الثلاثاء 2018/01/02

آخر تحديث: 14:36 (بيروت)

المعارضة تلاحق عراب "مصالحة" جنوب دمشق..والنظام يغلق حاجز ببيلا

الثلاثاء 2018/01/02
المعارضة تلاحق عراب "مصالحة" جنوب دمشق..والنظام يغلق حاجز ببيلا
تخوف شعبي من تصعيد عسكري في ببيلا بعد عملية للمعارضة استهدفت مجموعة مسلحة تابعة لـ"لجنة المصالحة" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أغلقت القوى الأمنية التابعة للنظام، صباح الثلاثاء، حاجز ببيلا-دمشق، المعبر الوحيد الواصل بين مناطق سيطرة المعارضة جنوبي دمشق ومناطق النظام، ومنعت خروج أو دخول المدنيين تحت أي ظرف، على خلفية العملية التي نفذتها المعارضة، الإثنين، واستهدفت "لجنة المصالحة" في ببيلا والخلية المسلحة التابعة لها، وسط تخوف شعبي من تصعيد عسكري في المنطقة.

وشهدت بلدة ببيلا، جنوبي العاصمة دمشق، الإثنين، عملية وُصفت بـ"الأمنية"، استهدفت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم "المكتب الأمني للبلدة" وتتبع للشيخ أنس الطويل، عرَاب "مصالحة" البلدات الثلاث؛ يلدا وببيلا وبيت سحم، وأحد رجال "الأمن العسكري" في المناطق المُحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة.

العملية بدأت بإطلاق نار مباشر من قبل المجموعة الموالية للشيخ الطويل تسببت بمقتل عنصر من "جيش الأبابيل" وإصابة آخر. وانتهت العملية باعتقال عدد من موالي الشيخ أنس الطويل، بعد تطويق المنطقة من فصائل عاملة في المنطقة. وتبعها انتشار مكثف للمعارضة في شوارع ببيلا، وحملة دهم واعتقال طالت شباباً مواليين للطويل و"لجان المصالحة الوطنية"، وإصدار قرار يمنع الشيخ الطويل من دخول المنطقة تحت طائلة القتل مباشرة، بتهمة التعامل مع النظام وجرّ شباب المنطقة إلى "التسوية" و"المصالحات".

الفصائل التي شاركت في العملية دعت عناصر "المصالحة" ومسلحي الطويل، إلى تسليم أنفسهم وسلاحهم، وفوّضت "لواء شام الرسول" بمتابعة القضية، بمهلة تنتهي الإثنين، وإلا سيتم التعامل معهم بالقوة في حل لم يسلموا أنفسهم، وفق ما ذكره "تجمع ربيع ثورة". الطويل و17 شخصاً من أتباعه، باتوا مطلوبين للمعارضة، وتم اعتقال عدد منهم. "نصار"، رئيس "المكتب الأمني" واليد اليمنى للطويل، سلم نفسه لـ"لواء شام الرسول".

مصادر "المدن" في المنطقة أكدت أن الطويل خرج قبل يومين بحجة اجتماع في "فرع الدوريات" التابع لـ"الأمن العسكري" في دمشق، ولم يعد، إذ كان على علم مسبق بما ستؤول إليه الأمور بعد الاحتقان المتصاعد لدى الفصائل من تصرفاته التي كادت أن توصل المنطقة إلى التسليم المباشر للنظام من دون أي عملية تفاوضية.

العملية التي استهدفت جماعة الطويل، جاءت بعد عدم استجابته لدعوى وُجهتها له فصائل المنطقة، لتبرير أفعال "لجنة المصالحة". الطويل كان قد دعا لاجتماع، الجمعة، حضره مئات الشباب في أحد مساجد المنطقة، وراح يبحث معهم سُبل "المصالحة" مع النظام، و"تسوية أوضاع" المنشقين والمتخلفين عن الخدمة في قوات النظام. في الاجتماع تمّ توزيع استبيان لمعرفة رأي شباب البلدات الثلاث بـ"المصالحة" و"التسوية".

واطلعت "المدن" على نسخة من الاستبيان الذي تضمّن أسئلة عن معلومات شخصية، والوضع الأمني بالنسبة للنظام للمستطلع آراؤهم، إذا ما كانوا مطلوبين أو منشقين أو متخلفين عن الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى خيارات عديدة وضعت أمامهم كحلول؛ "الخروج نحو الشمال السوري"، أو "البقاء لمدة ستة أشهر ومن ثم الخروج نحو الشمال"، أو "التطوع مباشرة في الجيش"، أو "التطوع ضمن تشكيل محلي في البلدة لقتال تنظيمي داعش والنصرة في مخيم اليرموك". وينتهي الاستبيان بفقرة عن الشؤون الخاصة، كـ"طلب إخراج هوية شخصية" أو "تثبيت زواج" وما إلى ذلك.

وبعد توزيع الاستبيان، خرجت تظاهرة قادتها وجوه بارزة في "لجنة المصالحة"، من المقربين من النظام، وبعض الشباب المتحمسين لفكرة "التسوية" والخروج من الحصار. ووصلت المظاهرة إلى حاجز قوات النظام، وقام بعض الأشخاص المحسوبين على الطويل بالهتاف لقوات النظام، والاقتراب من العناصر والقاء السلام المباشر عليهم. الأمر الذي استفز أهالي المنطقة وفصائلها، من محاولة الطويل جرّ الشباب إلى "تسويات" قد تنتهي بهم بالمعتقلات أو على الجبهات الساخنة.

التظاهرة التي قادها الطويل، حرّض فيها على "جيش الإسلام" ورافضي "المصالحة" و"التسوية"، داعياً إلى "حلّ شامل" للمنطقة، مشيراً إلى "الثقة" بينه وبين النظام، وأن غير الواثقين بهذا الأمر عليهم الخروج إلى إدلب، في إشارة إلى الفصائل الرافضة لـ"المصالحة" و"التسوية".

الطويل كان قد عمل على إخراج دفعة من الشباب من بيبيلا إلى دمشق، ليقوموا بـ"تسوية أوضاعهم" مع النظام الذي أنشأ "خيمة مصالحة وطنية" في منطقة القزاز برعاية "فرع الدوريات"، لجذب الشباب الراغبين بـ"التسوية" بعد الانتهاء من مناقشة الاستبيان الذي وزعه الطويل وجماعته في المنطقة.

في ذلك الاجتماع، تكلّم الطويل هاتفياً مع ما شخص من جانب النظام خاطبه بـ"سيادة النقيب"، وقال له "إننا لسنا إرهابيين بل سوريين، ومعي شباب منشقين أو متخلفين عن العسكرية، ونريد أن تكون سوريا واحدة".

الخلاف بين الطويل وفصائل المنطقة بدأ بالظهور كحرب باردة، منذ إعلان توقيع اتفاق القاهرة بين فصائل المعارضة ووفد روسي، في تشرين الأول/أكتوبر 2017، والذي رفضته "لجنة المصالحة" لأن الطويل لم يكن طرفاً فيه. اتفاق القاهرة ساهم في إبعاد "لجنة المصالحة" والطويل، المساهمين في التهدئة في المنطقة، منذ ثلاث سنوات. اتفاق القاهرة، والتواصل مع الجانب الروسي مباشرة، كان قد سحب البساط من تحت أقدام "لجنة المصالحة"، ليصبح القرار حول المنطقة بيد الفصائل المسلحة التي تبحث بدورها عن سُبل للتوصل إلى آلية تبقي المنطقة تحت سيطرتها بلا تهجير قسري أو "تسوية شاملة" يدعو لها الطويل وأنصاره.

وتنتظر فصائل الجنوب الدمشقي، على ما يبدو، اتضاح وضع ومصير المناطق المجاورة لها الواقعة تحت سيطرة "داعش" و"النصرة" قبل بدء الحديث عن مصير يلدا وببيلا وبيت سحم. وكانت اجتماعات مكثفة قد عُقدت بين ممثلي الفصائل وأجهزة النظام الأمنية لبحث آلية استلام المنطقة من "داعش" مقابل خروج "الدواعش" إلى منطقة لم يتم تحديدها. النظام ممثلاً بفروعه الأمنية، لم يمانع أن تستلم الفصائل المحلية بلدة الحجر الأسود بعد إخراج التنظيم منها، والسماح بعودة الأهالي إليها، وهو ما تم التصريح عنه في اجتماع عُقدَ بين ممثلي منطقة الحجر الأسود مع "فرع المنطقة" و"فرع الدوريات" في دمشق.

أبرز أمنيي "هيئة تحرير الشام" في مخيم اليرموك كان قد التقى، الأسبوع الماضي، بشخصيات من "فرع الأمن العسكري" وآخرين من "الأمن القومي" في العاصمة، لبحث "الخروج الآمن" لعناصر "الهيئة" المحاصرين من قبل "داعش" في المخيم والقدم، وتسليم المنطقة للمليشيات الفلسطينية. الاجتماعات لم تصل إلى نتيجة، وفق مصادر "المدن".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها