الأربعاء 2017/07/26

آخر تحديث: 14:15 (بيروت)

اتفاق الغوطة مع روسيا..ليس مطلب "الجبهة الجنوبية"

الأربعاء 2017/07/26
اتفاق الغوطة مع روسيا..ليس مطلب "الجبهة الجنوبية"
توزيع المساعدات التي ادخلتها روسيا إلى الغوطة الشرقية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
دخلت قافلة مساعدات "محدودة" محملة بمواد غذائية وطبية إلى مدينة دوما، الثلاثاء، وهي الدفعة الأولى ضمن اتفاق "وقف إطلاق النار" الموقع بين روسيا والمعارضة برعاية مصرية، فيما تعرضت مدينة عربين بالتوقيت ذاته لقصف أوقع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وتسلم "جيش الإسلام" قافلة المساعدات عبر معبر "مخيم الوافدين"، وهي مقدمة من جانب النظام وروسيا، ولا علاقة للأمم المتحدة والهلال الأحمر بها. مصدر عسكري من "جيش الإسلام"، قال لـ"المدن"، إن "القافلة مكونة من 3 شاحنات محملة بمواد طبية وغذائية، وهي عبارة عن تجربة لدفعات لاحقة ضمن اتفاق وقف الإطلاق النار، وتم تسليمها إلى المجلس المحلي". من جانبها، نشرت "القاعدة المركزية في حميميم" الروسية، صوراً قالت إنها لإدخال المساعدات إلى الغوطة الشرقية لأول مرة. وتوضح الصور أن المساعدات نُقلت بسيارات عسكرية روسية، ومطبوع عليها علمي النظام وروسيا، وعبارة: "روسيا معكم". قيادي في "جيش الاسلام"، قال لـ"المدن"، إن الصور التقطت في مخيم الوافدين، من طرف النظام، وروسيا ادخلت المساعدات لكنها لم توزع داخل الغوطة.


(انترنت)

مدينة عربين، جنوبي مدينة دوما، كانت قد تعرضت الثلاثاء لقصف بعشر غارات جوية، بالتزامن مع إدخال المساعدات، ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين، وإصابة العشرات بجروح، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة وقعت في المدينة ذاتها وأوقعت 8 قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين.


(انترنت)

هذا التباين؛ مساعدات/قصف، أحدث جدلاً في أوساط الغوطة الشرقية، فالمعارضة في قطاع الغوطة الأوسط الأوسط، تحت سيطرة "فيلق الرحمن"، اتهمت الموقعين على اتفاق القاهرة بعدم المبالاة بمصيرهم، فيما وُجهت من الطرف المقابل اتهامات لـ"فيلق الرحمن" بأنه سبب في "دمار الغوطة" إذا لم يستأصل "جبهة تحرير الشام" من مناطق سيطرته.

وبالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية، السبت، ونشر تفاصيله تيار "الغد السوري" الذي يرأسه رئيس "الائتلاف" الأسبق أحمد الجربا، فإنه لا يستثني أي منطقة في الغوطة الشرقية، ورحبّ به كلا الفصيلين؛ "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، عبر تصريحات رسمية لهما.

وجاء هذا الاتفاق بعد اتفاق ثلاثي أميركي/روسي/أردني، على فرض "خفض التصعيد" جنوب غربي سوريا، وتبعه رفض "الجبهة الجنوبية" للاتفاق ما لم يشمل الغوطة الشرقية والبادية السورية.

مصدر عسكري من "الجبهة الجنوبية"، قال لـ"المدن"، إن "اتفاق وقف إطلاق النار المعمول به حاليا في الغوطة الشرقية يوحي ظاهراً أنه جاء بناء على طلب الجبهة الجنوبية، ولكن من الواضح أنه اتفاق منفصل".

في حين ذكر مصدر عسكري من الغوطة الشرقية، لـ"المدن"، أن مدير المكتب السياسي لـ"جيش الإسلام" محمد علوش، كان حاضراً في القاهرة لتوقيع الاتفاق، وتلقى وعوداً لصالح "جيش الإسلام" في المرحلة المقبلة.

وعلى الصعيد الميداني، لم يلتزم النظام السوري باتفاق الهدنة، رغم تأكيده الالتزام بها، وتوعّده بمحاسبة أي جهة تخرقها، فتعرضت الغوطة الشرقية منذ ظهر السبت، وحتى الآن لقصف طال معظم مناطقها، بما فيها مدينة دوما، الواقعة تحت سيطرة "جيش الإسلام".

ولكنّ اختلفت شدّة القصف من منطقة إلى أخرى، فكانت مناطق "جيش الإسلام" أقل تعرضاً للقصف، وأقل ضرراً من حيث الدمار والإصابات، فيما سجّلت مناطق سيطرة "فيلق الرحمن" قصفاً عنيفاً على مدينة عربين وبلدة عين ترما، وخلّفت دماراً واسعاً وقتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

مصدر عسكري سابق في الغوطة الشرقية، قال لـ"المدن"، إن "الغوطة الشرقية في ظل الاتفاقيات الجارية، ومحاولات إيجاد مكاسب فصائلية، ترسم مستقبلاً مغايراً لها عن السنوات السابقة". وأشار إلى أن "الاتفاق الروسي إذا تم تطبيقه ستتحول الغوطة الشرقية من منطقة ثائرة بوجه النظام، إلى لاعب ضمن الاتفاقيات الإقليمية والدولية، وستزيد من الخلاف الواقع بين الفصائل، ما لم تبادر الفصائل إلى رأب الصدع بينها داخلياً".

صفحات موالية للنظام في مواقع التواصل الاجتماعي، ركزت الأربعاء، على "استعداد غوطة دمشق الشرقية للإعلان عن عملية تبادل للمعتقلين بين الدولة السورية والفصائل المسلحة، في مرحلة أولى قد تكون تمهيداً لعملية أوسع، تتم بسرية تامة لمنع أي تدخلات خارجية قد تؤثر سلباً على مسارها".

تيار "الغد السوري" كان قد أشار إلى أن بنود الاتفاق تنصّ على توقف كامل للقتال وإطلاق النار من جميع الأطراف، وعدم دخول أي قوات عسكرية تابعة للنظام أو حلفائه إلى الغوطة الشرقية، وفتح معبر مخيم الوافدين لعبور المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية وتنقل المواطنين، وأخيراً تمركز الشرطة العسكرية الروسية في نقاط مراقبة على مداخل الغوطة الشرقية الرئيسية لمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.

وعقب الإعلان عن الاتفاق ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها نشرت نقطتي تفتيش و4 نقاط مراقبة في الغوطة الشرقية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها