضطهدون في الصين، من قبل الحكومة الصينية، لأننا أقلية مسلمة، وجئنا إلى هنا، لأننا أعزاء في دولة الإسلام. وكل فترة يأتي أخوة لنا من الصين، مهاجرين من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام. وأغلبنا فقراء إلا أن الدولة الإسلامية تغطي نفقات الهجرة كاملة".

يتابع أبو أحمد: "في الصين لا أحد يعترض على خروجنا، أو يضايقنا، لأنهم يريدون أن يتخلصوا منا، وتبقى تلك الأراضي لهم. فلا تقوم الحكومة الصينية بالاهتمام بالوجهة التي نقصدها، وخاصة في هذه الأوقات التي يعرفون فيها بتوجه كثيرين من المسلمين إلى سوريا والعراق، للانضمام إلى الدولة الإسلامية في المنطقة".

يشرح أبو أحمد، وضع المهاجرين الصينيين في ولاية الرقة، حيث "تقدم الدولة الإسلامية للإخوة المهاجرين المتزوجين بيوتاً لهم ولأسرهم، وتقدم لهم الرواتب. أما الأخوة العازبون، فتقوم الأخوات من أهل البلد، الأنصار، بتأمين نساء لهم لتزويجهم، على نفقة الدولة. كما تعمل الدولة الإسلامية على تشجيع الزواج في صفوف مقاتليها من نساء الرقة، حيث تقدم زيادة في رواتب مقاتليها المتزوجين من رقاويات، فتقدم مبلغاً مقداره 100 دولار لكل زوجة جديدة".

وعن الرواتب الشهرية للمقاتلين المبايعين للدولة الإسلامية يقول أبو أحمد: "يتقاضى المقاتل المتزوج 600 دولار، وعن كل زوجة جديدة 100 دولار ولكل طفل جديد 50 دولاراً. أما المدني المبايع للدولة الإسلامية والذي يقوم بأعمال مدنية لصالح الدولة فيتقاضى مبلغاً قدره 200 دولار".

يكمل أبو أحمد: "نحن مسرورون جداً بالعيش في بلاد الإسلام، وهناك تواصل مع إخوة آخرين يريدون المجيء إلى هنا، وبعضهم دخل إلى سوريا من معابر غير رسمية في منطقة جرابلس، بعد سيطرة أعداء الدولة كالجيش الحر والكتائب الإسلامية الأخرى. مثل معبر باب السلامة ومعبر باب الهوى والطرق المؤدية لهم، بعد إغلاق الأتراك لجميع المعابر مع الدولة الإسلامية". وعن دخول أبو أحمد إلى سوريا في أواخر العام 2012، فيقول إنه خرج من الصين بطريقة رسمية، متوجهاً إلى تركيا ومنها إلى معبر باب السلامة، وانضم إلى صفوف جبهة النصرة، ثم بايع الدولة الإسلامية عند تأسيسها، والتحق بصفوفها في مدينة الرقة.

أما عن دخول المقاتلين الصينيين إلى سوريا، وانضمامهم لصفوف الدولة الإسلامية، فأمر سلس جداً بحسب أبو أحمد، الذي يخبرنا: "خروجهم من الصين إلى تركيا، يكون بشكل نظامي، من غير قيود ولا تحقيقات، وفي تركيا يستقبلهم ما يسمى أمير الوافدين لدى الدولة الإسلامية، وهو شخص تركي الجنسية، يقوم بايصالهم إلى مناطق معينة بالقرب من معبر جرابلس الحدودي بين سوريا وتركيا. وعن طريق ممرات تهريب في المنطقة يتم الدخول إلى سوريا والانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية".

وأبو أحمد قائد لإحدى الكتائب التابعة للدولة الإسلامية في ولاية الرقة، والتي كانت تضم أول تشكيلها، عناصر صينية فقط، إلى أن صدر قرار من الدولة، بحل الكتيبة منعاً لجمع المقاتلين من جنسية واحدة في تجمع أو كتيبة واحدة. وذلك تفادياً للتحزبات القومية أو العرقية. وبعدها توزع أفراد هذه الكتيبة على باقي التشكيلات العسكرية للتنظيم، واستمر أبو أحمد قائداً لكتيبة تضم عدداً من المقاتلين الصينيين واليابانيين والأوزبك.

وساهم المقاتلون الصينيون في صفوف الدولة الإسلامية، في العديد من المعارك، ولعل أخرها معارك مدينة كوباني "عين العرب"، حيث فجّر أحدهم نفسه بعربة مفخخة في معاقل القوات الكردية بالمدينة، في حين قتل إثنان آخران في عمليات انغماسية نفذتها الدولة الإسلامية في المدينة. كما سجلت حالتا إعدام ميداني بحق مقاتلين صينيين، عند محاولتهم العودة إلى الصين، وتمت تصفيتهم على أيدي أمنيي الدولة الإسلامية في الرقة .
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها