الأربعاء 2017/08/09

آخر تحديث: 13:02 (بيروت)

ريف حلب:مع تأخر العملية ضد "الوحدات"..هل ينفع "وخز الإبر"؟

الأربعاء 2017/08/09
ريف حلب:مع تأخر العملية ضد "الوحدات"..هل ينفع "وخز الإبر"؟
المعارضة كانت قد جرّبت العمل ضمن مجموعات عسكرية "غير مسيطر عليها" (وكالة ثقة)
increase حجم الخط decrease
 تمكنت "وحدات حماية الشعب" الكردية من تهجير غالبية سكان بلدة كلجبرين في ريف حلب الشمالي، الذين يتجاوز عددهم 20 ألفاً. وتواصل "الوحدات" استهداف البلدة الواقعة بين مدينتي مارع جنوباً وإعزاز شمالاً بالمدفعية والصواريخ، وأوقعت العشرات من الأهالي بين قتيل وجريح، ومعظم الذين سقطوا بنيران "الوحدات"، خلال الأسبوع الماضي، هم من الأطفال والنساء، ممن قتلوا وجرحوا في منازلهم.

تصعيد "وحدات الحماية" على خطوط القتال وقصفها المكثف شمل أطراف إعزاز، ومارع التي شهدت مقتل وجرح 10 أشخاص على الأقل خلال اليومين الماضيين. ومنعت "الوحدات" المزارعين المقيمين في مناطق المعارضة من الوصول إلى حقولهم التي تقع بالقرب من مناطق الاشتباك، وقتلت عدداً منهم قنصاً في مواقع متفرقة غربي مارع وجنوبها.

ولم يكن رد المعارضة على مستوى تصعيد "الوحدات"، واقتصر على القصف المتقطع لمواقعها حول تل رفعت، بالهاون، واستهدفت المدفعية التركية دفاعات "الوحدات" غربي إعزاز وعلى سفح جبل برصايا وفي بلدات عين دقنة ومنغ والشيخ عيسى ومطار منغ العسكري، وهي مناطق عسكرية هجّرت "الوحدات" سكانها منذ أن سيطرت عليها مطلع العام 2016، بدعم روسي.

ويأتي تصعيد "الوحدات" مع توسّع الاستياء الأهلي في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، على خلفية القصف المتواصل على مدنهم وبلداتهم، وسط مخاوف من استمرار القصف وتهجير أبناء المناطق القريبة من خطوط المواجهات نحو المخيمات الحدودية الممتلئة بعشرات آلاف النازحين على أية حال. الاستياء الشعبي في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب، في جزء منه، ناتج عن تأخر المعركة المقررة ضد "الوحدات" في عفرين، والخسارة التي منيت بها المعارضة في معركة عين دقنة نهاية تموز/يوليو.

مصدر عسكري في المعارضة، أكد لـ"المدن"، أن "وحدات الحماية في عفرين ومناطق ريف حلب التي تسيطر عليها، تعاني من التخبط وهي متخوفة من اقتراب العملية العسكرية التي لوحت بها تركيا في وقت سابق ضدها"، وأشار المصدر إلى وجود "تحضيرات جدية هذه المرة من قبل المعارضة التي كثفت اجتماعاتها مؤخراً مع المسؤولين العسكريين الأتراك لتقييم إمكاناتها ووضع خطط تتناسب والأهداف التي من المفترض أن تسعى العملية العسكرية لتحقيقها".

المصدر أكد بأن المعركة ستكون على عاتق المعارضة، إذا ما انطلقت فعلاً، وأقصى ما يمكن أن تفعله تركيا هو التحرك ضمن إطار الدعم اللوجستي والتسليح والتوجيه العملياتي، وكذلك استمرار الحملة الإعلامية وتوجيه رسائل هنا وهناك لجس نبض الفاعل الأميركي من جهة، وتأكيد مطالبها وإصرارها على موقفها بعدم السماح بوجود كيان كردي على حدودها الجنوبية من جهة أخرى.

وأوضح المصدر أنه في حال تأخرت المعركة فإنه "يتوجب على فصائل المعارضة المتواجدة في ريف حلب الخروج من تحت عباءة الاملاءات، وقيامها عبر مجموعات (غير مسيطر عليها) بتوجيه ضربات (وخز أبر) هنا وهناك، وعلى امتداد الجبهة، لتلفت من خلالها انتباه الدول المتحكمة بالصراع، إلى أن هذا المشروع التقسيمي الانفصالي لن يمر".

المعارضة كانت قد جرّبت العمل ضمن مجموعات عسكرية "غير مسيطر عليها" كما وصفها المصدر العسكري المعارض، وأنشأت غرفة عمليات "أهل الديار" مطلع حزيران/يونيو 2017. وقال القائمون على غرفة العمليات إنها "تشكيل عسكري مقاوم يجمع أبناء البلدات المغتصبة من قبل الوحدات تحت مظلة واحدة بهدف شن هجمات موجعة ضدها والضغط عليها وإجبارها على الانسحاب"، على خلفية فشل المفاوضات آنذاك بين المعارضة و"الوحدات".

عمليات "أهل الديار" لم تحقق حتى الآن الغاية من تشكيلها، وخسرت في المقابل عدداً من مقاتليها في "العملية النوعية" الوحيدة التي تعمقت فيها في قلب مناطق سيطرة "الوحدات" في عين دقنة، بالقرب من مطار منغ، منتصف تموز/يوليو. وكان السبب الأبرز خلف تلك الخسارة المدوية للمعارضة هو معرفة "الوحدات" بتوقيت ووجهة العملية العسكرية والتي كانت من المفترض أن تكون سرية. المعلومات التي حصلت عليها "الوحدات" من عملائها مكنتها من نصب كمين للمعارضة لتنقض عليها فور دخولها البلدة، التي كانت المحطة الأهم في العملية. وبقية الأعمال التي قامت بها "أهل الديار" كانت اشتباكات متقطعة في أكثر من محور وقصف بالمدفعية لمعاقل "الوحدات" بالقرب من تل رفعت.

وفي وقت لاحق لتشكيل "أهل الديار" أعلنت مجموعات أخرى إطلاق تشكيل عسكري جديد تحت اسم "كتائب ثوار إعزاز"، في 27 تموز/يوليو، والذي أكد عدم تبعيته للفصائل المعارضة المعروفة في المنطقة، ومجمل الأعمال التي قامت بها تلك الكتائب هو قصف مواقع "الوحدات" بالهاون وبشكل متكرر. فعلياً، لم يكن لهذا التشكيل الجديد أي أثر في الميدان.

ربما تنزلق "الوحدات" في فخ التصعيد ويتم جرّها إلى معركة فاصلة، قريباً، إذا ما استمرت على نهجها العدواني الذي تسبب بتهجير آلاف المدنيين مؤخراً. المعارضة تؤكد أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء القصف العنيف الذي يتعرض له المدنيين في مناطق سيطرتها، وستعمل على إيقافه حتى لو كلفها ذلك القتال لوحدها ضد "الوحدات".

قائد "فرقة السلطان مراد" العقيد أحمد العثمان، أكد لـ"المدن"، أن الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام التركية، والتصعيد الإعلامي الذي يتحدث عن تفاصيل جديدة بخصوص المعركة، هو مجرد تهويل لا صلة له بالواقع، على الأقل في الوقت الراهن، ويندرج في إطار الضغط على "وحدات الحماية" والحلفاء، الذين يمنعون أي عمل عسكري ضدها في ريف حلب "على الرغم من توحشها في الفترة الأخيرة وتعمدها قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الذين خرجوا ضدها مناشدين طردها من مناطق ريف حلب وعفرين". وفي الوقت نفسه، لم ينفِ العقيد العثمان إمكانية شنّ معركة ضد "الوحدات".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها