الإثنين 2017/08/14

آخر تحديث: 10:53 (بيروت)

انسحاب"جيش أحرار العشائر": تنسيق بين النظام والأردن؟

الإثنين 2017/08/14
انسحاب"جيش أحرار العشائر": تنسيق بين النظام والأردن؟
مشاركة "جيش أحرار العشائر" في القتال ضد النظام كانت خجولة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات واسعة من البادية السورية، تشَّكل "جيش أحرار العشائر" بدعم المملكة الأردنية وبإتصال مباشر مع الديوان الملكي فيها، وكان الهدف منه حماية الحدود السورية/اﻷردنية شرقي محافظة السويداء على امتداد الشريط الحدودي.

ويقوم تشكيل هذا الجسم العسكري على اعتبار أن هناك صلات قرابة بين العشائر السورية واﻷردنية، وهو لا يتبع لـ"الجبهة الجنوبية"، ويتلقى دعماً بشكل مستقل بعيداً عن غرفة عمليات "الموك". وكان قائد "أحرار العشائر" راكان الخضير قد حضر جولات تفاوضية في أستانة وجنيف، بدعم أردني.

قاتل "جيش أحرار العشائر" ضد تنظيم "داعش" في بئر قصب والمناطق القريبة منها، مطلع العام 2017، وتمكن من السيطرة عليها وطرد التنظيم منها. وبعد أقل من شهر بدأ النظام بشن هجوم على المنطقة، وتمكن بعد محاولات عديدة من تحقيق ذلك. واللافت أن "جيش أحرار العشائر"، وبحسب الناطق باسم الجيش اﻷردني محمود فريحات "ليس من مهامه محاربة النظام وإنما داعش، وهو الغرض من تشكيله لحماية الحدود اﻷردنية من التنظيم".

وأشار ناشطون إلى أن مشاركة "جيش أحرار العشائر" في القتال ضد النظام كانت خجولة، ولم ترقَ إلى المستوى المطلوب. وكانت فصائل عاملة في المنطقة، خاصة "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، قد بينت أن "جيش أحرار العشائر" كان قد منعها من دخول مناطق سيطرته أو مؤازرته خلال المعارك مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها. ولم تستبعد تلك الفصائل أن يكون انسحاب "جيش أحرار العشائر" اﻷخير كان بتنسيق مع اﻷردن، بعد اتفاقات دولية أبرمت في عمان، لتأمين حدودها، وكذلك لإبعاد الخطر عن محافظة السويداء القريبة.

وذهب آخرون إلى ان انسحاب "العشائر" من منطقة الحدود شرقي السويداء، يأتي بعد تنسيق بين النظام واﻷردن، عبر الوسيط الروسي، لتأمين المنطقة، تمهيداً لفتح معبر حدودي بين الطرفين يخضع لسيطرة النظام.

اتهامات عديدة تلقاها "جيش أحرار العشائر" خلال السنوات الماضية بعيداً عن المعارك، طالت بعض قادته باﻹتجار بالحشيش والحبوب المخدرة، وتهريب هذه المواد باتجاه اﻷردن، خلال فترة سيطرته على المناطق الحدودية مع اﻷردن.

وفي تبرير لما جرى مؤخراً في البادية، قال مسؤولون في الجيش إن انسحابهم جاء نتيجة عدم امتلاكهم للأسلحة والذخائر الكافية لمقاومة الحملة التي يشنها النظام على نقاط تواجدهم، خاصة أنهم لا يملكون مضادات دروع أو أسلحة ثقيلة تساعدهم على الصمود، بالإضافة إلى طبيعة المنطقة المكشوفة.

وبعد انسحابهم من مناطق سيطرتهم شرقي السويداء، أجبرت "قوات شباب السنة" "جيش أحرار العشائر" على ترك نقاطه في سريتي العمان والندى الحدوديتين، غربي السويداء، خشية تسليمهما إلى قوات النظام التي تسعى للإقتراب من جمرك نصيب من هذه المنطقة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها