السبت 2017/07/08

آخر تحديث: 15:19 (بيروت)

تقارب "حماس" مع دحلان لن يغيّر علاقتها مع حلفائها

السبت 2017/07/08
تقارب "حماس" مع دحلان لن يغيّر علاقتها مع حلفائها
Getty ©
increase حجم الخط decrease

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أحمد يوسف، إن التفاهمات الأخيرة مع مصر والتقارب اللافت مع القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، لن يؤثرا كثيراً على علاقة الحركة مع قطر وتركيا، مشيراً إلى أن الدوحة وانقرة وطهران متفهمة للوضع الصعب الذي تعيشه "حماس"، وأن "المطلوب منا كفلسطينيين أن نجد منافذ لتخطي الأزمة".

وأكد يوسف لـ"المدن"، أن مصر وأطرافاً عربية أخرى لم تطلب من "حماس" الابتعاد عن قطر وتركيا "لأنهم يعرفون موقفنا الاستراتيجي المتمثل بالحرص على بناء علاقات متوازنة مع الكل العربي والاسلامي. نحن غير معنيين بالظهور وكأننا حلفاء لطرف دون آخر؛ فهذا سيجعلنا نخسر الكثير".

وفي ما يتعلق بالانفراجة تجاه القاهرة ودحلان، كشف يوسف أن هناك لقاءات مستمرة بين "حماس" وتيار دحلان لتحديد الأولويات، بالإضافة إلى عمل مشترك يجري حالياً بين الجانبين لتفعيل بعض اللجان مثل "اللجنة الوطنية للتكافل"، وإنشاء أخرى بهدف إدارة القطاع والتعرف على احتياجاته والمشارع المطلوبة بغية التحرك لتوفير الدعم اللازم لها، مبيناً أن "هناك تحركات معينة واجراءات يلمسها وسيلمسها المواطن في غزة".

غير أن يوسف رفض وصف العلاقة بين الحركة ودحلان بأنها تتجه نحو "التحالف"، وفضل القول إنها "تواصل وانفتاح على شخص مؤثر في الساحة الداخلية، بما يسهم في اخراج العلاقات الفلسطينية الداخلية من عنق الزجاجة، خاصة بعد الإجراءات القمعية التي اتخذها الرئيس محمود عباس اتجاه غزة".

واعتبر يوسف أن "حماس" جلست مع دحلان باعتباره مفتاحاً لعلاقة استراتيجية مهمة مع مصر "كما أن لدحلان تياراً قوياً في غزة يمكن أن يكون له دور مهم ومساعد لحماس لادارة شؤون غزة والتخفيف من الضغوط المفروضة علينا معيشياً وسياسياً عبر التوصل لتفاهمات تؤدي الى جلب المساعدات من دول خليجية لاستنهاض الوضع في غزة"، على حد تعبيره.

وتمنى يوسف أن يكون التقارب مع دحلان بمثابة الجسر الكبير للوصول الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في نهاية المطاف، موضحاً أن "حماس" تريد المصالحة وانهاء الانقسام في المحصلة.

واستبعد يوسف أن يقوم دحلان بزيارة غزة في المرحلة الحالية "كونه غير معني بذلك الآن. غير أن بعض رجالات دحلان وصل إلى غزة وسيصل وفد آخر في الأيام القادمة، وذلك في إطار استمرار الحوار مع حماس لبلورة خطوات عملية على الارض يشعر بها المواطن لاستنهاض الحياة المعيشية وايضاً السياسية".

وحول ما يشاع عن حكومة مشتركة بين "حماس" وتيار دحلان، قال يوسف إن الطرفين يسعيان إلى "تشكيل جبهة وطنية عريضة تضم مختلف الأطر الوطنية للتصدي للاحتلال وأي ممارسات لكسر إرادة وصلابة غزة، مؤكداً أن الهدف من ذلك ليس حكومة وإنما إدارة غزة لمنع انهيارها بعد تخلي السلطة الفلسطينية عن مسؤولياتها اتجاه القطاع إلى حين التوصل لتفاهمات مع القيادة في رام الله".

وكان البعض قد اعتبر تطبيع العلاقات بين دحلان و"حماس" تنازلاً من قبل الحركة بعدما كانت تصفه بالعدو. في هذا السياق قال يوسف، إنه "كان من الخطأ ان نعتبر فلسطينياً عدواً، ومع الأسف ساد هذا الأمر في أدبياتنا خلال فترة معينة، غير أن هناك خصومة سياسية بيننا وليست عداوة بسبب الاختلاف على البرنامج السياسي، فهناك قواسم مشتركة كثيرة ويمكن ان نلتقي في امور عديدة".

وختم يوسف بالقول، إن "القضية تراجعت بشكل كبير وعلى نحو خطير، والمطلوب تعزيز وحدة الصف الوطني ولذلك نريد ان نقترب من الجميع ولا نريد ان نخسر احداً. ارتكبنا جميعاً أخطاء في الماضي، ونحاول كلّنا الآن أن نكفر عنها عبر الإلتقاء وبناء شراكة سياسية حقيقية تكون أساساً لأي تشكيلات لحكومات قادمة قائمة على التوافق، لا التفرد، كي لا يكون هناك فرصة للتنازع والخلاف".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها