الأحد 2018/02/25

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

خطة كوشنر غير النهائية.. أميركية أم إسرائيلية؟

الأحد 2018/02/25
خطة كوشنر غير النهائية.. أميركية أم إسرائيلية؟
Getty ©
increase حجم الخط decrease
حذر أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني من انجرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط إلى مرحلة الإنفجار، الذي ستتحمل أميركا مسؤوليته في حال نفذّت وعيدها بنقل سفارتها إلى القدس في مايو/ أيار المقبل، بالتزامن مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين.

ودعا الفتياني في حديث لـ"المدن"، الدول العربية الى اتخاذ موقف جريء يتمثل في القول لأميركا "كفى انحيازاً ومغامرات بمنطقتنا". كما طالب بتنفيذ قرار قمة عمّان عام 1980 الداعي إلى اتخاذ إجراءات سياسية واقتصادية ضد أي دولة تنقل سفارتها للقدس. واعتبر أن السكوت والصمت العربي الحالي يصل لدرجة القبول بالمخطط الأميركي والإسرائيلي.

وفقاً للمعلومات التي توصلت إليها "المدن"، فإن خطة السلام المتداولة في مقر المقاطعة في رام الله، التي تسلمها مدير جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج عبر السعودية، كانت مسودة غير نهائية، وقد حاول الطرف الفلسطيني من خلال فرج التعديل عليها قبل أشهر، لكن كوشنر رفض ذلك، وأبلغه إما أن يقبل الجانب الفلسطيني الخطة كما هي أو يتركها.

ولا تستبعد مصادر "المدن" أن ترامب نفسه لا يعلم بكل تفاصيل الخطة التي يعدها الفريق السياسي من حوله، وعلى رأسه مستشاره وصهره جاريد كوشنر، حيث أن الفريق المنحاز لإسرائيل مطلقاً، يقنعه بها وتشتمل على أفكار ورؤى اسرائيلية بامتياز، كما لو أنها كُتبت بقلم نتنياهو. فمثلاً أحد بنود الخطة الذي يتضمن اقامة الجسر الواصل من ابو ديس الى الاماكن المقدسة في القدس، كان قد طُرح من قبل الاسرائيليين في جولات تفاوضية سابقة. وكذلك الحال بالنسبة للأغوار واللاجئين، وبقية قضايا الحل النهائي؛ فغالبية الافكار هي الحد الأقصى المقبول من قبل أحزاب اليمين الحاكم في إسرائيل.

ويبدو مما سبق أن الفريق الأميركي لم يُعد خطة، وإنما جمع البنود المقبولة إسرائيلياً وقام بصياغتها، ثم مررها للفلسطينيين عبر السعودية قبل شهرين كي يطلعوا عليها، وأبلغهم أنها ليست نهائية. بيد أن الجانب الأميركي يبحث في هذه الأثناء عن محاولة "السيطرة على الإنهيار"، وإعادة بناء الخطة وفق تعديلات بسيطة، علاوة على إغراء الفلسطينيين لإعادتهم إلى المسار السياسي الذي تبلوره إدارة ترامب، فيبعثون للسلطة في رام الله رسائل مستمرة، مفادها: "ماذا تريدون حتى تعودوا؟ مشروع اقتصادي؟ امتيازات؟".

وبحسب مصدر سياسي فلسطيني، فإن نتنياهو طلب من الفريق السياسي الأميركي الذي يتزعمه صهر الرئيس الأميركي، أن يكون للسعودية تحديداً دور قادم على صعيد التسوية، أكثر من مصر أو غيرها، لأسباب تكتيكية متعددة، علها تسهم في فرض الخطة اليمينية على الطرف الأضعف (الفلسطينيين). مع العلم ان الخطة كانت قد سلمتها وبحثتها السعودية على مدار لقائين مع رئيس السلطة محمود عباس، ثم لمرة ثالثة مع اللواء ماجد فرج.

ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيحاول فرض الخطة بعيدة المدى، وتطبيقها على الارض، سواء قبلها الفلسطينيون أم رفضوها. وتقوم الخطة على تفكيك قضايا الحل النهائي الست. وقد بدأت المرحلة الأولى فعلياً، عبر إزاحة القدس عن طاولة التفاوض من خلال الاعتراف الاميركي بالمدينة عاصمة لإسرائيل، ثم نقل السفارة إليها. وبالتوازي، ستتواصل مساعي قتل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وبالتالي إنهاء قضية اللاجئين. أما المرحلة اللاحقة، ستتمثل في ضم مستوطنة معاليه ادوميم والمستوطنات المحيطة للقدس، واخراج المناطق ذات الكثافة الفلسطينية العالية، لحسم الحدود والديموغرافيا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها