الخميس 2017/06/29

آخر تحديث: 19:20 (بيروت)

"حماس" ودحلان: أكثر من تقارب وأقل من تحالف

الخميس 2017/06/29
"حماس" ودحلان: أكثر من تقارب وأقل من تحالف
Getty ©
increase حجم الخط decrease

واصل الإعلام الإسرائيلي تحليلاته وقراءاته حول طبيعة العلاقة بين حركة "حماس" والقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، ودور الأخير لإخراج قطاع غزة من "عنق الزجاجة" في مقابل الخطوات التي اتخذها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد "حماس" في الأشهر الأخيرة.

وكشف الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تسيفي برئيل، عن وجود خطة جديدة يجري التحضير لها الآن بين الإمارات ومصر وإسرائيل للتعامل مع قطاع غزة الذي تديره حركة "حماس". وأوضحت الصحيفة أن هدف هذا الاتفاق هو وضع محمد دحلان على رأس حكومة وحدة في القطاع، ورفع معظم الحصار عن القطاع من قبل مصر وإسرائيل.

وأضاف برئيل أنه في حال نجحت هذه الخطة السياسية فسيكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الزاوية المظلمة، وسيأخذ دحلان مكانه، سواء عبر الانتخابات أو الاعتراف الفعلي به، مع أنه من السابق لأوانه التيقن من أن هذه الطبخة قد استوت، وموافقة "حماس" على تنصيب دحلان رئيساً لحكومة غزة، لأن هذه الخطة قد ترسخ الانفصال الكامل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتطبيقها سيحقق حلماً إسرائيلياً ومصرياً.

لكن حركة "حماس" وعلى لسان عدد من قادتها ينفون وجود مثل هذه الخطوة، رغم أنهم يقرون في الوقت ذاته أن الإجراءات غير المسبوقة التي يتخذها عباس تجاه فطاع غزة، إضافة الى التطورات الاقليمية والدولية، خلقت مناخاً مناسبة للتقارب بين "حماس" ودحلان.

وقال رئيس تحرير صحيفة "الرسالة" التابعة لـ"حماس" وسام عفيفة، إن موضوع الخطة التي نشرت في صحيفة "هآرتس" هي ذاتها التي تم الحديث عنها من قبل بعض وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة تحت عنوان "وثيقة وفاق وطني"، موضحاً أن نفياً قاطعاً لوجود هذه الوثيقة قد صدر من قبل "حماس" وأيضاً القيادي المحسوب على تيار دحلان، سفيان أبوزايدة.

وأضاف عفيفة لـ"المدن"، أن موضوع حكومة الوحدة بين "حماس" ودحلان ليس بهذه السهولة أو هذا الإتجاه، وذلك ارتباطاً بأسباب اقليمية موضوعية، لأن تشكيل مثل هذه الحكومة يحتاج إلى إسناد إقليمي (سياسي من مصر، ومالي من الإمارات)، ما يعني أن هذه الخطوة تحتاج إلى أن يحسم الإقليم خياراته ومواقفه من رئيس السلطة محمود عباس وإزاحته عن المشهد، على الأقل في ما يخص قطاع غزة، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد.

غير أن عفيفة أوضح أن الموضوع ليس بسياق "حكومة الوحدة" وإنما تفكير "حماس" وتيار دحلان في إنشاء "جبهة إنقاذ وطني" تضم ايضاً من يريد من الفصائل الأخرى، لكن يبقى السؤال، وفقاً لعفيفة، هل يمكن ان تحسم مصر خياراتها اتجاه "سلطة رام الله" التي تظهر التسريبات أنها ماضية قدماً وذاهبة لأبعد مدى في الأيام القادمة في خطواتها التصعيدية التي ستفصل القطاع عن الضفة الغربية؟

ويقر عفيفة أن الظروف الداخلية والإقليمية الموضوعية بالإضافة إلى ذهاب السلطة في رام الله إلى "الفصل بين الضفة وغزة" جعلت البيئة ملائمة بشكل غير مسبوق للتقارب بين دحلان و"حماس"، من منطلق ما تقتضيه المصلحة، ولكنه أشار إلى أن الحركة ستحرص على الحصول ايضاً على اسناد من حلفها التقليدي (قطر وتركيا) بالإضافة إلى إسناد مصر والإمارات. بَيدَ أن عفيفة يستدرك "لا يمكن ان تتحول الخصومة بين دحلان-حماس إلى تحالف، ولكننا نتحدث عن تقارب وتقاطع مصالح وتعاون من أجل انقاذ غزة".

وكشف عفيفة لـ"المدن" عن اجتماع مرتقب لـ"لجنة المصالحة المجتمعية" التي تضم اعضاء من "حماس" وتيار دحلان في الأيام المقبلة، وأشار إلى أنه ربما يتم دعوة فصائل أخرى للمشاركة فيها، من أجل بحث تعويض نحو 650 شخصاً تضرروا من احداث الانقسام التي وقعت في حزيران/يونيو 2007، مُبيناً أن دحلان تعهد بجلب أموال من الإمارات للمساهمة بشكل كبير في عملية التعويض المذكورة.

ويُنظر على نحو واسع أنه في ظل الحملة الخليجية على دولة قطر بحجة دعمها لجماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس"، فإن تياراً في الإقليم تتصدره الإمارات ومصر لا يريد إنهاء حكم "حماس" في غزة بغض النظر إن رغبوا بذلك أم لا، وإنما المقصود "احتواء وترويض" الحركة وإبعادها عن الحضن الإيراني وكذلك القطري-التركي، لاسيما وأن خبراء في التحليل الاستراتجي في تل أبيب يؤكدون أن اسرائيل لن تسمح بتوحيد الضفة وغزة، ارتباطاً بشكل الحل السياسي الذي ينتظر القضية الفلسطينية؛ فالانفصال بينهما يضمن لإسرائيل أن تكون مرتاحة من الاستحقاق السياسي المطلوب لحل الصراع، الأمر الذي يفسر المعادلة الضبابية المتعلقة بجهود الدول العربية، التي هي على خصومة مع "حماس"، بالحديث مع الحركة واطلاق وعود من خلال دحلان بالتخفيف من وطأة حصار اسرائيل وتداعيات إجراءات السلطة على غزة.

في هذا السياق، وتحت عنوان "حماس في الفخ" استعرض الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر، وهو مدير سابق لمركز "موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط"، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، تصاعد الأزمات في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة، والسيناريوهات المتاحة أمام حركة "حماس".

ولفت زيسر إلى أن "حماس" باتت مستعدة الآن "لرفع الراية البيضاء وتسليم المفاتيح لمحمد دحلان، الذي يمكنه بدعم من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وربما أيضا من اسرائيل لسحب البساط تماماً من تحت أقدام حماس، وليس فقط الاكتفاء بمنصب رمزي في القطاع".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها