السبت 2017/09/16

آخر تحديث: 14:12 (بيروت)

"قسد" والنظام: حرب أخرى في دير الزور

السبت 2017/09/16
"قسد" والنظام: حرب أخرى في دير الزور
Getty ©
increase حجم الخط decrease
اندلعت حرب تصريحات بين "قوات سوريا الديموقراطية" والنظام السوري، على خلفية التقدم الذي يحرزه مقاتلو الطرفين في محافظة دير الزور خلال معاركهما مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعدما باتت المسافة التي تفصل بين قواتهما نحو ثلاثة كيلومترات، ما يعني إمكانية اندلاع "حرب أخرى" في المحافظة الغنية بالنفط.

واتهم مسؤول في "قوات سوريا الديموقراطية"، روسيا والنظام، باستهداف قواته المدعومة من الولايات المتحدة في محافظة دير الزور، في وقت خرقت فيه روسيا اتفاق "خفض التصعيد" الذي أعلن عنه، الجمعة، في أستانة، وقصف طائراتها قرى وبلدات في ريف حماة.

ونقلت "رويترز" عن رئيس "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد"، أحمد أبو خولة، إن "الضربات أسفرت عن إصابة ثمانية من مقاتلي القوات"، التي تضم مجموعات كردية وعربية، وتحارب تنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم أميركي. وأشار إلى أن الطائرات انطلقت من أراض تقع تحت سيطرة النظام السوري، وقصفت مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وكانت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية بثينة شعبان، قد قالت إن قوات النظام ستقاتل أي قوة، بما في ذلك القوات التي تدعمها الولايات المتحدة (في إشارة إلى قسد) من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد.

وخلال مقابلة مع تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله"، صعّدت شعبان من حدة تصريحانها قائلة: "سواء كانت قوات سوريا الديموقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سوف نناضل ونعمل ضدهم إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد".

ولم يخلُ حديث المسؤولة في النظام السوري من اتهامات مبطنة لـ"قسد" بالتواطوء مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، عندما قالت: "لاحظنا أن محاولات قسد للسيطرة على أراض في الأيام الأخيرة قد تمت، في كثير من الأماكن، من دون أي قتال".

وأشارت شعبان، إلى أن "قسد" تحاول السيطرة على مناطق تضم حقولا نفطية ... إلا أنها لن تتمكن من نيل ما تريده"، قبل أن تضيف أن "خططا" لما وصفته بتقسيم سوريا قد فشلت.

وفي مقابل موقف النظام السوري الذي أعلنته شعبان، قال رئيس المجلس العسكري في دير الزور، أحمد أبو خولة، إن المجلس لن يسمح لقوات النظام السوري بعبور نهر الفرات، محذراً من إطلاق النار عبر النهر مع اقتراب قواته من المنطقة، ولافتاً إلى أن ذلك قد حدث بالفعل.

وتتقدم قوات النظام السوري في دير الزور من جهة الغرب بعدما تمكنت، الأسبوع الماضي، من كسر حصار فرضه تنظيم "الدولة" على المدينة التي تقع على الضفة الغربية من النهر، فيما تقدمت قوات "المجلس العسكري في دير الزور" من الجهة الشرقية لنهر الفرات منذ بدء هجوم على المحافظة، قبل أسبوع.

ونقلت "رويترز" عن المسؤول العسكري تحذيره لقوات النظام، بالقول: "الآن يوجد بيننا وبين الضفة الشرقية ثلاثة كيلومترات، وبعد وصول قواتنا إلى تلك المنطقة فإن أي طلقة تخرج باتجاه هذا المكان سنعتبرها استهدافاً لمجلس دير الزور العسكري".

وتابع خولة، قائلا "أخبرنا النظام وروسيا أننا قادمون لضفة نهر الفرات وهم يروا قواتنا تتقدم... لا نسمح لا للنظام ولا لمليشياته بالعبور إلى الضفة الشرقية"، لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، نفت هذا الأمر، حين قالت إن "الجيش السوري عبر بالفعل النهر".

وتابعت زاخاروفا "تم تحرير ضواحي هذا المركز الإقليمي ونجحت وحدات متقدمة في عبور الفرات وتتخذ مواقع على الضفة الشرقية"، لكن أبو خولة اعتبر أن التصريحات الروسية لا تتعدى "الدعاية" وأضاف أن "أحدا لم يعبر النهر".

وفي مؤشر على جدية تصريحات المسؤول العسكري في "قسد"، أشار أبو خولة إلى أن "إدارة مدنية ستتشكل لإدارة المناطق التي سيتم السيطرة عليها في محافظة دير الزور بما يشمل حقولا نفطية في المنطقة"، وأضاف أن الحكومة السورية "نظام لا يصلح لقيادة شعب وإدارة شعب".

يذكر أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أعلن، الخميس، أن "قسد" لا تخطط لدخول مدينة دير الزور، لكن أبو خولة لم يستبعد احتمال أن تصبح المدينة هدفا، موضحاً أنه "لدينا مناشدات من مدنيين بدير الزور بتخليصهم من النظام ومن داعش بنفس الوقت".

وتوحي التصريحات الجديدة للطرفين بأنهما ذاهبان إلى ما حاولا لفترة طويلة تجنبه، على الرغم من وقوع بعض الاحتكاكات، سيما بعدما اتهم النظام السوري "قسد" بالهجوم على مواقعها قرب الطبقة في محافظة الرقة، بالتزامن مع إسقاط القوات الأميركية، الداعمة لـ"قسد"، طائرة حربية سورية في حزيران/يونيو الماضي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها