الأحد 2017/09/03

آخر تحديث: 14:59 (بيروت)

هل انتشرت القوات الروسية في عفرين؟

الأحد 2017/09/03
هل انتشرت القوات الروسية في عفرين؟
تأتي هذه التطورات الميدانية بعد أيام على دخول رتل من القوات الروسية إلى مدينة تل رفعت (انترنت)
increase حجم الخط decrease
خلت جبهات القتال بين المعارضة المسلحة و"وحدات حماية الشعب" الكردية في ريف حلب الشمالي الغربي، من الاشتباكات، لليوم الثالث على التوالي. الهدوء والترقب يُخيّمان على معظم نقاط التماس. ولم تعد تسمع أصوات القصف بالأسلحة الثقيلة التي كانت تجري بين الطرفين، وفي الوقت ذاته لم يطرأ أي تغيّر على تمركز قوات الطرفين في المنطقة حتى الآن.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد أيام على دخول رتل من القوات الروسية إلى مدينة تل رفعت وبعض المواقع التي تسيطر عليها "وحدات الحماية" جنوب شرقي عفرين في ريف حلب الشمالي، وذلك بحسب صور تداولها ناشطون ومواقع إعلامية موالية، في 28 آب/أغسطس 2017، والتي توضح دخول بعض الآليات الروسية وتمركز بعضها على المدخلين الغربي والجنوبي للمدينة.

الأيام الثلاثة التي تلت انتشار القوات الروسية في تل رفعت، بحسب الأخبار التي نشرتها "وحدات الحماية"، لم تمنع القصف من قبل "الوحدات"، ورد المدفعية التركية عليها، والقصف بالهاون من المعارضة على أكثر من موقع. قصف "الوحدات" غربي كلجبرين وإعزاز تسبب بقتل طفل وجرح خمسة آخرين، في 30 آب/أغسطس، وتلاه اشتباكات متقطعة واستهداف مباشر من قبل كتائب محلية في إعزاز لمعاقل "الوحدات" بالقرب من جبل برصايا.

وما أن ساد الهدوء في جبهات القتال بين الطرفين، وانحسار القصف بشكل شبه كامل، بدءاً من الجمعة، حتى بدأ الحديث يدور عن سريان "وقف إطلاق نار" بين الطرفين بشكل غير معلن، وبأن القوات الروسية بدأت بالفعل تنتشر في المواقع الأمامية في مواجهة المعارضة في ريف حلب. وتم تداول أخبار تفيد بأن "لواء المعتصم"، أحد فصائل المعارضة المسلحة في منطقة "درع الفرات"، قد سحب مقاتليه من جبهات القتال غربي وجنوبي مارع الواقعة في مواجهة "وحدات الحماية".

مدير المكتب الإعلامي في "لواء المعتصم" حسين ناصر، نفى لـ"المدن"، الأخبار التي تتحدث عن إفراغ جبهات القتال مع "وحدات الحماية"، وأكد بأن اللواء وبقية الفصائل التابعة للمعارضة المتمركزة في المنطقة ما تزال تحافظ على مواقعها وهي في كامل استعدادها لمواجهة أي محاولة من قبل "وحدات الحماية"، وهناك أوامر للرد على أي محاولة تسلل، والرد بقصف معاقل "الوحدات" إن هي بادرت.

وأوضح ناصر أن مواقع "وحدات حماية الشعب" لم يطرأ عليها أي تغيّر خلال الأيام القليلة الماضية، ولم يرصد مقاتلو "لواء المعتصم" أي تحركات مريبة، أو إعادة انتشار لعناصر "الوحدات"، ولم يتم تسليم أي موقع للقوات الروسية قرب جبهات القتال، وقال: "إن صحت ادعاءات وحدات الحماية حول انتشار القوات الروسية في ريف حلب فهي ما تزال تتمركز في مدخل مدينة تل رفعت، وبحسب الصور المنتشرة فإن التواجد الروسي أشبه ما يكون بحاجز عسكري على طريق حلب–غازي عينتاب الدولي، في النقطة التي يتفرع منها الطريق نحو بلدة دير جمال ومدينة تل رفعت".

وكانت "وحدات الحماية" قد أعلنت قبل أيام انتشار قوات روسية في مناطق فاصلة مع المعارضة المسلحة شمالي حلب، وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة لـ"الوحدات" إن انتشار القوات الروسية في محيط منطقة عفرين والقرى التي تسيطر عليها جاء بناء على اتفاق مبرم بين "وحدات الحماية" و"جيش الثوار" من جهة، والقوات الروسية المتواجدة في المنطقة من جهة ثانية. ويقضي الاتفاق بأن يقوم المراقبون العسكريون الروس بالانتشار في نقاط في عفرين ومنطقة الشهباء، لأجل القيام بأعمال المراقبة. ومهمة المراقبين العسكريين المنتشرين إلى جانب مقاتليها ستكون توفير الحماية الأمنية في كل من مقاطعتي عفرين والشهباء.

من جانبها، نفت غرفة عمليات "أهل الديار" انتشار القوات الروسية، وأكد الناطق الرسمي باسم الغرفة عبدالغني شوبك، في حديث لـ"المدن"، أن ما قامت به القوات الروسية هو جولة ميدانية في المنطقة شملت مدينة تل رفعت، ومن ثم انسحبت إلى موقع تمركزها الرئيسي في معسكر الطلائع في بلدة كفر جنة شرقي عفرين. وأكد شوبك أن "أهل الديار" مستمرة في عملياتها العسكرية ضد مواقع "الوحدات" في تل رفعت وباقي البلدات التي تسيطر عليها في ريف حلب.

ولم يصدر عن الجانبين الروسي والتركي أي توضيحات حول التطورات الأخيرة في ريف حلب. ولم تعلق المعارضة المسلحة حول الموضوع بشكل رسمي حتى الآن، واقتصرت التصريحات الروسية على الإعلان عن إنشاء "لجنة مصالحة وطنية". وأعلن نائب قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال أليكسي كيم، عن "إنشاء لجنة للمصالحة الوطنية" في مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وذلك بمبادرة من "المركز الروسي للمصالحة في سوريا". ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن الجنرال كيم أن "لجنة المصالحة" في عفرين تشكلت في أواخر آب/أغسطس، مشيراً إلى أن مشاركة ممثلي "لجنة المصالحة" في الاجتماع، ستساعد في تفعيل العمل على استعادة الحياة السلمية في عفرين.

التطورات الجديدة في جبهات القتال بين المعارضة المسلحة و"وحدات الحماية" تم التعاطي معها من قبل أنقرة بهدوء، فتوقف القصف. التطورات بكل تأكيد جاءت وفق تفاهم روسي-تركي، وإن حصل العكس وعاد التصعيد بين الطرفين في الميدان فالخطوة الروسية إن صحت فعلاً قد تكون خطوة استفزازية في وجه السياسة التركية، ضمن قائمة الملفات الضاغطة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها