الإثنين 2017/07/24

آخر تحديث: 10:52 (بيروت)

هيئة تحرير الشام لا تلتزم بالاتفاقات..وعينها على جبل الزاوية

الإثنين 2017/07/24
هيئة تحرير الشام لا تلتزم بالاتفاقات..وعينها على جبل الزاوية
القسم الشرقي من جبل الزاوية الخاضع لسيطرة "صقور الشام" سيشهد كبرى المعارك (انترنت)
increase حجم الخط decrease
توصلت "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام" إلى اتفاق جديد، ليل الأحد/الإثنين، يقضي بتخفيف التصعيد بين الفصيلين المتصارعين منذ أيام، بعد سيطرة "تحرير الشام" على مدينة إدلب ومواقع استراتيجية لـ"الأحرار" غربي المحافظة، وسط تقهقر من بقي من "الحركة" إلى آخر معاقلها في القطاع الأوسط، وغموض يكتنف مصير القسم الشرقي من جبل الزاوية؛ معقل "صقور الشام".

الاتفاق الجديد، وهو الثالث من نوعه خلال يومين، وقّعه قائدا "أحرار الشام" و"تحرير الشام"، ويقضي بالعمل بأول اتفاق جرى توقيعه بين الطرفين، الجمعة، وإيقاف حالة الاستنفار والتصعيد، وإعادة ما تمت مصادرته من مقرات بعد اتفاق الجمعة، وأحقية الكتائب المنشقة عن "الأحرار" بتقرير مصيرها.

وبالتزامن مع إعلان الاتفاق، سيطرت "تحرير الشام" على معبر خربة الجوز في ريف إدلب الغربي، لتحكم قبضتها على آخر المعابر الثلاثة التي كانت تدار من "الحركة"؛ أطمة وباب الهوى وخربة الجوز.

مصدر عسكري في "أحرار الشام" قال لـ"المدن"، "إن قوة من "الهيئة" هاجمت معبر خربة الجوز، واعتقلت حرس المعبر، كما هاجمت قوة أخرى مقر الديموس (أعلى تلة في منطقة خربة الجوز)، وتبع ذلك اشتباكات في الزعينية، وانسحب عناصر أحرار الشام المرابطين في نقطة الحدادة المقابلة لنقاط تمركز النظام في جبل الأكراد من مواقعهم خشية الاعتقال". المصدر أشار إلى وجود اتفاق سابق بين أمير قطاع الساحل في "أحرار الشام" أبي طه العمر، وأمير قاطع الساحل في "تحرير الشام"، بغرض تحييد المنطقة عن القتال بين الفصيلين.

وأكد المصدر مشاركة "الحزب الإسلامي التركستاني" لـ"هيئة تحرير الشام" بالسيطرة على مدينة جسر الشغور، وعلى مناطق الرباط في حوض العاصي في إدلب وحماة، من جسر الشغور وحتى السرمانية.

وبذلك تكون "الهيئة" قد أحكمت سيطرتها على كامل الشريط الحدودي مع تركيا؛ في الشمال من دارة عزة المتاخمة للمناطق الكردية في ريف حلب الغربي، مروراً بترمانين والدانا وباب الهوى وحارم وسلقين، إلى دركوش وجسر الشغور وبداما والزعينية وخربة الجوز غرباً، وصولاً إلى السرمانية المتاخمة للحدود الإدارية لمنطقة الحفة جنوباً.


(المصدر: LM)

وفي وسط المحافظة، فرضت "هيئة تحرير الشام" سيطرتها على مدينة إدلب، وعلى القوة الأمنية وحواجز "جيش الفتح"، واعتقلت عناصر من "الأحرار" داخل المدينة، بعد اشتباكات أسفرت عن قتلى من الطرفين. وارتفعت حصيلة القتلى داخل المدينة بعد انفجار بأحد أرتال "تحرير الشام" العسكرية، قرب دوار مديرية الزراعة وسط المدينة، إلى 13 شخصاً.

وبعد دخولها مدينة إدلب، أصدرت "تحرير الشام" بياناً توضح فيه اتخاذها "خطوات جريئة لتوحيد الصف الداخلي وتحقيق أهداف الثورة"، وأكدت أنها جزء من الثورة السورية، وإحدى دعائم استقرار المنطقة عبر اسقاط النظام. وأشار البيان إلى ضرورة تأسيس "مشروع سنّي ثوري" بمشاركة جميع أطياف الثورة من الكوادر والنخب السياسية والفصائل العسكرية، وضرورة وجود إدارة مدنية تقوم على خدمة الأهالي، ودعا كافة الفاعلين لاجتماع فوري للوقوف على تحديات المستقبل.

ناشطون من أبناء إدلب رأوا أن "تحرير الشام" تسعى لفرض نفسها والتحكم بمقدرات الشمال السوري عبر حكم محلي صوري تشرف عليه. وتعجب الناشط الإعلامي عبدالله جدعان، من إلصاق البيان صفة الثورية بـ"القاعدة"، وهي من تجرّم الثوار، ويدوس عناصرها راية الثورة، وكيف تدعو كافة الفصائل العسكرية للاجتماع، وهي من قضى على الفصائل التي تحمل فكر الثورة السورية. جدعان قال لـ"المدن": "لم يبق في إدلب سوى الفصائل التي تدفع الجزية بشكل شهري كجيش إدلب الحر وفيلق الشام، وسيكون القرار النهائي للهيئة في إدارة المدينة".
واعتبر جدعان أن بيان "تحرير الشام" يحمل تصعيداً ومصادرة للحياة المدنية في المحافظة، يمكن أن تقابله مظاهرات وصدامات مع الأهالي.

ويتوقع متابعون، أن "الهيئة" ستمضي في إحكام سيطرتها على المناطق التي أعلنت وقوفها على الحياد كأريحا وسراقب ومعرة النعمان وكفرنبل، وسط وجنوب المحافظة، وبلدات أخرى مثل حزانو ورام حمدان شمالي مدينة إدلب. كما ستسعى "الهيئة" إلى ضم من بقي من عناصر "الأحرار" المنسحبين من معبر باب الهوى باتجاه مناطق شحشبو والغاب. وهذه المناطق هي جزء من القطاع الأوسط لـ"الحركة"، ويشرف عليه أبو عبدالرحمن الغابي، ويشمل هذا القطاع مناطق الغاب وجبل الزاوية وأريحا.

ويبدو أن القسم الشرقي من جبل الزاوية الخاضع لسيطرة "صقور الشام" سيشهد كبرى المعارك، وسيكون العقبة الأكبر في وجه "تحرير الشام"، ولربما تستغرق سيطرتها على بضع قرى أكثر من سيطرتها على كامل المحافظة.

مصدر عسكري من "صقور الشام" قال لـ"المدن"، إن "قيادة صقور الشام أعلنت حربها على القاعدة قبل حلّ تنظيم جند الأقصى وتغول عناصره داخل الهيئة، لذلك لن تكون أمامنا سوى المواجهة المباشرة، باعتبار الصقور الفصيل العسكري الأقدم في محافظة إدلب، ويحمل فكر الثورة السورية، فضلاً عن الخلافات الفكرية والتوتر بين أبو عيسى قائد الصقور وأمراء تحرير الشام". وحاولت "تحرير الشام" فرض سيطرتها على المنطقة بعد إعلانها الحرب على "الأحرار"، لكنها فشلت في دخول قرية الرامي، وهي أول خطوط الدفاع من الجهة الغربية.

ويضم القسم الشرقي من جبل الزاوية أكثر من 10 قرى وقمة جبل الأربعين، وتعتبر قرية سرجة المعقل الرئيس لـ"صقور الشام" ومسقط رأس قائده أحمد الشيخ، الملقب بـ"أبو عيسى"، وهي منطقة جبلية حصينة، ستفرض على "تحرير الشام" تكبد خسائر كبيرة قبل السيطرة عليها.

وكانت المنطقة ذاتها شهدت معارك نهاية العام 2014 بين "جبهة ثوار سوريا" و"جبهة النصرة" في قرية دير سنبل معقل "ثوار سوريا"، والتي تبعد عن سرجة حوالي 6 كيلومترات.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها