تيلرسون يعرض استراتيجية واشنطن في سوريا: تحلوا بالصبر

حمل وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الثلاثاء، مسؤولية استمرار النظام السوري باستخدام غاز الكلور إلى روسيا، في أعقاب هجوم وقع على الغوطة الشرقية الاثنين، وأودى بحياة مدنيين وعامل إغاثة.

وقال تيلرسون، خلال كلمة ألقاها في اجتماع حول مبادرة لاستهداف المسؤولين عن الهجمات الكيماوية، وخصوصاً في سوريا، إنه "أمس فقط سقط أكثر من 20 مدنياً، معظمهم أطفال، ضحايا لهجوم بغاز الكلور على ما يبدو.. الهجمات في الغوطة الشرقية في الآونة الأخيرة تثير مخاوف خطيرة من أن بشار الأسد ربما لا يزال يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه".

وأضاف تيلرسون "تتحمل روسيا في نهاية المطاف المسؤولية عن سقوط الضحايا في الغوطة الشرقية والعدد الذي لا يحصى من السوريين الآخرين الذين استهدفتهم أسلحة كيماوية منذ مشاركة روسيا في سوريا".

وتابع "عجز روسيا عن حل مسألة الأسلحة الكيماوية في سوريا يثير التساؤل بشأن اهتمامها بالحل الشامل للأزمة"، وأشار إلى وجود مزيد من الأدلة حول احتفاظ النظام السوري بأسلحة كيماوية. وأردف قائلاً "ببساطة لا يمكن إنكار أن روسيا، عبر حماية حليفها السوري، تخرق التزاماتها تجاه الولايات المتحدة كضامن لإطار العمل".

وفرضت فرنسا عقوبات أحادية الجانب، الثلاثاء، على 25 شخصاً وكياناً من الصين ولبنان وفرنسا، بينها شركات وأشخاص يعملون في مجال توريد المعادن والالكترونيات وأنظمة الإنارة، تم التوصل إلى أنهم كانوا يساعدون في إمداد برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

وكانت "رويترز" قد نقلت في وقت سابق، الثلاثاء، عن دبلوماسيون عرب وغربيين قولهم، إن تيلرسون سيقدم تصوراً لاستراتيجية الولايات المتحدة الخاصة بإحلال الاستقرار في سوريا والدفع قدماً بحل سياسي، خلال اجتماعه مع مسؤولين كبار في باريس.

وأشارت الوكالة إلى أن تيلرسون سيقدم تصور الولايات المتحدة حول سوريا في اجتماع غير رسمي، مع مجموعة ضيقة من حلفاء واشنطن، مثل لندن وباريس وبرلين وعمّان والرياض.

في هذا السياق، كرر تيلرسون دعوته إلى "الصبر" في ما يتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد، وهي دعوة كان قد قالها عندما أعلن عن استراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية، الأسبوع الماضي، وأشار إلى أن استراتيجية الإدارة الحالية ستركز على الجهود الدبلوماسية.

وخلال إعلانه للاستراتيجية 17 يناير/كانون الثاني، قال تيلرسون إنه "من المهم لمصلحة الولايات المتحدة القومية الحفاظ على وجودها العسكري والدبلوماسي في سوريا من أجل إنهاء الصراع في هذا البلد".

واعتبر تيلرسون أن الإدارة السابقة ارتكبت أخطاء، وعلى الإدارة الحالية برئاسة دونالد ترامب أن تتفادى تكرارها. وأوضح: "لا يمكننا أن نكرر الأخطاء التي ارتكبناها في العام 2011 حينما أتاح انسحابنا السابق لأوانه من العراق، لتنظيم القاعدة، فرصة للاستمرار والتحول في نهاية المطاف إلى داعش.. لا يمكننا أن نكرر القصة ذاتها في سوريا".