الإثنين 2017/09/18

آخر تحديث: 13:50 (بيروت)

دير الزور:تيلرسون ولافروف ناقشا التنسيق..والاميركيون يتراجعون

الإثنين 2017/09/18
دير الزور:تيلرسون ولافروف ناقشا التنسيق..والاميركيون يتراجعون
(Getty)
increase حجم الخط decrease
أثارت حادثة استهداف مواقع لـ"قوات سوريا الديموقراطية" بقصف جوي، قبل أيام، سجالاً وتوتراً بين واشنطن التي تدعم "قسد"، وموسكو التي تقف إلى جانب النظام السوري، ودفعت الحادثة الطرفين إلى تجديد التأكيد على ضرورة التنسيق في سوريا، على الصعيدين العسكري والسياسي، في وقت تثار فيه شكوك حول إمكانية التزام موسكو والنظام بعدم تكرار الحادثة.

وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن رئيس هيئة الأركان الروسية المشتركة فاليري غيراسيموف، قضى ساعة على الهاتف مع نظيره الأميركي جوزيف دنفورد، لبحث مزاعم وزارة الدفاع الأميركية بأن موسكو قصفت مواقع لـ "قسد"، ما أدى لإصابة ستة من مقاتليها بجروح.

وأضافت "كوميرسانت"، نقلاً عن مصادر عسكرية لم تسمها، بأن غيراسيموف ودنفورد، بحثا الحادثة، وأشارت إلى أن موسكو عادة ما تحذر الولايات المتحدة قبل ساعتين من أي ضربة في سوريا، ثم تطلعها بعد ذلك على المعلومات بشأن الأهداف التي ضربتها.

بدوره، أعلن رئيس الأركان الأميركي، أن الولايات المتحدة وروسيا أجرتا مشاورات للحفاظ على منطقة "فض-النزاع" في وادي الفرات في سوريا، حيث ينفذ جيشا البلدين عمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأشار دانفورد، إلى أن الروس "ينفذون عملية في ديرالزور، وقالوا إن مقاتلين من التنظيم فروا منها وانتقلوا إلى شرق نهر الفرات، فطاردوهم مستخدمين مقاتلات للقوات الروسية والنظام السوري"، وأضاف: "أكدوا أنهم قصفوا شرق الفرات، لكن بعض هذه الضربات طاولت مناطق قريبة وأصابت قوات ندعمها".

وتشهد محافظة ديرالزور هجومين منفصلين لطرد تنظيم "الدولة" منها، إذ تركز قوات النظام السوري، بدعم من الطيران الحربي الروسي، عملياته داخل المدينة، فيما تقاتل "قسد" في شرق المحافظة بإسناد جوي من "التحالف الدولي".

رئيس الأركان الأميركي أقرّ بأن "الوضع في هذه المنطقة بالغ التعقيد"، معتبراً أن "خفض التوتر حالياً هو أكثر صعوبة مما كان قبل بضعة أشهر. لذا، نبذل جهودا حثيثة لإعادة إحياءه"، لكنه لم يوضح ما إذا كان الجانب الروسي أعلن التزامات بهذا الصدد، ملاحظاً أنه "لم تتم تسوية كل المشاكل".

حادثة استهداف "قسد" ألقت بظلالها أيضاً على المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، اللذين جددا التزام بلديهما بتجنب وقوع نزاعات أثناء تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا.

وبحسب بيان صدر عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيثر نورت، الإثنين، عقب لقاء جمع لافروف بتيلرسون في نيويورك، فإن "الطرفين جددا التزامهما بتجنب وقوع نزاعات أثناء العمليات العسكرية في سوريا، وتخفيف التوتر، وتهيئة الظروف لتحريك عملية جنيف وفقا لقرار 2254 لمجلس الأمن الدولي".

من جهتها، قالت الخارجية الروسية في بيان نقلته وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، الاثنين، إن الوزيرين "ناقشا التعاون حول سوريا بالإضافة إلى تنفيذ اتفاقيات مينسك حول أوكرانيا"، وجرى لقاء الوزيرين، الذي استغرق نحو 50 دقيقة، في مبنى ممثلية روسيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، بعيداً عن وسائل الإعلام.

على صعيد آخر، انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" بشدة وزارة الدفاع الأميركية، بعدما أمرت الأخيرة طائرتها المناوبة للتجسس وطائراتها الحربية بالانسحاب من أجواء ديرالزور، السورية بعد تحليق المقاتلات الروسية هناك. وذكرت الصحيفة، أن طائرة التجسس التي سحبتها القيادة العسكرية الأميركية من أجواء ديرالزور، كانت قد كثفت مناوباتها فوق المدينة ورصدت، خلال بضعة أيام مطلع أيلول/سبتمبر، تحركات تنظيم "داعش" وقوافله، وأنها اضطرت للانسحاب بعدما عجّت الأجواء بالطائرات الروسية على اختلاف أنواعها.

كما انتقدت "نيويورك تايمز"، القيادة العسكرية "التي سحبت طائراتها على عجل من أجواء ديرالزور، فور ظهور الطائرات الروسية هناك"، وأشارت إلى أن الخطوة الأميركية تأتي "تنفيذا للاتفاقات الروسية الأميركية لتفادي الحوادث في الجو" من جهة، لكنها أيضاً "خطوة إضافية للوراء تتخذها واشنطن في سوريا تحت تأثير الضغط الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها