الخميس 2017/08/17

آخر تحديث: 14:53 (بيروت)

ماذا يحضّر النظام في محيط حلب؟

الخميس 2017/08/17
ماذا يحضّر النظام في محيط حلب؟
النظام يحضر لهجوم واسع بهدف التوسع في محيط المدينة (Getty)
increase حجم الخط decrease
أعادت مليشيات النظام انتشارها في جبهات ضواحي حلب الشمالية والغربية، خلال اليومين الماضيين، بالإضافة إلى استقدام تعزيزات إضافية لها من مليشيات "الدفاع الوطني" و"لواء القدس" و"لواء الباقر" و"كتائب البعث".

وكانت هذه المجموعات المسلحة تتمركز في قلب مدينة حلب وفي أحيائها الشرقية. والجديد هو محاولة النظام إشغال تلك المليشيات في معركة مرتقبة قد يشنها لتوسيع الطوق الآمن حول حلب، لتعويض النقص الذي حصل في ظل انشغاله في معارك البادية السورية. وفي الوقت ذاته، فقد يقلل النظام بذلك، من هيمنة المليشيات على مدينة حلب التي يعاني سكانها من ممارساتها الإجرامية، وتسلطها على مختلف قطاعات الحياة اليومية فيها.

وأتت التحركات الجديدة لمليشيات النظام في الوقت الذي شهدت فيه ضواحي حلب الشمالية والغربية؛ الراشدين وحريتان وكفر حمرة وعندان وأسيا، ومناطق أخرى على أطراف المدينة، قصفاً مدفعياً وصاروخياً متزايداً تسبب بجرح عدد من المدنيين. وألقت مروحيات النظام، الأربعاء، مناشير ورقية تدعو المسلحين لمغادرة المنطقة أو المسارعة إلى تسليم أنفسهم للنظام. وللمرة الاولى كان من بين المنشورات، التي ألقتها المروحيات، خريطة للمنطقة توضح مسار العملية العسكرية التي يحضر لها النظام.



وتضمنت الخريطة تقسيمات توضح المناطق المستهدفة في العملية، والتي تقع على أطراف المدينة الشمالية والغربية لتشمل الراشدين وخان العسل ومنطقة الجمعيات في الغرب والشمال الغربي، والليرمون وكفر حمرة، وحريتان شمالاً. وينتهي تقدم النظام وفق الخريطة عند الخط الأسود الذي يفصل منطقة خفض التوتر في ريف حلب الغربي عن مدينة حلب وضواحيها القريبة. المناطق التي رسم حولها خط باللون الأحمر باعتبارها مناطق "خفض للتوتر" تقع في معظمها تحت سيطرة "حركة نور الدين الزنكي"، بينما تسيطر "هيئة تحرير الشام" على غالبية نقاط المواجهة مع مليشيات النظام في المناطق التي تم تحديد العمل العسكري للنظام نحوها جهتي الشمال والغرب، أي طوق المدينة.

مصدر عسكري معارض، أكد لـ"المدن"، أنهم رصدوا تعزيزات جديدة لمليشيات النظام في جبهات ضواحي حلب الشمالية والغربية، وأوضح المصدر أن النظام يحضر لهجوم واسع بهدف التوسع في محيط المدينة، ولا يوجد حتى الآن تصور حول الأهداف التي يسعى النظام للتقدم نحوها، وهل سيكون العمل العسكري محدوداً أم سيشمل محاولات التقدم نحو ريف حلب الغربي، وريف حلب الجنوبي بدءاً من محور جمعية الزهراء؟


(المصدر: LM)

وأوضح المصدر أن النظام سوف يعتمد على المليشيات المحلية في حلب بالاضافة لمليشيا "لواء القدس"، على جبهات الضواحي الشمالية. وإذا ما كان العمل بشكل أوسع بحيث يشمل مناطق ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي المحيطة بطريق حلب-دمشق الدولي، فسيكون الدور الأبرز لمليشيا "حزب الله" اللبناني والمليشيات العراقية والأفغانية، والتي رُصدت لها تحركات كثيفة خلال الساعات الماضية. وشهدت مناطق ريف حلب الجنوبي قصفاً مدفعياً من قبل المليشيات استهدف منطفة الحص ومحيط العيس، وحلقت طائرات استطلاع على علو منخفض في أرجاء المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن شحنات من الأسلحة الروسية بدأت تصل الى حلب منذ بداية الأسبوع الحالي، مروراً بـ"معامل الدفاع"، وأكد أن الدعم الروسي سيكون حاضراً بقوة في المعركة التي ينوي النظام شنّها. المصدر ذاته تحدث عن جهوزية المعارضة لأي تحرك من قبل النظام والمليشيات، فالمعارضة تتابع عن قرب التطورات الميدانية وتحركات المليشيات على مختلف الجبهات.

في السياق، استهدفت "هيئة تحرير الشام" مواقع النظام في ريف حلب الجنوبي قرب الحاضر وفي "معامل الدفاع" جنوب شرقي حلب بالمدفعية وصواريخ الـ"غراد"، وردت قوات النظام بقصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوبي حلب براجمات الصواريخ ما تسبب بنزوح عدد كبير من أهالي قرى وبلدات الحص نحو مناطق أكثر أمناً.

وتعرضت أحياء في مدينة حلب، الثلاثاء والأربعاء، لقصف مدفعي استهدف كلاً من الأكرمية وسيف الدولة وجامعة حلب، وأحياء أخرى، وتسبب القصف بمقتل 7 مدنيين على الأقل وجرح آخرين. ولم تتبن المعارضة أو أي جهة أخرى مسؤولية القصف حتى الآن. وتداول ناشطون معارضون في مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد بأن القصف كان بقذائف الهاون بين مجموعتين مسلحتين تابعتين لمليشيات النظام في مدينة حلب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها