الجمعة 2017/06/02

آخر تحديث: 16:17 (بيروت)

بعد تأجيل نقل السفارة.. اسرائيل بين الإحباط والحذر

الجمعة 2017/06/02
بعد تأجيل نقل السفارة.. اسرائيل بين الإحباط والحذر
Getty ©
increase حجم الخط decrease

رغم أن خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمتمثلة بتوقيعه على قرار تأجيل نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس كانت متوقعة من قبل الأوساط الإسرائيلية المختلفة، إلا أن الصحف الإسرائيلية في معظمهما اعتبرت في أعدادها الصادرة، الجمعة، القرار مُخيباً للآمال الإسرائيلية.

صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية وعلى غرار صحف أخرى، استخدمت عنوان "خيبة أمل قصوى ويأس قاتم في جانب اليمين". كما تناقلت الصحف الإسرائيلة بيان "البيت اليهودي" الذي عبر عن إحباطه الشديد من قرار ترامب، بل وذهب هذا الحزب اليميني إلى القول إن ترامب لم يحترم وعوده التي قطعها على نفسه خلال خوضه الانتخابات الرئاسية، وأنه بذلك لم يختلف عن موقف الديموقراطيين.

موقف "البيت اليهودي" الذي ينخرط وزراء منه في الحكومة الإسرائيلية، أحرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كثيراً، وفقاً للصحافة الإسرائيلية، وحاول "ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية" أن يحتوي الأمر ويلطف الأجواء ويبعث برسالة ضمنية، عبر التأكيد أن المبدأ العام لدى الرئيس الأميركي هو أن نقل السفارة مسألة وقت، وأن هذه الخطوة لن تؤثر على القرار والمبدأ الإسرائيلي المتمثل في أن "القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل".

موقع "360" الإسرائيلي علق على قضية تأجيل نقل السفارة إلى القدس من خلال التركيز على أن الإدارة الأميركية تحترم الصفقة مع السعودية، ومشاعر العرب، وتضع ذلك فوق أي اعتبار لاسترضاء مستوطن أو قائد سياسي يميني في إسرائيل، في إشارة واضحة إلى حجم الغضب والامتعاض الإسرائيلي من تبرير واشنطن لتأجيل نقل السفارة.

ويبدو مما رصدته "المدن" في الصحافة الإسرائيلية، أن الطرف الوحيد الذي حاول الابتعاد عن التعليق على هذا الأمر واطلاق تصريحات بشأنه في إسرائيل هو حزب "الليكود"، ذلك أنه عمم على جميع وزرائه وأعضائه بالتزام الصمت والاكتفاء بما يصدر عن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو الذي ينتمي إلى الحزب.

ويعلل مراقبون للشأن الإسرائيلي موقف "الليكود"، بالقول إنه حرص من الحزب وحذر شديد من أن تؤدي أي تصريحات إلى توتير العلاقة مع إدارة ترامب في وقت مبكر، لاسيما وأن الرئيس الجمهوري يختلف عن كل الرؤساء السابقين في حاجته إلى المدح المستمر ويغضب ممن يتعرض له ويسيء إليه.

أقلام إسرائيلية تطرقت إلى تحليل القرارات الأميركية وكيفية صناعتها، فأشارت إلى أن هذه القرارات يتم اتخاذها في واشنطن من قبل ما يشبه الكابينيت في اسرائيل (state department)، وهو الذي يهتم جداً بتهذيب القرارات الأميركية ويدرس بعمق استراتيجي كل الخطوات، وهو من أهم الأقسام في البيت الأبيض.

وأقر كتاب صحافيون اسرائيليون بأن دعم أميركا لإسرائيل رغم أنه مُطلق من الناحية العسكرية، إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للنواحي السياسية، إذ إن واشنطن حرصت منذ انشاء الدولة العبرية على عدم الإعتراف النهائي بأن العاصمة الإسرائيلية تقع في القدس كاملة، حيث ترى أن ذلك يمس بالوضع القانوني للقدس الذي ينص على أن المدينة لم تُحل قضيتها بعد، كما أن نقل السفارة يضعف حظوظ أي حل قادم.

من جهة ثانية، قالت صحيفة "هآرتس" إن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، أجرى منذ الاسابيع الأولى لوصول ترامب إلى البيت الأبيض، سلسلة اجتماعات مع شخصيات كان لها دور كبير في وضع خطة الترتيبات الأمنية في الضفة الغربية، ومن بينهم مسؤولون في ادارة الرئيس السابق باراك اوباما.

وبحسب ما نشرت الصحيفة، الجمعة، فقد عرض على مبعوث ترامب في أحد هذه الاجتماعات، الترتيبات الأمنية التي أعدتها إدارة ترامب لليوم التالي لإقامة الدولة الفلسطينية، والتي حملت اسم "خطة ايلان" على اسم الجنرال الذي أعدها، جون إيلان، بإيعاز من أوباما. وقال أحد كبار المسؤولين لغرينبلات إن ما ورد في الخطة ترتيبات تكنولوجية وقد لا تكون دقيقة.

وأشارت "هآرتس" إلى أن هذه الخطة التي عمل على إعدادها عشرات الضباط الأميركيين لشهور عديدة لم يجرِ نشر تفاصيلها، وبقي جزء كبير منها سرياً، حتى عندما وضعت هذه الخطة على الطاولة في المفاوضات المباشرة بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي في اعوام 2013 و 2014 برعاية حكومة أوباما، وطلب أحد كبار المسؤولين من غرينبلات في أحد الاجتماعات دراسة هذه الخطة بشكل معمق، مؤكداً أن إدارة ترامب بحاجة إلى خطة شاملة تستجيب لاحتياجات إسرائيل الأمنية، في حال تحولت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية إلى مفاوضات جدية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها