الخميس 2018/03/08

آخر تحديث: 12:08 (بيروت)

الغوطة الشرقية: هل تُوقفُ المعارضة انهيار جبهاتها؟

الخميس 2018/03/08
الغوطة الشرقية: هل تُوقفُ المعارضة انهيار جبهاتها؟
النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعلنت فصائل الغوطة الشرقية عن وقف الانهيار في خطوط دفاعها على الجبهات شرقي الغوطة، الأربعاء، وبدء مرحلة جديدة تحمل طابع "الهجوم"، لاسترداد ما خسرته خلال الأيام الماضية، بعد إفشال محاولات اقتحام متعدّدة لمليشيات النظام على أكثر من محور.

وتدور اشتباكات عنيفة بين المليشيات والمعارضة في بلدة بيت سوى، فيما يكثّف النظام قصفه الجوي والمدفعي على بيت سوى ومدينة مسرابا، التي تعدّ صلة الوصل بين قطاع دوما والقطاع الأوسط، محاولاً السيطرة عليها وتنفيذ مخططه في تقسيم الغوطة.

ووثّق ناشطون استهداف المدينة ذات الموقع الاستراتيجي، الأربعاء، بأكثر من 18 غارة جوية، و9 براميل متفجرة، وأكثر من 50 صاروخ غراد من راجمات الصواريخ، فيما تعرضت مدينتا حمورية وسقبا لقصف بغاز الكلور السام، أدى إلى وقوع حالات اختناق في صفوف المدنيين.

وأعلنت "حركة أحرار الشام" عن استعادة عدد من النقاط التي خسرتها على محور المشافي في حرستا، وقتل وإصابة نحو 25 عنصراً من "الفرقة الرابعة"، فيما أعلن "جيش الإسلام" عن إفشال ثلاث محاولات اقتحام للمليشيات على جبهة الريحان، وقتل 15 عنصراً للنظام، واغتنام أسلحة وذخائر.


(المصدر: LM)

وتميزت العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية خلال اليومين الماضيين بوجود تنسيق وعمل مشترك بين الفصائل الثلاث الكبرى في الغوطة الشرقية. الناطق الرسمي باسم "جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، قال لـ"المدن"، إن "جيش الإسلام بالاشتراك مع أحرار الشام شنّا هجوماً مشتركاً في الجبهة الشمالية الغربية للغوطة، من محور المشافي، واستعادوا عدداً من النقاط وقتلوا وجرحوا العشرات".

بدوره، قال الناطق الرسمي باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، لـ"المدن"، إن "الفيلق وبتنسيق مع فصائل الثورة يخوضون معارك دفاعية على جبهات وأطراف المحمدية ومزارع العب وأطراف دوما، فضلاً عن تصدي الفيلق لمحاولات اقتحام النظام من محور مزارع الأشعري".
وأضاف علوان أن "التعزيزات العسكرية لفيلق الرحمن بدأت بمؤازرة جيش الإسلام منذ أسبوع تقريباً"، وينهي العمل العسكري المشترك حالة "القطيعة" بين الفصائل، وتعوّل عليه مصادر الطرفين لاستعادة المدن والبلدات التي تقدمت إليها المليشيات على حساب "جيش الإسلام".

مصدر عسكري قال لـ"المدن" إن تنسيق الفصائل العسكرية قد يقلب الطاولة على النظام، ويعيد الخريطة العسكرية في الغوطة الشرقية إلى حدود ما قبل 28 شباط/فبراير، عندما تقدمت المليشيات إلى حوش الضواهرة والنشابية.

وأيّاً كانت أهمية المعارك التي تطلقها فصائل المعارضة لاستعادة ما خسرته، إلا أنها تفقد أهميتها إذا ما تحقق هدف النظام بفصل الغوطة إلى قطاعين. مصدر عسكري قال لـ"المدن" "إذا تمكنت الفصائل من استرجاع البلدات التي تشكل خط الفصل بين القطاعين، فإن استعادة النقاط على باقي المحاور هي تحصيل حاصل".

معارك بيت سوى وأطماع النظام في مسرابا تضع فصائل الغوطة، لا سيما "جيش الإسلام"، أمام تحدٍّ مع حاضنتها الشعبية، إذ خسر "الجيش" خلال الأيام العشرة الماضية مساحات واسعة في الجبهة الشرقية للغوطة، ووجهت اتهامات له بأنه يجري مفاوضات من شأنها تهجير المدنيين من أهم المناطق الثائرة في سوريا.

وعبّر مدنيون عن استيائهم حيال التراجع الكبير للفصائل، إذ أنهم يتعرضون لحملة قصف هي الأعنف على تاريخ الغوطة الشرقية، ولا يعلمون عن مصير جبهاتهم مع النظام. مصدر مدني قال لـ"المدن": "المشكلة أننا مغيبون عن مصير جبهاتنا ونخشى بين عشية وضحاها أن يباغت النظام المدنيين ويصل إليهم"، مشيراً إلى أن النظام وصل إلى نقاط قريبة من الأحياء السكنية في دوما، خلال تقدمه في منطقة العب، قبل أيام.

فقدان "جيش الإسلام" مساحات شاسعة، والحديث عن  مصير مشابه للغوطة الشرقية بما حصل في حلب، أوجد أزمة ثقة بين الفصائل والمدنيين، والفصائل في ما بينها، بحسب ما ذكره مصدر عسكري لـ"المدن". وأضاف المصدر أن الحديث عن وجود مفاوضات بين "جيش الإسلام" وروسيا لتفريغ الغوطة الشرقية، أثار مخاوف المدنيين وزعزع العلاقة بين المدنيين والعسكريين، رغم نفي "جيش الإسلام" لذلك.

وفي هذا الصدد، نفى الناطق الرسمي باسم "جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، لـ"المدن"، وجود أي عملية تفاوضية من شأنها تهجير الغوطة، وقال: "لم يُعرض علينا.. وبالتأكيد خيار التهجير مرفوض جملة وتفصيلاً". وأضاف: "كل الدول الحليفة للنظام تسعى لتطبيق سياسة التغيير الديموغرافي على الغوطة الشرقية، وسط تغاضي وتجاهل كل الدول التي تدعي صداقتها لسوريا". وفي ما يخص التقدم السريع للمليشيات في مناطق "جيش الإسلام"، قال: "اتبع نظام الأسد سياسة الأرض المحروقة على جبهات شرق الغوطة الشرقية، وهي مناطق زراعية ضعيفة التحصين، وهو ما تسبب بانحياز الثوار عنها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها