السبت 2017/07/29

آخر تحديث: 14:18 (بيروت)

الغوطة الشرقية: "تحرير الشام" إلى إدلب؟

السبت 2017/07/29
الغوطة الشرقية: "تحرير الشام" إلى إدلب؟
التظاهرة التي اتجهت إلى مقرات "الهيئة" تعرضت لإطلاق نار من شخص ملثّم مجهول (المدن)
increase حجم الخط decrease
اندلعت اشتباكات،  بين عناصر من "فيلق الرحمن" و"هيئة تحرير الشام"، خلال الساعات الـ24 الماضية، في تكرار لمشهد ألفه أهل الغوطة الشرقية منذ تفجر الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة. وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية اتفاق وقف اطلاق النار الذي أعلنته روسيا، في الغوطة الشرقية، باعتبارها منطقة "خفض تصعيد". إلا أن قوات النظام والطيران الروسي واصلا قصف مناطق في الغوطة الشرقية، يسيطر عليها "فيلق الرحمن"، بذريعة وجود "هيئة تحرير الشام" فيها.

معلومات خاصة حصلت عليها "المدن"، أكدت أن "فيلق الرحمن" كان قد طرح خيارين على "هيئة تحرير الشام" لفرض "هدنة" في قطاع الغوطة الأوسط. وكانت روسيا قد طلبت من "فيلق الرحمن" فك الارتباط بـ"هيئة تحرير الشام" في مدة أقصاها 24 ساعة بدأت صباح الخميس، وذلك كي يدخل القطاع الأوسط الخاضع لسيطرة "الفيلق" ضمن الاتفاق الذي ابرمته مع "المعارضة" في الغوطة الشرقية. وجاء الطرح الروسي بعد قصف عنيف تعرضت له مدينة عربين، الأسبوع الماضي، بعيد إعلان وقف إطلاق النار، وراح ضحيته العشرات بين قتيل وجريح.

وبحسب مصادر "المدن"، فإن رسالة وصلت عبر قيادات عسكرية من "فيلق الرحمن" إلى أمير "هيئة تحرير الشام" في الغوطة الشرقية الشيخ "أبو عاصم"، مفادها أن على "الهيئة" الاختيار بين أن تحل نفسها وتندمج بأحد التشكيلين العسكريين في الغوطة؛ "جيش الإسلام" أو "فيلق الرحمن"، أو خروج آمن إلى ادلب بضمانات من النظام وروسيا.

"هيئة تحرير الشام" رفضت الخيارات المطروحة من قبل "الفيلق" مؤكدة أنها لن تخرج من الغوطة، لكن الوقائع تبدو غير ذلك. عناصر من "الهيئة" بدأوا بيع مقتنياتهم وسياراتهم ومنازلهم، قبل أيام، مع انتشار أنباء في الأوساط الأهلية عن خروج قريب لـ"الهيئة" باتجاه ادلب، من دون تصريح علني.

ويبدو أن "فيلق الرحمن"، والذي توصل إلى اتفاق "غير معلن" مع الروس لإدخال القطاع الأوسط إلى الاتفاق المبرم لوقف إطلاق النار، اتخذ قراراً باستئصال "هيئة تحرير الشام". "الفيلق" لم يتبع في ذلك نهج "جيش الإسلام" بالحرب المفتوحة، بل اتجه إلى السياسة والتضييق على "الهيئة" وعناصرها في مدن وبلدات الغوطة الشرقية. وقبيل إعلان وقف إطلاق النار، منع قائد "فيلق الرحمن"، شخصياً، مجموعات من "الهيئة" كانت تستعد لمؤازرة "الفيلق" في وادي عين ترما، وأجبرهم على العودة إلى مقراتهم، وأخبرهم أن تلك المناطق محرمة عليهم وأن "الفيلق" ليس بحاجة إلى "الهيئة" كي تشاركه معارك جوبر وعين ترما.

وذهب "الفيلق" إلى تحجيم "هيئة تحرير الشام" ضمن المناطق المدنية خاصة الخاضعة لسيطرته، وذلك عبر منع عناصر "الهيئة" من الدخول بأسلحتهم الفردية إلى الشوارع الخاضعة لسيطرة "الفيلق" تحت التهديد بالاعتقال والتصفية. وهو ما جرى في حمورية، صباح الجمعة، حين أردى عناصر من "لواء أبو موسى الأشعري" عنصراً من "الهيئة" بعد دخوله مسلحاً إلى البلدة.

وحضّ "فيلق الرحمن"، بحسب مصادر "المدن"، خطباء المساجد في القطاع الأوسط لتحريض المدنيين بشكل غير مباشر ضد "جبهة النصرة"، ما أدى إلى انطلاق تظاهرات كبيرة في القطاع الأوسط، عقب صلاة الجمعة، مناهضة لـ"النصرة". وكانت أكبر التظاهرات في بلدة كفربطنا، التي اتجه فيها المتظاهرون إلى مقرات "الهيئة" مطالبينها بالخروج الفوري من الغوطة الشرقية، لوقف القصف الروسي عليهم. التظاهرة التي اتجهت إلى مقرات "الهيئة" تعرضت لإطلاق نار من شخص ملثّم مجهول، إلا أن فراره رغم ملاحقته من دورية تابعة لـ"الفيلق"، أثار مجموعة من التكهنات، وذهب بعض الإعلاميين إلى اتهام "الفيلق" بالموضوع.

مصدر في "هيئة تحرير الشام" في الغوطة الشرقية، أكد أن الخروج نحو ادلب لن يكون بالأمر السهل، متهماً "فيلق الرحمن" بالتواطؤ مع روسيا و"جيش الإسلام".

السيناريو المرسوم لـ"هيئة تحرير الشام" في الغوطة الشرقية ليس وليد اليوم، فإضعاف "الهيئة" بدأ قبل شهور حين تم استنزافها على جبهات القابون وكراجات العباسيين، وتبعها هجوم كبير من "جيش الإسلام" وسيطرته على أكبر مخازن السلاح الثقيل التابع لـ"الهيئة"، وقتل واعتقال عدد كبير من عناصرها وحصرها في مناطق وأحياء معينة في القطاع الأوسط.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها