الأحد 2015/03/29

آخر تحديث: 15:34 (بيروت)

بصرى الشام: تخوين السويداء.. لامتناعها عن مشاركة النظام

الأحد 2015/03/29
بصرى الشام: تخوين السويداء.. لامتناعها عن مشاركة النظام
الاتهامات للسويداء حملتها صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام، وبشكل خاص صفحة "الدفاع الوطني" في درعا (المدن)
increase حجم الخط decrease

أدت الخسارة الفادحة التي تكبدها النظام وميليشياته في بصرى الشام إلى انتشار حالة من التخبط بين الأوساط الموالية للنظام في درعا، وخاصة قوات "الدفاع الوطني"، التي بدأت تبحث عن أسباب لتعلق عليها هزيمتها، إذ أخذت تلك المجموعات باتهام قوات "الدفاع الوطني" في السويداء بالتخلي عن بصرى الشام وتركها لتواجه مصيرها وحدها من دون إمدادها بالرجال والعتاد، الأمر الذي أدى إلى سقوطها بعد صمود أربع سنوات.

الاتهامات للسويداء حملتها صفحات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام، وبشكل خاص صفحة "الدفاع الوطني" في درعا، التي ذكرت بأنهم طلبوا في بداية المعركة دعماً بالمقاتلين، قرابة 250 عنصراً من السويداء، كما تحدثت الصفحة أنه كان من المفترض أن يصل إلى بصرى ثلاثة أرتال عسكرية من السويداء محملة بالدعم وهو ما لم يحصل.


أمام هذه الحالة من تمنّع المقاتلين الدروز من مساندة ميليشيات النظام في درعا، زار وفدٌ من الدفاع الوطني في بصرى مدينة السويداء لطلب المعونة والتعزيزات، لكن أحد قادة "الدفاع الوطني" في السويداء قال لهم، بحسب ما ذكرت صفحة الميليشيا في درعا، إنه لا يمكنهم أن يرسلوا أي دعم بحجة أن  "أهالي السويداء يرفضون نزول أبنائهم إلى درعا للقتال فيها، ونحن لا يمكن لنا أن نفرض عليهم ذلك".


مصادر في السويداء أكدت لـ"المدن"، أنه رغم محاولات التهويل والتحشيد التي اتخذت من إشاعة هجوم "جبهة النصرة" على قريتين درزيتين (بكّا، وذيبين) حجة للزج بمقاتلين من السويداء في معركة بصرى، إلا أن أحداً لم تنطلِ عليه تلك الحيلة، والعديد من أبناء السويداء كانوا قد توجهوا إلى  القريتين لتبيان حقيقة الوضع فيهما، فتبين أنها بعيدة عن ساحة الاشتباكات ولم يتعرض لها أحد.

على خط موازٍ، استمر النظام بمحاولات التعبئة لدى أهل السويداء على خلفية المعركة من دون تحقيق مراده، فانتقل إلى مستوى أعلى من التحريض عبر بيان صدر عن شيخ العقل، حكمت الهجري، طلب فيه تسليح السويداء لدعم جيش النظام وحماية السويداء من خطر بات يهدد المحافظة، وطلب من شباب السويداء أن يكونوا بمثابة خط دفاع ثاني عن الجيش.


الرد على بيان الهجري جاء، بطريقة غير مباشرة، من الشيخ وحيد البلعوس، أحد أبرز الوجوه التي قادت جولات كثيرة ضد النظام وحواجزه في السويداء، حيث قال أثناء زيارة لصرح شهداء الثورة السورية الكبرى في القريا بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل سلطان باشا الأطرش "لا داعي للتهويل لما جرى في بصرى الشام فلا زلنا على موقفنا بعدم السماح بأي تعدٍ على قرانا وأهلنا، لكننا قرأنا ما جرى في بصرى جيداً وعلينا أن نتعظ منه. أما التحلي عن بصرى فلا مجال اليوم للحديث في التفاصيل".


يشار إلى أنه منذ اليوم الأول لانطلاق المعركة في 21 من الشهر الحالي، بدأت السويداء باستقبال مئات النازحين من بصرى الشام، تجاوزت أعدادهم 2000 شخص. وكانت دفعات النازحين تصل إلى قرى بكا والقريا ويتم تجميعها من قبل النظام قبل نقلها إلى معسكر الطلائع. إلا أنه كان من اللافت تسلل عشرات العناصر من "الدفاع الوطني" من بصرى مع النازحين، مستغلين فرصة فتح طرق الخروج من قبل الجيش الحر للعائلات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها