الثلاثاء 2017/08/08

آخر تحديث: 13:22 (بيروت)

الغوطة الشرقية في دوامة الصراع بين الفصائل

الثلاثاء 2017/08/08
الغوطة الشرقية في دوامة الصراع بين الفصائل
الوضع العسكري على جبهتي جوبر وعين ترما جيد نسبياً (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أعلن "فيلق الرحمن" إلغاء أي تنسيق بينه وبين "جيش الإسلام"، متهماً "الجيش" باستغلال معارك "الفيلق" ضد النظام في عين ترما ليعتدي على نقاط له في القطاع الأوسط ويتقدم فيها.

وجاء البيان على عكس ما نُشر في وسائل الإعلام عن تنسيق بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، في قتال "هيئة تحرير الشام" في بلدة الأشعري من الغوطة الشرقية، ما يشير إلى دخول الغوطة دوامة جديدة من الخلاف بين الفصائل قد تُفقد ثوارها حي جوبر الدمشقي وعين ترما، اللذين يتعرضان لحملة عسكرية عنيفة من مليشيات النظام.

وقال "فيلق الرحمن" في بيانه: "في الوقت الذي تقوم فيه قوات الأسد من الفرقة الرابعة بهجوم على جبهات فيلق الرحمن شرقي دمشق، وفي حين انشقت كتائب من أحرار الشام، قامت قيادة الحركة في حرستا بالهجوم على الكتائب المنشقة ومقراتها". وتابع البيان "ومع تأهب هيئة فتح الشام وانسحابها من منطقة الأشعري ولجوئها إلى كنف الأحرار في عربين ومديرا، تخوفاً من هجوم الفيلق على مقراتهم، استغل جيش الإسلام الأمر وشن هجوماً على مقرات الفيلق، وبعد إرسال مندوب فيلق الرحمن للمتابعة مع قيادة جيش الإسلام وعدوا بعدم التقدم إلى نقاط الفيلق ولكن جيش الإسلام نكث بوعده".

وشهدت الغوطة الشرقية، الإثنين، أحداثاً متداخلة، ما أدى إلى فقدان الأهالي والفصائل العسكرية لبوصلة الأحداث، وأمست الغوطة على اقتتال عنيف بين "فيلق الرحمن" و"هيئة تحرير الشام" على "حاجز ابن تيمية" بين بلدتي مسرابا ومديرا.


(المصدر: LM)

وكان عناصر من "حركة أحرار الشام" قد انشقوا عنها وانضم قسم منهم إلى "هيئة تحرير الشام"، في حين التحق آخرون بـ"فيلق الرحمن". حوادث الانشقاق المتكررة من "الأحرار" والانضمام إلى "الفيلق"، تسببت بتوتر العلاقات بين الفصيلين وتطورت إلى اقتتال. مصدر محلي أكد لـ"المدن" وقوع اشتباكات بين "الفيلق" و"الأحرار"، رافقها انسحاب لعناصر "تحرير الشام" من بلدة الأشعري، ليقوم "جيش الإسلام" بالتقدم الى تلك النقاط. "الفيلق" بدوره هاجم "تحرير الشام" أثناء انسحابها.

وأضاف المصدر: "بعد سيطرة جيش الإسلام على بلدة الأشعري، تقدّم باتجاه منطقة الافتريس الواقعة تحت سيطرة فيلق الرحمن، ودخل إليها من دون قتال".

الناطق باسم "هيئة أركان جيش الإسلام" حمزة بيرقدار، قال لـ"المدن"، إن "اجتماعاً بين مندوب فيلق الرحمن وقيادة أركان جيش الإسلام، عقد الإثنين، وتم الاتفاق على تثبيت النقاط التي سيطر عليها جيش الإسلام في بلدة الأشعري". وبحسب بيرقدار فقد "أوضح جيش الإسلام بأن هجومه كان على مواقع جبهة النصرة (تحرير الشام) من دون الاقتراب من مقاتلي الفيلق ومقراتهم".

وفي ما يخص التقدم نحو منطقة الافتريس، قال بيرقدار لـ"المدن": "شن مقاتلو جيش الإسلام صباح الإثنين هجوماً على مواقع النصرة في مزارع الأشعري وتمكنوا من السيطرة على مساحات واسعة منها بالإضافة لمسجد بلدة الأشعري ومدرستها، ولاذ عدد منهم بالفرار إلى منطقة الافتريس والعمل جارٍ على ملاحقتهم".

آمال أهالي الغوطة الشرقية بانفراج في الأزمة بين "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" بعد اجتماع قيادتيهما تبددت، وزادت المخاوف على مصير حي جوبر وبلدة عين ترما.

وكان "الجيش" و"الفيلق" قد توصلا إلى اتفاق مطلع آب/أغسطس، بعد اجتماع قيادتهما، ينص على تبادل الأسرى بين الطرفين بشكل فوري، وفتح الطرقات بين بلدات الغوطة الشرقية، ورفض تقسيم الغوطة تحت أي مسمى أو هدف، وإعادة كافة الحقوق من كل طرف للآخر، ووقف كل أنواع التجييش أو التحريض الإعلامي.

ولكن التوتر بين الفصائل وتعدد الجبهات، أعاد الإثنين، التوتر الأمني إلى مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وشهد القطاع الأوسط عودة انتشار حواجز "فيلق الرحمن"، المستمر في التصدي لمحاولات قوات النظام التقدم من محوري جوبر وعين ترما. وأفشل "الفيلق" آخر محاولات النظام، الإثنين، للتقدم على جبهة عين ترما، معلناً مقتل عدد من عناصر "الفرقة الرابعة" وأسر أحدهم، فضلاً عن تدمير آلية للنظام.

وكبّد "فيلق الرحمن" قوات النظام خسائر في الأرواح والعتاد خلال الأيام الماضية، رغم شراسة محاولات النظام وتكثيف قصفه على جبهات القتال والأحياء السكنية القريبة من تلك الجبهات.

ومع اتساع رقعة الاقتتال في الغوطة الشرقية وتعدد أطرافها، يتخوف أهالي الغوطة من تكرار سيناريو حيي القابون وبرزة، إذ وقعا تحت سيطرة النظام بعد حملة عسكرية عنيفة، رافقها اقتتال بين الفصائل. مصدر عسكري، قال لـ"المدن"، إن "الوضع العسكري على جبهتي جوبر وعين ترما جيد نسبياً حتى هذه الساعات، ولكن استمرار الاقتتال سيهدد هاتين الجبهتين".

وأضاف المصدر "استغل النظام اتفاق الغوطة (روسيا والمعارضة) لتحقيق مكاسب عسكرية على هاتين الجبهتين بذريعة وجود هيئة تحرير الشام في القطاع الأوسط، وبعد الاقتتال انسحبت حركة أحرار الشام من نقاط رباطها في عين ترما ليبقى الفيلق وحيداً على هذه الجبهات".

يبدو أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، وعودة التوتر بين الفصائل نقطة البداية لدوامة جديدة تدخلها الغوطة الشرقية، لاسيما مع ورود أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية لـ"أحرار الشام" إلى مدينة عربين، وتعزيزات مشتركة لـ"الأحرار" و"الهيئة" إلى بلدة مديرا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها