الثلاثاء 2017/06/27

آخر تحديث: 13:41 (بيروت)

الحسكة: نازحو ديرالزور إلى مخيم قيد الإنشاء

الثلاثاء 2017/06/27
الحسكة: نازحو ديرالزور إلى مخيم قيد الإنشاء
أعمال البناء والإنشاء مستمرة في المخيم الجديد (المدن)
increase حجم الخط decrease
توجه مئات النازحين من ديرالزور إلى مخيم "قانا" المجاور لقرية قانا، جنوبي مدينة الحسكة، الذي استحدثته "الإدارة الذاتية" التابعة لحزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي، خلال الأيام الماضية. واستُحدِثَ المخيم في منطقة شبه صحراوية في ناحية العريشة، لاستقبال القادمين من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة ديرالزور، بهدف منعهم من الدخول إلى مناطق "الإدارة الذاتية"، أو الوصول إلى الحدود السورية-التركية لأسباب "أمنية".


(المصدر: المدن)

وشرعت "الإدارة الذاتية" في 10 حزيران/يونيو بإنشاء مخيم "قانا" بقدرة استيعابية تصل إلى 30 ألف نازح، على مساحة 900 دونم، غربي بحيرة سد الحسكة الجنوبي المقام على نهر الخابور، والذي يبعد عن مدينة الشدادي بنحو 40 كيلومتراً. ويقول الأهالي إن أعمال البناء والإنشاء مستمرة في المخيم الجديد وتصل إلى المنطقة يومياً كميات من مواد البناء بغرض استكمال اعمال التجهيز لمقر إدارة المخيم ودورات مياه في محاولة من القائمين على المخيم وضعها في الخدمة في أقصر وقت ممكن. وفي 20 حزيران/يونيو ذكرت منظمة "روج آفا للإغاثة والتنمية" التابعة لـ"لإدارة الذاتية"، أنها زودت مخيم قانا بـ20 خيمة و60 اسفنجة، بعد وصول كوادرها إلى مكان إنشاء المخيم.

استحداث المخيم والبدء في تجهيزه، مع بدء توافد النازحين إليه، لا يبدو أمراً عملياً، ما انعكس على أوضاع النازحين إليه ممن باتوا أيامهم الأولى في ما يشبه العراء، من دون أي مساعدات غذائية وإغاثية. أحد المشرفين على مخيم "قانا"، قال لـ"المدن"، إن عدد النازحين الواصلين إلى المخيم من مناطق تنظيم "الدولة الإسلامية" في ديرالزور وناحية مركدة، ارتفع الثلاثاء إلى ما يزيد عن 1200 نازح. وقال المشرف إن "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التابعة لـ"الأمم المتحدة"، كانت قد قدّمت، السبت، 30 خيمة و90 اسفنجة لمخيم العريشة بهدف إيواء هؤلاء النازحين، مضيفاً أنهم شرعوا عشية عيد الفطر بتوزيع حصص من الغذاء والماء البارد للعائلات المقيمة في هذا المخيم، بعدما حرموا من الغذاء خلال اليومين الماضيين.



وباستثناء ما قدمته منظمة "روج آفا للإغاثة والتنمية" التابعة لـ"لإدارة الذاتية"، والقليل الذي قدمته "المفوضية السامية"، للمخيم، فلم تقدم أي منظمة أو جمعية إنسانية مساعدات سواء كانت أغطية وخيم أو أغذية للعائلات المقيمة في هذا المخيم. وهو يفتقد لأبسط احتياجات المقيمين بسبب استمرار أعمال البناء فيه، وعدم جاهزيته لاستقبال الأعداد المتوقع وصولها، بسبب تصاعد الأعمال العسكرية باتجاه ديرالزور.

وقال المشرف إن كميات الخبز الواصلة كانت قليلة جداً لا تغطي حاجة النازحين، المستائين من الإقامة في المخيم لعدم توفر الخدمات الأساسية وشح المياه، بالإضافة إلى أن دورات المياه ما زالت قيد الإنشاء وغير جاهزة للاستخدام. وأشار إلى بدء وصول سيارات لباعة جوالين إلى مكان إنشاء المخيم، ما سمح للأهالي المقيمين فيه بشراء بعض المستلزمات، مبيناً أن الميزانية لدى إدارة المخيم ضعيفة بسبب عدم وجود منظمة إنسانية تتبنى هذا التجمع.



الناشط في مجال الأعمال الإنسانية ملاذ اليوسف، قال لـ"المدن" إن مئات النازحين من أهالي ديرالزور دخلوا خلال الاسبوعين الماضيين، مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"، التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، ولم يسمح لهم بمتابعة الطريق بذريعة الحفاظ على أمن المنطقة، فنقلوا إلى مخيم قانا الذي يحتوي عدداً قليلاً من الخيم مع بعض التجهيزات البسيطة، وسط غياب شبه تام للمساعدات الغذائية منذ ثلاثة أيام. وذكر الناشط أن دفعات جديدة من النازحين عن مناطق التنظيم في ديرالزور والحسكة تقاطرت إلى المخيم المستحدث، عقب عبورها حواجز "قوات سوريا الديموقراطية" بالقرب من قرية العزاوي جنوبي مدينة الشدادي. مشيراً إلى أن هذه المنطقة هي خط اشتباك منذ عام ونصف العام بين "قسد" المُسيطرة على الشدادي وبين "داعش" المُسيطر على مركدة.

ويقول اليوسف إن النازحين الواصلين إلى "مخيم قانا" هم في معظمهم من البوكمال والميادين وحطلة والقورية وخشام، والباقي من محيط ديرالزور ومركدة، وهي مناطق شهدت تصعيداً في القصف الجوي من قبل طائرات "التحالف الدولي" وروسيا والنظام، خلال الأسابيع الماضية، ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى.

وبالإضافة إلى مخيم قانا، تستقبل مخيمات المبروكة والهول، عشرات النازحين عن مناطق التنظيم يومياً. وبدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" عمليات تحصين لمواقعه وخطوط الاشتباك في مركز ناحية مركدة، آخر معاقله في الحسكة، وذلك عبر حفر خندق يحيط بالبلدة من ثلاث جهات، مُدعّم بالسواتر الترابية وحقول الألغام، تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل "فسد" المدعومة من "التحالف الدولي"، وهو الأمر الذي دفع المزيد من الأهالي للنزوح إلى المناطق أكثر أمناً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها