السبت 2018/01/27

آخر تحديث: 13:15 (بيروت)

الغوطة الشرقية: حرستا خارج اتفاق وقف إطلاق النار

السبت 2018/01/27
الغوطة الشرقية: حرستا خارج اتفاق وقف إطلاق النار
مليشيات النظام صعّت قصفها على الغوطة الشرقية (المدن)
increase حجم الخط decrease
أعلنت مصادر إعلامية، ليل الجمعة/السبت، أن فصائل المعارضة المسلحة توصلت لاتفاق مع الجانب الروسي، يقضي بدخول الغوطة الشرقية "وقف إطلاق نار" جديد، ابتداءً من منتصف الليل. إلا أن مليشيات النظام صعّدت قصفها على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بعد دخول الاتفاق حيزّ التنفيذ، واستهدفت مدينتي حرستا وعربين بما يزيد عن 10 صواريخ أرض-أرض، فضلاً عن القصف المدفعي المكثّف طوال ساعات الليل، فيما استهدفت المدفعية الثقيلة أطراف مدينتي دوما وجسرين.

ونقلت مصادر إعلامية عن الناطق باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان، أن الأمر قيد التشاور حالياً، مُعلناً عدم التوصل لاتفاق رسمي بين الجانب الروسي وبين فصائل الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أن التفاوض يتم عن طريق وسطاء. وبحسب علوان، فـ"الفيلق" قدّم للوسطاء شرطاً أساسياً للموافقة على دخول مناطق سيطرته حيز وقف إطلاق النار، وهو إدخال المساعدات الإنسانية في مدة أقصاها 48 ساعة من تاريخ سريان الاتفاق. وأكد علوان أن الوسطاء نقلوا موافقة "جيش الإسلام" على وقف إطلاق النار، فيما لم يُعلق الجيش بشكل رسمي حول ذلك.

وكالة "سبوتنيك" الروسية، قالت إنه سيتم التعميم على قوات النظام العاملة على الجبهات شرقي دمشق بوقف الأعمال القتالية اعتباراً من منتصف ليل الجمعة/السبت، إلا أن مصادر النظام الرسمية لم تُعلق على الاتفاق مطلقاً، واستمر القصف المتقطع بالمدفعية الثقيلة وصواريخ أرض–أرض حتى ظهيرة السبت.

وانخفضت وتيرة الاشتباكات في الغوطة الشرقية منذ أسبوع تقريباً، مع غياب تام للطيران الحربي، بالتزامن مع مفاوضات "غير معلنة" بين الجانب الروسي وفصائل الغوطة الشرقية، بمعزل عن "حركة أحرار الشام الإسلامية"، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لـ"المدن". وكالة "رويترز" كانت قد قالت في 9 كانون الثاني/يناير، إن مفاوضات بين فصائل المعارضة والجانب الروسي تجري في ما اسمتها "المنطقة الحرام"، على أطراف الغوطة الشرقية، إلا أن الفصائل أصرت على نفي تلك الأنباء، ومؤكدة أن الاجتماعات تجري خارج سوريا فقط.

مصدر عسكري في "فيلق الرحمن"، أكد لـ"المدن"، أن اجتماعاً ترأسه قائد الفيلق النقيب المنشق عبدالناصر شمير، مع قيادة "الفيلق"، أعلن خلاله أن العمليات ضد النظام قد تتوقف بشكل كامل على جبهات عربين وجوبر، مُشيراً إلى أن مهمة "الفيلق" ستكون التصدي فقط لمحاولات الاقتحام إن حاول النظام ذلك. كلام شمير جاء بعد أيام على انسحاب "الفيلق" من نقاط تقدم لها ضمن معركة "بأنهم ظلموا" والانسحاب النهائي من غرفة عمليات المعركة.

"حركة أحرار الشام" أعلنت عبر الناطق الرسمي باسمها في الغوطة الشرقية منذر فارس، أن الحركة التي تسيطر على مدينة حرستا غير معنية بهذا الاتفاق، مُشيرة إلى أنه لم يتم التواصل معها بشأن وقف إطلاق النار نهائياً. مصادر "المدن" في مدينة حرستا أكدت أن "فيلق الرحمن" نقل العرض الروسي إلى "حركة أحرار الشام" إلا أن الأخيرة رفضته معلنة استمرار المعارك في المدينة دون تراجع.

مصدر في "وزارة المصالحة" التابعة للنظام، قال لـ"المدن"، إن "الاتفاق إن تم، ستبدأ مرحلة دخول القوافل التجارية، والسماح للهلال الأحمر والأمم المتحدة بإدخال المساعدات الإنسانية، إن كان للغوطة الشرقية نصيب منها"، لتبدأ بعد ذلك "مرحلة تبادل جثث مقاتلي الطرفين في المعارك الأخيرة، وبينهم ضباط لدى النظام وقادة عسكريون لدى الفصائل". وأكد المصدر أن "التزام الطرفين بوقف إطلاق النار سيحرك ملف الأسرى الموجودين في الغوطة مقابل إطلاق سراح معتقلين في سجون النظام".

وإذا تم فرض الاتفاق الأخير في القطاع الأوسط وقطاع دوما، ستبقى مدينة حرستا وحيدة في مواجهة قوات النظام ومليشياته التي تحاول عزل المدينة عن بقية مدن الغوطة الشرقية، خاصة بعدما تمكنت المليشيات من فك الحصار عن "إدارة المركبات" وفتحت طريقاً للقوات المحاصرة فيها وأدخلت الآليات إليها، صباح 24 كانون الثاني.

ويحاول النظام منذ أكثر من 15 يوماً العمل على محاور متعددة في مدينة حرستا، منطلقاً من الاتوستراد الدولي في مزارع حرستا–دوما، وعلى طريق حرستا–عربين الرئيسي. دخول الآليات إلى عمق إدارة المركبات في هذا الوقت ربما يكون مؤشراً لمعركة قد يُطلقها النظام من داخل الإدارة باتجاه مدينتي مديرا وحرستا لإكمال عزل حرستا عن بقية مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

مصدر عسكري مقرّب من النظام، وفي تصريح غير رسمي لـ"المدن"، أكد أن موضوع حرستا "أكبر من المعارك الجارية على الأرض وسيطرة أحرار الشام على مساحات واسعة في عمق إدارة المركبات"، وإنما يكمن في "أن الحركة خارجة عن السرب المؤلف من قطبي السيطرة في الغوطة الشرقية؛ الفيلق والجيش، اللذين يمكن الحديث معهما حول خفض التصعيد ووقف إطلاق النار على خلاف الحركة المتحالفة مع هيئة تحرير الشام في الغوطة الشرقية".

وكان النظام قد سحب مقاتلي "المصالحات" ومليشيا "درع القلمون" ومجموعات من "الفرقة التاسعة" من محيط مدينة حرستا، لتبقى السيطرة هناك بشكل رئيس لـ"الفرقة الرابعة" و"الحرس الجمهوري" و"جمعية البستان" ومجموعات من مليشيات متفرقة. كما أعادت المليشيات نشر قواتها من جديد في محيط المدينة، وعززت مواقعها براجمات صواريخ جديدة فضلاً عن كاسحات الألغام التي أصبحت تطال عمق مدينة عربين بعد انسحاب "فيلق الرحمن" من نقاط في محيط منطقة المطاحن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها