وتهدف "سرايا أهل الشام" التي تعد نواة الجيش السوري الحر في منطقة القلمون الغربي، إلى إيجاد أرضية مشتركة مع الجهات الرسمية اللبنانية، بعدما نجحت في ذلك سابقاً، ووصل تنسيقها مع الجيش اللبناني إلى مستويات عليا في قيادة العمليات. وأشار المصدر أن "السرايا" ركزت على أهداف متعددة؛ أبرزها احترام سيادة لبنان والمحافظة على أمن اللاجئين السوريين في عرسال.
من جهة ثانية، أكد مصدر عسكري معارض، لـ"المدن"، أن "سرايا أهل الشام" اشترطت على "هيئة تحرير الشام" في المنطقة فك ارتباطها الكلي مع تنظيمها الأم (هيئة تحرير الشام) في الشمال السوري، وتشكيل "كيان ثوري يتبنى قيم ومبادئ الثورة للمواجهة في أي خطر مقبل"، إلا أن "الهيئة" رفضت ذلك.
وأضاف المصدر العسكري، أن "السرايا" ناقشت اتفاقاً يقضي بخروجها إلى إحدى مناطق الجنوب السوري، بكامل عدتها، لكن من دون الحصول على موافقة نهائية. وحدث ذلك خلال مفاوضات جرت بين "السرايا" و"حزب الله"، في 20 تموز/يوليو، طلبت فيه "السرايا" من "الحزب" عدم التعرض لمواقعها خلال عمليته التي قرر اطلاقها في 21 تموز. وأبلغ "الحزب" السرايا بموافقته على شروطها المسبقة في المفاوضات السابقة، على أن يخرج مقاتلوها إلى الجنوب السوري أو إلى شمالي دمشق، بكامل سلاحهم، وبرفقة عائلاتهم، مقابل أن تُحيّد "السرايا" نفسها عن جولة القتال الراهنة، والابتعاد عن خطوط التماس مع "حزب الله".
وعلمت "المدن" أن "السرايا" وافقت على شروط "الحزب" وانسحبت من خطوط التماس في جرود عرسال. وبعد مضي 48 ساعة أخلّ "حزب الله" باتفاقه مع "السرايا" وسيطر على مناطقها في وادي حميد، وجمّد الاتفاق. ونقلت وسائل إعلام معارضة عن لاجئين سوريين في عرسال قولهم، إن "الحزب" فتح النار، الإثنين، بشكل مباشر، على اللاجئين المدنيين في منطقة وادي حميد، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى، مع عدم امكانية نقل المصابين باتجاه عرسال.
وأشار المصدر إلى وجود محاولات روسية داعمة لاتفاق يقضي بخروج "السرايا" مع عتادها نحو الجنوب السوري، لكن قوات النظام و"حزب الله" ما زالوا يرفضون ذلك، بل يريدون أن تكون "السرايا" جزءاً من عملياتهم. الروس، بحسب مصادر "المدن"، عبروا عن عدم قدرتهم على الضغط على "الحزب" والمليشيات الإيرانية، خصوصاً بعد سلسة ضغوط سابقة رافقت هدنات سابقة. فـ"الحزب" يعتبر الحدود اللبنانية/السورية منطقة نفوذ خاصة له.
ويسعى "حزب الله"، عبر كمائن مفاوضاته، الى حشر "سرايا أهل الشام" في زاوية، للقبول بمقترحاته وبتسوية يفرضها كما يهوى، لا سيما عقب انتهاء عمليته ضد "جبهة النصرة"، ورغم تعداد قوات "سرايا أهل الشام" الذي يبلغ نحو 800 مقاتل من ذوي الخبرة القتالية في السلسلة الجبلية الحدودية. وهذا ما نجح فيه. ولو دخل في حرب شملت الأطراف نفسها، من دون سياسته الخبيثة، ربما كان الأمر اختلف ولربما حصد خسائر أكبر.
من جهته، قال القائد العام لـ"تحرير الشام" في القلمون الغربي، جمال حسين زينية، المعروف بـ"أبو مالك التلي"، إن "الهيئة" لم تبدأ بالاعتداء على أحد، وأنها حاولت تحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا. وحمّل زينية "حزب الله" مسؤولية ما يجري، مؤكداً أن الحزب هو من زج بلبنان في هذه "المعمعة"، نافياً إغلاق باب التفاوض.
ونقلت "وكالة إباء" التابعة لـ"تحرير الشام" عن زينية، قوله إن "هذه هي الحملة الأشرس على الإطلاق، لكن بفضل الله، ثم طبيعة الأرض الجغرافية التي تجعلنا نستنزفهم استنزافاً شديداً يؤلمهم بعون الله". واضاف: "لدينا مبادئ في ثورتنا أهمها في هذه المرحلة إزاحة النظام المجرم وكل من سانده، ولم نبدأ بالاعتداء على أحد".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها