الخميس 2018/04/26

آخر تحديث: 11:19 (بيروت)

"جيش الإسلام" والاندماج مع المعارضة في ريف حلب

الخميس 2018/04/26
"جيش الإسلام" والاندماج مع المعارضة في ريف حلب
تفاهمات مع "جيش الإسلام" حول المرحلة القادمة (المدن)
increase حجم الخط decrease
أجرى قادة من الصف الأول في "جيش الإسلام" جولة تفقدية في المخيمات الدائمة والمؤقتة في منطقة "درع الفرات" في ريف حلب والتي تأوي مُهجّري دوما من الغوطة الشرقية. الهدف من الجولة كان التواصل مع الأهالي المهجرين، وعناصر "جيش الإسلام" وعائلاتهم، والجرحى والمصابين، والاستماع لمطالبهم، كما إلى طمأنة الأنصار، وشرح تفاصيل المرحلة القادمة ومصير "جيش الإسلام" في منطقة "درع الفرات"، وإمكانية الاندماج مع فصائل المعارضة في المنطقة التي تجمعها مظلة "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.

قائد "الجيش" عصام البويضاني، زار مخيمات المهجرين قرب مدينة الباب ومخيم زوغرة قرب جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، في حين زار قائد الأركان المقدم علي عبدالباقي، مخيم البل والمخيمات المؤقتة قرب إعزاز في ريف حلب الشمالي.

مصدر معارض، أكد لـ"المدن"، أن قادة الجيش وعدوا الأهالي المقيمين في المخيمات المؤقتة بتأمينهم في مخيمات دائمة تقدم خدمات أفصل خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع المجالس المحلية والفعاليات في ريف حلب. ووعدوا الجرحى والمصابين بمعونات مالية تمكنهم من إعالة أسرهم، وتقديم العلاج اللازم.

القادة أخبروا أنصار الجيش أنهم وصلوا لتفاهمات مبدئية مع فصائل المعارضة في المنطقة، والجيش سيبقى في المرحلة المقبلة ككتلة عسكرية متماسكة.

جولة قادة "جيش الإسلام" في مخيمات المهجرين بددت مخاوف مقاتلي الجيش، وأزالت الغموض بشكل جزئي عن وضعهم في المنطقة خلال الفترة القادمة، وتلقى المقاتلون الإجابة عن معظم تساؤلاتهم المتعلقة بمصيرهم. وتتلخص الأحاديث الشائعة بينهم بأنهم سيصبحون منذ مطلع أيار/مايو، جزءاً من "الجيش الوطني" في منطقة "درع الفرات"، إلى جانب فصائل المعارضة. ومن المفترض أن يُشكّل الجيش فيلقاً لوحده يضم ثلاث فرق تنتشر في المنطقة.

جولة القادة والرسائل الإيجابية التي حملوها أعادت الثقة لمقاتلي "الجيش" في المخيمات، بعدما فقدوهما في رحلة التهجير الصعبة.

نهاية غير متوقعة، هذا ما تقوله ملامح وجوه مقاتلي الجيش في المخيمات. مقاتلو الجيش في المخيمات تحدثوا عن وعود من القادة بتسليمهم رواتبهم نهاية نيسان/أبريل، وقد تصل الرواتب المقدمة إلى 200 دولار لكل مقاتل، و300 دولار للمقاتل المصاب. الشائعات المتناقلة تؤكد بأن الرواتب قد تدفعها تركيا للمقاتلين، أسوة بمقاتلي فصائل المعارضة في "درع الفرات". ويتسلم مقاتلو المعارضة شهرياً مبلغ 530 ليرة تركية، أي ما يعادل 135 دولار تقريباً، ضمن برنامج الدعم التركي لفصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب، الذي شهد توسعاً كبيراً بعد انطلاق معركة "غصن الزيتون".

نائب رئيس هيئة الأركان في "الجيش الوطني" العقيد أحمد العثمان، أكد لـ"المدن"، أن هناك تفاهمات مع "جيش الإسلام" حول المرحلة القادمة، والحوار مستمر مع قادة الجيش في ريف حلب. وقال العثمان: "من السابق لأوانه القول بأن جيش الإسلام قد انضم إلى صفوف الجيش الوطني. في الأمس اجتمعنا مع قيادات جيش الإسلام في مقر فرقة السلطان مراد في ريف حلب، وتحدثنا مطولاً عن المرحلة القادمة، لكن لم ننتقل حتى الآن إلى الخطوات العملية. مقاتلو الجيش وعائلاتهم وصلوا إلى المنطقة قبل أيام قليلة، وهم بحاجة إلى تأمين عائلاتهم وتأمين مقراتهم، وإيواء من ليس لديه مأوى. فصائل المعارضة تعمل الآن وبالتعاون مع مختلف الفعاليات المدنية في المنطقة لتأمين المتطلبات الأساسية للمهجرين".

وأضاف العثمان: "نحن في الجيش الوطني نرحب بجيش الإسلام، فهم أخوة لنا، وسنكون قوة واحدة في الشمال ونتجاوز الاخطاء التي حصلت سابقاً، ولا يوجد أمامنا سوى التكاتف، والعمل سوية. الجيش الوطني ليس حكراً على فصائل الشمال فهو لكل الفصائل في سوريا".

يبدو أن مقاتلي الجيش منفتحون على المعارضة في ريف حلب، وليس لديهم أي مشكلة في الاندماج معها في صفوف "الجيش الوطني"، وفي الوقت ذاته ليس لديهم الرغبة في الانضمام كمجموعات صغيرة ضمن الفصائل. مقاتلو الجيش المنتشرون في المخيمات أكدوا أنهم تلقوا عروضاً من فصائل متعددة للانضمام إلى صفوفها، لكنهم رفضوا، وكانوا بانتظار التوضيح من قيادتهم حول مستقبل الجيش في ريف حلب.

ربما ليس هناك من خيار لمقاتلي الجيش سوى التعاطي بإيجابية مع فصائل المعارضة في ريف حلب، ومع العروض التي تقدمها تركيا لهم. مقاتلو الجيش لا يرغبون بخوض صراعات داخلية جديدة كتلك التي خاضوها في الغوطة الشرقية، في ظل الكثير من المراجعات التي يجريها مقاتلو الجيش في الخيام. المقارنات بين ما كانوا عليه وحالهم الآن، تخيم على أحاديثهم الجماعية.

لا يكف مقاتلو الجيش عن الحديث عن تضحياتهم، وعن التنظيم والعمل المؤسساتي الذي تمتع به جيشهم في الغوطة، ويطلقون الوعود بأن يكون لهم بصمة إيجابية في منطقة "درع الفرات" لصالح المعارضة المسلحة.

ولا يمكن إنكار مزاعم مقاتلي الجيش بخصوص التنظيم والعمل الجماعي وغيرها من المميزات التي تمتعوا بها بالمقارنة مع بقية الفصائل، وبدا ذلك واضحاً في رغبتهم بأن يظلوا متماسكين حتى في مخيمات التهجير في ريف حلب، ورفضهم عروض الفصائل بالانضمام إلى صفوفها رغم الحاجة المادية. ولدى عناصر الجيش اجماع على تأييد قيادته، وذلك بخلاف مقاتلي حي الوعر الحمصي الذين وصلوا إلى المنطقة في وقت سابق وتوزعوا على فصائل معارضة متعددة. التنظيم والعمل الجماعي لم يقتصر على مقاتلي الجيش بل تعداهم ليشمل عائلاتهم في المخيمات التي تبدو هادئة.

قد تلبي المعارضة المدعومة من تركيا في منطقة "درع الفرات" رغبة "جيش الإسلام" في البقاء كتشكيل متماسك وتسهل انضمامه إلى "الجيش الوطني". فالجيش لم تعد لديه تلك الترسانة الكبيرة من الأسلحة التي قد تقلق جيرانه الجدد، رغم حفاظه على معظم عناصره الذين يشكلون كتلة بشرية لا يستهان بها. فهل سيُعلن قريباً انضمام "جيش الإسلام" إلى صفوف المعارضة في ريف حلب؟
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها