الثلاثاء 2018/01/23

آخر تحديث: 16:42 (بيروت)

126 ألف نازح من عفرين.. ومجلس الأمن على الحياد

الثلاثاء 2018/01/23
126 ألف نازح من عفرين.. ومجلس الأمن على الحياد
عفرين في حد ذاتها ليست هدفاً ثميناً لأردوغان (Getty)
increase حجم الخط decrease
أدت المعارك في عفرين إلى نزوح أكثر من 126 ألف نسمة، بحسب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الذي أضاف أن "أكثر من 300 ألف نسمة مهددين بالنزوح". وقال دوجاريك في حديث لوكالة "رووداو" الكردية "بدأنا اتصالاتنا في محاولة لحلحلة الأوضاع في المنطقة، لأن 60 في المائة من أهالي عفرين هم بحاجة للمساعدات اللازمة". وأكد على "ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي من الأطراف المتنازعة"، مرجحاً "مواجهة تحديات كبيرة إذا ما حاولت المنظمات الإغاثية دخول عفرين والمعارك مستمرة".

يأتي ذلك في وقت أنهى مجلس الأمن جلسته حول سوريا، في وقت متأخر من ليل الإثنين، من دون أن يصدر إدانة أو إعلاناً مشتركاً. وفي ختام جلسة مشاورات عاجلة عقدت بطلب من باريس بعد بدء معركة عفرين، عبّر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا دولاتر، عن "قلق عميق حيال الوضع في شمال سوريا وسط التصعيد المستمر"، داعياً السلطات التركية إلى "ضبط النفس". وقال إنّ هذه الدعوة كانت محلّ "إجماع واسع" بين البلدان الحاضرة في جلسة مجلس الأمن. كما تحدث دولاتر عن "الوضع الإنساني المأساوي الناجم عن عمليات النظام السوري وحلفائه"، بخاصّة في إدلب والغوطة الشرقية.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، أكدت دعم الدوحة لجهود أنقرة "في الحفاظ على أمنها الوطني". وقالت إن "إطلاق القوات المسلحة التركية عملية عسكرية، جاء مدفوعاً بمخاوف مشروعة متعلقة بأمنها الوطني وتأمين حدودها، بالإضافة لحماية وحدة الأراضي السورية من خطر الانفصال". وأضافت "كما تأتي في سياق تعرض الأراضي التركية لاختراقات وهجمات إرهابية متعددة، قدّرت الحكومة التركية أن بعضها مرتبط بالتركيبة الأمنية والعسكرية الموجودة على الحدود التركية-السورية، والتي لعب تنظيم داعش ومحاربته دوراً في تكوينها".

من جهة ثانية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، مقالاً جاء فيه إن "الهجوم التركي الذي حصل وسط إحتجاج أميركي ولكن مع موافقة واضحة من سوريا، يمثل مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر بين حليفين في حلف شمال الأطلسي يجلب مصالحهما إلى صراع مباشر على أرض المعركة. ويكشف بشكل واضح مقدار النفوذ الذي خسرته واشنطن في سوريا، خلال تركيزها المحدود على قهر تنظيم داعش". وأضافت الصحيفة أنه "مع تراجع داعش في سوريا يتلمس البيت الأبيض طريقة يواصل من خلاها تمتين العلاقات مع المقاتلين الأكراد لكن من دون تنفير تركيا. وأشارت إلى أن هدف الولايات المتحدة من إنشاء القوة الحدودية كان منع عودة داعش، لكن الأمر استعدى تركيا التي رأت فيها تجهيزاً للأرض للإنطلاق نحو تمرد باتجاه أراضيها".

بدورها، اعتبرت حانا لوسيندا سميث، في مقال تحليلي أعدته لصحيفة "التايمز"، أن الرئيس التركي في الوقت الحالي ليس معنياً بالصورة الدولية بقدر ما يريد منع قيام دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية، بشكل يمنحه تفويضاً شعبياً في البلاد. وأوضحت الكاتبة أن "الأتراك لا يستطيعون استساغة حتى فكرة إرسال الولايات المتحدة السلاح لجماعة قامت منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار عام 2015 بتفجير المدنيين في إسطنبول وأنقرة".

وتابعت أن "عفرين في حد ذاتها ليست هدفاً ثميناً لأردوغان، بل إنه يرغب في دق إسفين بين الولايات المتحدة وقوات حماية الشعب". وخلصت إلى أن "التعجل الذي أبداه المقاتلون الأكراد في مناطقهم -روجافا- ودعمهم للمقاتلين في عفرين يضعان أميركا في وضع حرج، فكيف ستواصل الزعم أن الأكراد الذين تدعمهم يقاتلون تنظيم الدولة، في الوقت الذي أسرعوا فيه لقتال عدوهم القديم، تركيا؟".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها