الجمعة 2018/03/23

آخر تحديث: 11:18 (بيروت)

"الأحرار"من حرستا إلى إدلب..والقطاع الأوسط ينتظر"المفاوضات"

الجمعة 2018/03/23
"الأحرار"من حرستا إلى إدلب..والقطاع الأوسط ينتظر"المفاوضات"
(المدن)
increase حجم الخط decrease
خرجت القافلة الأولى التي تضم مُهجّرين قسرياً من مقاتلين ومدنيين من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، الخميس، نحو مدينة إدلب في الشمال السوري، تنفيذاً لاتفاق عُقد بين "حركة أحرار الشام الإسلامية" والجانب الروسي، والذي قضى بتسليم "الأحرار" لمدينة حرستا، وخروج المقاتلين والمدنيين غير الراغبين بـ"التسوية"، و"تسوية أوضاع" المطلوبين للنظام ممن اختاروا البقاء في المدينة.

وضمت القافلة الأولى بحسب "المجلس المحلي" لمدينة حرستا 1540 شخصاً، من مدنيين وعسكريين خرجوا بسلاحهم الفردي، على أن تخرج القافلة الثانية عصر الجمعة، بانتظار إخلاء ثلاث دفعات أخرى، خلال الأيام المقبلة، لتدخل بعد ذلك قوات النظام وتسيطر على المدينة كاملة.

وعملت "لجنة المصالحة" في مدينة حرستا على إدخال 50 عائلة إلى المدينة من النازحين سابقاً منها إلى مدينة التل، وذلك ضمن الاتفاق المُبرم بين "أحرار الشام" والجانب الروسي، على أن يتم إدخال دفعات جديدة في الأيام القادمة، وعدم إفراغ المدينة من أهلها.

ودعت "لجان المصالحة" في المدينة عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، المدنيين من غير المضطرين للخروج، للبقاء و"تسوية أوضاعهم" وعدم إفراع المدينة تجنباً لاستباحتها، وقدموا وعوداً للمدنيين بأن تكون المدينة بـ"أفضل حال" خلال وقت قصير.

وسبقت خروج الدفعة الاولى عملية تبادل أسرى بين قوات النظام و"أحرار الشام"، إذ تم إطلاق سراح 5 أشخاص من أبناء المدينة مقابل 13 عسكرياً من قوات النظام تم أسرهم في معارك "إدارة المركبات" وبساتين حرستا. وبحسب مصادر موالية للنظام، فقد سلّمت "أحرار الشام" خريطة لأنفاق مدينة حرستا، ليتم البحث عن جثث قتلى قوات النظام التي تم دفنها في المدينة خلال المعارك المستمرة منذ ثلاثة أشهر تقريباً.

مصادر "المدن" أكدت أن الاتفاق نص على نقل بعض السلاح المتوسط والسيارات الخاصة بـ"أحرار الشام" ضمن القوافل التي ستخرج نحو الشمال، بعد سلسلة من المفاوضات شهدت خلافات كبيرة بين الطرفين، وتخللها قصف على المدينة لإخضاعها وقبولها شروط الروس والخروج بأسرع وقت ممكن.

وشهدت مدينة حرستا خلال إخراج الدفعة الأولى حالة من الفوضى بين المدنيين الذين أقدموا على اقتحام مستودعات "أحرار الشام" وإخراج كميات كبيرة من الطعام، وسط توجيه اتهامات لقيادة "الحركة" بـ"تجويع المدنيين خلال فترة المعارك والمفاوضات". وأكد شهود عيان، لـ"المدن"، أن كميات الطعام المخزنة في مستودعات "الحركة" كان يمكن أن تكفي المقيمين في المدينة، لمدة طويلة.

ويُعتبر اتفاق حرستا هو الأول من نوعه في الغوطة الشرقية، والذي يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين إلى إدلب. وبتسليم المدينة للنظام يكون قد أطبق الحصار بالكامل على مدينة دوما المجاورة، ومدينة عربين باستثناء طريق زملكا–عربين الذي يشهد قصفاً عنيفاً ومستمراً خلال الفترة الماضية.

وتزامن خروج الحافلات من مدينة حرستا مع استمرار العمليات العسكرية في القطاع الأوسط وسيطرة النظام ومليشياته على كامل وادي عين ترما، والتقدم باتجاه مدينة عين ترما، في محاولة لعزلها عن حي جوبر ومدينة زملكا، بالتزامن مع تقدم آخر في عمق مدينة عربين لفصلها عن حزة وزملكا.

ويسعى النظام خلال التوغل في القطاع الأوسط إلى تقطيع أوصال المنطقة وفصلها عن بعضها البعض لإجبار المعارضة على قبول "التسوية"، وخروج الفصائل منها منفردة، بعد إطباق الحصار عليها، وتصعيد القصف على الملاجئ والأحياء المكتظة بالسكان.

تقدم مليشيات النظام في وادي عين ترما وعربين، ساهم فيه انشقاق مجموعات من عناصر "فيلق الرحمن" في بلدة كفربطنا، وتقدّر أعدادهم بـ400 مقاتل، ممن انضموا إلى "خلايا المصالحة" التي يقودها الشيخ بسام ضفدع، ليصبحوا بين يوم وليلة مقاتلين ضمن صفوف مليشيات النظام، ويغيروا مسار المعركة ضمن الطرقات والشوارع التي يعرفونها، ويكشفوا سلسلة من الأنفاق والخنادق والمقرات العسكرية التابعة لـ"الفيلق" ما سهل السيطرة على منطقة الوادي، وبدء التوغل باتجاه بلدة عين ترما والمتحلق الجنوبي.

وقال مصدر من القطاع الأوسط، لـ"المدن"، إن تكتلاً يضم مجموعة كبيرة من العاملين في القطاعات الطبية والإعلامية والإغاثية، انضم إليه قادة مجموعات تابعة لـ"فيلق الرحمن"، سبق أن أرسلوا لقائد "الفيلق" بأن "اضرابهم عن العمل" سيكون قريباً، في حال "استمر الفيلق بعرقلة المفاوضات.. ووقف شلال الدم المستمر منذ أكثر من شهر".

وأكد المصدر أن قائد "فيلق الرحمن" أرسل مندوباً عسكرياً عنه للتفاوض مع التكتل، وشكل معهم وفداً مدنياً/عسكرياً، ليفاوض الجانب الروسي بعد إجراء اتصالات معهم. وعلى ذلك تم إعلان "وقف إطلاق النار" الذي كان من المفترض أن يبدأ ليل الخميس/الجمعة، لتبدأ بعدها جولة من المفاوضات حول القطاع الأوسط، وخروج المعارضة فيه نحو مدينة ادلب، وسط غياب أي تعليق من النظام أو الجانب الروسي. واستمر قصف المدنيين بالمواد الحارقة والصواريخ شديدة الانفجار، بعد دخول "وقف اطلاق النار" حيّز التنفيذ ما تسبب بمقتل 37 شخصاً على الأقل في مدينة عربين، بعد استهداف ملجأ يحتمي فيه أطفال ونساء، تحت الأرض.

ومن المفترض أن تجري مفاوضات بين الوفد والجانب الروسي، الجمعة، لبحث "آلية الخروج" نحو الشمال، وسط غياب أي تصريحات رسمية لـ"الفيلق" والاكتفاء بالحديث عن تأمين "ممرات آمنة" للمدنيين، وإدخال مساعدات إنسانية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها