الثلاثاء 2018/01/02

آخر تحديث: 14:37 (بيروت)

تعزيزات "الفرقة الرابعة" تصل حرستا..والمعارضة مستمرة في هجومها

الثلاثاء 2018/01/02
تعزيزات "الفرقة الرابعة" تصل حرستا..والمعارضة مستمرة في هجومها
increase حجم الخط decrease
تتابع المعارضة في الغوطة الشرقية تقدمها في أحياء مدينة حرستا، ضمن المرحلة الثانية من معركة "بأنهم ظلموا" التي انطلقت بعد ظهر الجمعة، والتي كان هدفها تحرير "إدارة المركبات" بالكامل.

المعارضة كانت قد تمكنت، ليل الجمعة/السبت، من إتمام السيطرة على حي العجمي ومشفى البشر شمالي "إدارة المركبات" وقطعت طريق إمداد قوات النظام الوحيد، في يوم المعركة الأول. هجوم المعارضة على حي العجمي لم متوقعاً عند النظام، الذي ظن أن الهجوم سيكون على أبنية "إدارة المركبات" فلم يعزز دفاعاته على باقي جبهات أحياء حرستا الغربية. وظلّت قواته ضمن أبنية الإدارة، ما تسبب بتهاوي دفاعاتها داخل أحياء حرستا الغربية، وسقوطها بالتتالي بيد المعارضة. المعارضة سيطرت، السبت، على حي الحدائق ثم حي الجسرين بالكامل، ثم على طريق حرستا-عربين، ووصلت المدينتين ببعضهما البعض، لأول مرة منذ خمس سنوات. قوات المعارضة من الطرفين التقت ببعضها، ليصار إلى تطويق "إدارة المركبات" بالكامل، وقطع طرق الإمداد عنها، وتفجير الأنفاق التي كانت تربطها مع الأحياء المحررة حديثاً.

المعارضة أدركت أن تحرير الإدارة أصبح في متناول يدها، وقررت تركها محاصرة، بشكل مؤقت، مفضّلة متابعة التقدم السريع مستغلّة تهاوي دفاعات قوات النظام غير المتوقع، في اتجاهات متعددة. وحررت المعارضة مناطق جديدة، كحي الإنتاج والأفران والسياسية، وتجمع المدارس والكازية وفرع الأمن الجنائي والمواصلات، ووصلت إلى كراجات الحجز، ومبنى محافظة ريف دمشق، لأول مرة، منذ اندلاع الثورة.


(المصدر: LM)

قوات النظام أدركت حتمية سقوط مباني الإدارة؛ قيادة الإدارة ورحبة الصيانة والمعهد الفني العسكري، وطلبت من المعارضة التفاوض على إخلاء عناصرها المحاصرين، بوساطة "الهلال الأحمر" وتسليم الإدارة حفاظاً على أرواح العناصر والضباط. ولم تصدر تصريحات عن المعارضة بالموافقة، إلا أنها استمرت بتضييق الخناق على المحاصرين، متابعة تقدمها في محاور أخرى.

المعارضة وصلت، مساء الأحد، إلى مبنى محافظة ريف دمشق، وهو أهم وأعلى بناء في الغوطة الشرقية يطل على كافة مدنها ويحاذيه مبنى وزارة الري الذي يطل بدوره على فرع "المخابرات الجوية" وعلى عقدة الاوتستراد الدولية، وعلى أحياء برزة والقابون. وسيطرة المعارضة على مبنى المحافظة تعني السيطرة على مبنى وزارة الري، وتحويلها إلى قاعدة انطلاق رئيسة نحو فرع "المخابرات الجوية" وتحرير ما تبقى من أحياء مدينة حرستا من الشمال الغربي. وبذلك تتم قوات المعارضة محاذاتها للطريق الدولية، بدءاً من جوبر غرباً إلى مدينة دوما شرقاً، ورصد المتحلق الجنوبي بالكامل. وستنتقل المعارك من داخل مدينة حرستا إلى أحياء مدينة دمشق الشرقية.

الهجوم على مبنى المحافظة، بدأ صباح الإثنين، بعملية "استشهادية" لنسف متاريس قوات النظام في المبنى الضخم والسماح بدخول قوات المعارضة إليه، ونقل الاشتباكات إلى داخله عوضاً عن محيطه. وذلك لقطع إمداد قوات النظام إلى المبنى، ومحاصرة العناصر المتواجدين في طوابقه العليا. ولأسباب مجهولة، لم يتمكن سائق السيارة المفخخة من الوصول إلى النقطة المطلوبة، وتم تفجير السيارة بعيداً عن المبنى، ولم يحقق الهجوم هدفه، كما حدث في حي العجمي.

وتحاول المعارضة الالتفاف على بناء المحافظة، وقطع طريق الإمداد عنه، لكن ارتفاع البناء وإطلاله على المناطق المحيطة به تعيق تحركاتها فوق الأرض، خاصة مع غياب الأنفاق للتنقل والإمداد. وهذا ما يعيد فكرة استخدام السيارات المفخخة على هذه الجبهة.

صمود عناصر النظام في بناء المحافظة، أفسح المجال لوصول تعزيزات جديدة إليها، خاصة أن البناء يحتاج إلى تجهيز طرق إمداد وحفر أنفاق وتدشيم. وتحدثت صفحات إعلامية للنظام عن تدخل قوات "الفرقة الرابعة" بقيادة غيث دلة، وكذلك "الحرس الجمهوري"، لصد تقدم الثوار واسترجاع الأحياء المحررة. وتناقلت صفحات النظام أخباراً عن النية بشن هجومين متزامنين، من وإلى إدارة المركبات، لفك الحصار عنها.

"الفرقة الرابعة" التي كانت تشارك في معارك بيت جن بالغوطة الغربية، دخلت معارك حرستا بشكل واضح ليل الإثنين، باستخدامها راجمات صواريخ أرض-أرض من نوع "فيل" وصواريخ "جولان". الطيران الحربي شارك بصدّ هجمات المعارضة منذ اليوم الأول للمعركة. وكثفت قوات "الفرقة الرابعة" من قصفها على مختلف الأحياء المحررة، لإنهاك المعارضة وتعطيل تحركاتها. وتم تركيز القصف على الشوارع الرئيسية لإغلاقها بأنقاض الأبنية المهدمة.

ويتابع مقاتلو المعارضة هجومهم على أكثر من محور في حرستا الغربية، بعدما بسطوا سيطرتهم على كامل أحيائها، وفجروا جميع الأنفاق التي كان يستخدمها النظام. وقد استفادوا من المعلومات التي حصلوا عليها من أسرى النظام الذين وقعوا في قبضتهم، خلال الأيام السابقة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها