الخميس 2017/09/28

آخر تحديث: 20:20 (بيروت)

ماذا وراء التصعيد المفاجىء في حلب؟

الخميس 2017/09/28
ماذا وراء التصعيد المفاجىء في حلب؟
مليشيات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية بالتزامن مع التصعيد الروسي (خالد الخطيبب - أرشيف)
increase حجم الخط decrease

شهدت مناطق في ريفي حلب الغربي والجنوبي قصفاً جوياً روسياً عنيفاً خلال الأيام الماضية، في ما يبدو أنه توسيع للعمليات العسكرية لروسيا والنظام بعدما كان القصف مقتصراً على إدلب وريف حماة الشمالي.

واستهدفت الغارات الروسية بالصواريخ الفراغية وقنابل شديدة الانفجار قرى وبلدات، دارة عزة، حوير العيس، الزربة، حيان، أسيا، باتبو، أورم الكبرى، العيس، ايكاردا، كفركرمين، كفرجوم، كفر حلب، خان العسل، جمعية الزهراء، الراشدين، وعدداً من القرى والمزارع في المنطقة الواقعة بين بلدة أبوضهور غرباً، وخناصر شرقاً، في بادية حلب الجنوبية.


القصف الروسي على مناطق ريف حلب كان يشتد بشكل ملحوظ في ساعات ما بعد منتصف الليل وحتى الفجر، و تسبب القصف على مدى الساعات ال72 الماضية بمقتل 20  مدنياً على الأقل، وجرح العشرات، سقط معظمهم في بلدتي حوير العيس في ريف حلب الجنوبي، وكفركرمين غربي حلب.


المقاتلات الحربية الروسية استهدفت بعشرات الصواريخ مواقع ومقار لفصائل المعارضة في ريف حلب، في الشيخ سليمان، وضواحي أورم الكبرى، وفي الضواحي الشمالية، وأسيا، وايكاردا، ومواقع متفرقة أخرى. وعلى غرار ما حدث في إدلب، ابتعدت الغارات الروسية عن مقرات "هيئة تحرير الشام"، وركزت بشكل خاص على مواقع تابعة لـ"فيلق الشام"، و"حركة نور الدين الزنكي"، التي نجا قائدها الشيخ توفيق شهاب الدين وعائلته من الموت، بعد أن استهدفت مقاتلة روسية مواقع قريبة من منزله قرب بلدة قبتان الجبل في ريف حلب الغربي، ليل الأربعاء، بأربع غارات جوية بالصواريخ الفراغية.


وأكد مدير المكتب الإعلامي في حركة "نور الدين الزنكي" أحمد حماحر، لـ"المدن"، أن الغارات استهدفت قائد الحركة الذي كان متواجداً مع عائلته داخل منزله، لكنها لم تتسبب بأي إصابة واقتصرت الأضرار على دمار قسم كبير من المنزل والمباني القريبة منه، نظراً لاستخدام قنبلة ارتجاجية في الغارة الأخيرة التي نفذتها الطائرة الروسية.


استهداف الطيران الروسي قائد "حركة الزنكي" سبقته محاولات عديدة للمقاتلات الروسية التي استهدفت قادة فصائل المعارضة في إدلب، وريف حماة الشمالي منذ بدء الحملة الجوية قبل تسعة أيام، كان آخرها استهداف أحد أكبر مقرات "فيلق الشام" في تل مرديخ قرب سراقب، السبت، والذي قضى فيه أكثر من 40 عنصراً من الفيلق بينهم قياديون، كذلك استهدفت المقاتلات الروسية  قائد "صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ،  وقائد "لواء عمر" في حركة "أحرار الشام الإسلامية" أبو خالد سرحان، بعد أن رصدتهما طائرات الاستطلاع الروسية أثناء جولة لهم على مقرات "الصقور" في جبل الزاوية قبل أيام.


الغارات الروسية لم تستثن المشافي والمدارس في ريف حلب، إذ استهدفت، خلال اليومين الماضيين، مستشفى الأمل قرب دارة عزة بعدد من الصواريخ الفراغية ما تسبب بخروجه عن الخدمة، واستهدفت الغارات الروسية عدداً من المدارس في ريف حلب، من بينها مدرسة  القناطر في ريف حلب الجنوبي، وبراعم الثورة في بلدة باتبو، وثانوية بنين الأتارب في ريف حلب الغربي، ما أدى إلى دمار أجزاء واسعة منها وخروجها عن الخدمة بشكل شبه كامل.


القصف الروسي للمدارس في ريف حلب دفع مديرية التربية في "محافظة حلب الحرة" إلى تعليق دوام المدارس في أرياف مدينة حلب  الجنوبية والغربية جرّاء القصف الممنهج من قبل الطائرات الروسية والنظام السوري بحسب ما جاء في البيان الذي نشرته المديرية. وجاء في البيان، إنه "نظراً للهجمة الوحشية من طيران النظام السوري المجرم والمحتل الروسي على التجمعات المدنية والاستهداف المباشر للمدارس والمعاهد، وحرصاً على سلامة الطلاب والمعلمين يُعلّق الدوام في مديرية التربية ومجمعاتها التربوية والخاصة في الريف الغربي لمحافظة حلب حتى نهاية الأسبوع الحالي".


من جانبه أصدر مجلس "محافظة حلب الحرة" بياناً دان فيه عمليات القصف الجوي معتبراً أن روسيا تحولت من طرف ضامن لخفض التصعيد لطرف ضامن للقتل. وجاء في البيان "في ظل الصمت الدولي غير المبرر، يواصل الاحتلال الروسي وذيله في دمشق حملاته الشرسة من الأرض والبحر والجو، والتي تطال ريف حلب الغربي والجنوبي وغيرها من المحافظات السورية، مستهدفاً البنى التحتية والمشافي ومدارس الأطفال بذريعة محاربة الإرهاب" وأوضح البيان أن الضامن الروسي غير آبه بكل القرارات والقوانين الدولية، وأن مفهومه لمحاربة الإرهاب هو قتل الأطفال والنساء.


في موازاة التصعيد الجوي الروسي الذي امتد إلى حلب مؤخراً، قامت مليشيات النظام بتعزيز جبهاتها في ريف حلب الجنوبي، والضواحي الغربية، وبدأت صفحات موالية عل مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن هجوم مرتقب قد تشنه المليشيات في أي لحظة انطلاقاً من مواقعها في بادية حلب ضد مواقع المعارضة في المنطقة الواقعة إلى الشرق من بلدة خناصر، أي التوسع غرباً على حساب المعارضة التي تسيطر على أجزاء واسعة من ريف حلب الجنوبي  وصولاً إلى مشارف أبو ضهور وريف إدلب الشرقي.


والقصف الجوي الذي تعرضت له مناطق غرب خناصر خلال الساعات الماضية يجعل فرضية الهجوم البري لمليشيات النظام أمراً محتملاً، وإن لم يكن من أجل تحقيق تقدم للمليشيات، فإنه قد يكون على الأقل للضغط على "هيئة تحرير الشام"، التي تسيطر على تلك المنطقة، وإشغالها عن التفكير بشن هجمات من محاور جديدة بعد فشل محاولاتها في ريف حماة الشمالي خلال الأسبوع الماضي.


مصدر عسكري مطلع أكد لـ"المدن"، أن مليشيات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة ونشرتها في جبهات القتال شمال الحاضر جنوبي حلب وصولاً إلى مواقعها على مشارف الراشدين، وهناك احتمال كبير بأن تقوم المليشيات بتحرك عسكري بري في ظل استمرار الحملة الجوية الروسية على المنطقة، ومنطقة الضواحي الغربية تبدو وجهة مفضلة للمليشيات قد تستغلها في الوقت الحاضر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها