الأربعاء 2017/07/26

آخر تحديث: 14:27 (بيروت)

الغوطة الشرقية:"معصرة الزيت"تهزم "الإخوان" في انتخابات سقبا

الأربعاء 2017/07/26
الغوطة الشرقية:"معصرة الزيت"تهزم "الإخوان" في انتخابات سقبا
أمام الفائزين بالانتخابات تحد كبير لإنجاح المجلس بعد فترة طويلة لم تكن مرضية للغالبية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
جرت الثلاثاء انتخابات المجلس المحلي في مدينة سقبا في غوطة دمشق الشرقية المُحاصرة، بمشاركة أهالي المدينة، ممن تجاوزوا الـ20 عاماً. وقد جرت العملية الانتخابية بتنظيم عالٍ، جعل المواطنين يبدون إعجابهم بها وإحساسهم باحترامهم كمواطنين لهم صوتهم وحقهم في المشاركة في شأنهم العام.

وقد تمت الانتخابات بإشراف "اللجنة الانتخابية" التي تم تعيينها من الأمانة العامة للمدينة، وتشكلت الأخيرة عبر جمع أهم الفعاليات والناشطين في المدينة، ليكونوا ممهدين لإجراء هذا الاستحقاق ومتابعة عمل اللجنة.

وقد قامت اللجنة في بداية عملها بالإعلان عن استقبال طلبات الترشيح، وشروط الترشح لرئاسة المجلس، ولكل مكتب فيه، وجرى التوافق على أن تكون الانتخابات عامة لكل من رئاسة المجلس والمكاتب الخدمية والإغاثية والزراعية ومكتب العلاقات العامة، فيما تم جعل الانتخاب نقابياً لكل من المكتب الطبي والتعليمي والشرعي التي تمت فيها انتخابات ضمن الكادر الاختصاصي، في حين لم تتم إعادة انتخاب مكتب المرأة حديث التشكيل منذ بضعة أسابيع.

وبعد استقبال طلبات الترشيح والبت فيها، تم نشر إعلانات في كل المدينة لدعوة الناس للمشاركة، وتولى خطباء الجوامع تحفيز الناس على المشاركة، وقام بعض المرشحين بنشر إعلانات وعقد اجتماعات لعرض برامجهم الانتخابية.

وقد تمت الانتخابات النقابية للمكاتب الثلاثة قبل الانتخابات العامة، وتم الطعن بنتيجة انتخابات المكتب التعليمي وتم الاتفاق على إعادة الانتخاب، فيما لم تشهد انتخابات رئاسة المجلس وبقية المكاتب أي طعون.

كانت آليات العملية الانتخابية، من لوائح الشطب، وتنظيم العمل ضمن المراكز ومراقبتها، والغرف السرية، وطريقة إغلاق الصناديق ونقلها إلى مركز الفرز، عملاً منظماً عالي المستوى، وشهد الفرز في النهاية حضور اللجنة الانتخابية وأعضاء الأمانة العامة وكثيراً من الناشطين.

وقد بلغت نسبة المشاركة حوالى 34 في المئة ممن يحق لهم التصوت، وهي نسبة لم تكن متوقعة مع ظروف الحرب والجوع والحصار التي تشهدها المدينة في الغوطة الشرقية.
أغلب المواطنين كانوا سعداء بتحقيق هذه الخطوة، واعتبروها نصراً لمبادئ الثورة وأهدافها، بعضهم كان يبكي، وكثيرون منهم صرحوا أن هذه أول انتخابات حرة لهم في حياتهم، وأحد الشيوخ الكبار قال إنه لم ينتخب منذ أيام شكري القوتلي.

وقد كانت الانتخابات تشهد تصارع ثلاث قوائم؛ "الإخوان المسلمون" ومؤيدي "جيش الإسلام" وقائمة "معصرة الزيت"، والأخيرة تتبع للحي الأشد فقراً في المدينة.

وبدا مع بداية الدعاية الانتخابية أن الكفة راجحة جداً إلى مرشحي الحي الفقير الذي قام بتنظيم أموره ليتخلص من حالة التهميش المديدة التي يعيشها مع احتكار تياري "الإخوان" و"جيش الإسلام" للحياة العامة منذ خروج المدينة عن سيطرة النظام، وهما محسوبان على الطبقة الميسورة في المدينة بغالبيتهم.

وللمفارقة، فإن الناقمين من جميع الأهالي على الطرفين المتصارعين، اختاروا التصويت لمرشحي الحي غير المحسوبين على التيارين الإسلاميين، وقد لاحظ مرشحو "جيش الإسلام" ذلك فقاموا بالانسحاب قبل يومين من الانتخابات، تاركين المنافسة بين "الإخوان" وقائمة حي المعصرة.

وكما كان متوقعاً، فقد حصد المهندس ياسر عبيد، ضعف أصوات منافسه، وأبعد "الإخوان" عن بقية مكاتب المجلس الذي ظلوا يهيمنون عليه منذ ثلاث سنوات.

ورغم تفاؤل أغلبية السكان، إلا أن أمام الفائزين بالانتخابات تحدياً كبيراً لإنجاح المجلس بعد فترة طويلة لم تكن مرضية للغالبية. وغالبية الفائزين، رغم شهاداتهم الجامعية وكفاءاتهم، لم يزاولوا العمل العام من قبل، ويحتاجون لبذل الجهد أمام اختبار إن فشلوا فيه قد يعيد التيارات الأخرى إلى الواجهة من جديد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها