الإثنين 2017/06/12

آخر تحديث: 12:00 (بيروت)

النظام يدخل ريف الرقة..والتشييع ينتشر في ريف حلب

الإثنين 2017/06/12
النظام يدخل ريف الرقة..والتشييع ينتشر في ريف حلب
قوات النظام لديها متسع من الوقت كي تتقدم بخطى ثابتة في المنطقة (انترنت)
increase حجم الخط decrease
تابعت قوات النظام ومليشياته تقدمها في ريف الرقة الجنوبي الغربي على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية" بعدما تجاوزت الحدود الإدارية للمحافظة قادمة من ريف حلب الجنوبي الشرقي عقب سيطرتها على منطقة مسكنة في ريف حلب. وكان تقدم النظام والمليشيات في ريف الرقة أسهل منه في منطقة مسكنة، حيث لم تتعرض لأي مفخخة من قبل التنظيم، واعتمدت بشكل كبير على التغطية الجوية التي تكفلت بها المقاتلات الحربية الروسية، ومقاتلات النظام التي أقلعت بكثافة خلال الساعات الـ72 الماضية من مطاري كويرس والنيرب شرقي حلب.

وتسبب القصف في مقتل 20 عنصراً من التنظيم على الأقل بينهم قياديون وعناصر أجانب. وخسرت قوات النظام 15 عنصراً بينهم ضابطان؛ الملازم أول علي سليمان والعقيد باسم داوود. وسيطرت على أكثر من 20 قرية ومزرعة خلال اليومين الماضيين، أهمها؛ غزالة ودبسي عفنان ومشرفة الصعب والسالمية والصعب والعميرات والغماميز ومعيزيلة وشعيب الذكر وخربة الواوي ومشرفة الغجر ومدحير وجريات وترفة والقطيط والمخلف ووادي كبرة والمحدد وفخيخة وخربة هويدة وغيث والقصور، وغيرها من المزارع الصغيرة المنتشرة على الضفة الجنوبية لبحيرة سد الفرات.

ولم يبقَ للتنظيم أي منفذ يشرف من خلاله على بحيرة الفرات بعدما سيطرت قوات النظام على كامل المنطقة في ريف الرقة الجنوبي الغربي. ووصلت إلى تماس مباشر مع "قوات سوريا الديموقراطية" المدعومة أميركياً، والتي تقدمت بدورها باتجاه بلدة البوعاصي بالتزامن مع استكمال النظام ومليشيات عمليات طرد التنظيم. ولم يسجل أي اشتباك أو مناوشات مسلحة بين النظام و"قسد" خلال الساعات الماضية.


(المصدر: LM)

وعلى الرغم من وصول قوات النظام والمليشيات إلى تماس مباشر مع "قسد" في ريف الرقة إلا أنها ما تزال تحتفظ بالحشد العسكري ذاته، ودفعت الأحد، بتعزيزات إضافية إلى المنطقة، وإلى الجبهات شرقي خناصر. وعلى ما يبدو فإن قوات النظام لن تتوقف عن محاولات التقدم للسيطرة على ما تبقى من البادية في مثلث مسكنة-خناصر في ريف الرقة الجنوبي، والفرصة أمامها سانحة إذ لم تتعرض حتى اللحظة لأي مضايقات أو غارات تحذيرية من قبل "التحالف" تمنعها من التقدم شرقاً خارج الحدود الإدارية لمحافظة حلب.

القائد العسكري في "لواء محمد الفاتح" النقيب كنان الحمصي،  قال لـ"المدن"، إن الاستراتيجية المحتملة للنظام حالياً في ريف الرقة هي الوصول إلى مدينة الطبقة وسد الفرات. ومن الممكن أن تُسلِّمَ "قوات سوريا الديموقراطية" منطقتي الطبقة وسد الفرات للنظام، وفق تفاهم مسبق، يتضمن أيضاً الاتفاق حول معركة ديرالزور المقبلة بعد سيطرة "قسد" على الرقة. ومن المتوقع أن يواصل الطرفان تقدمهما في منطقة البادية الشمالية جنوبي الفرات للتحضير لهذا السيناريو. وطبعاً فإن مليشيات النظام لن تتوقف عند هذا الحدّ، وكل ذلك بدفع من روسيا، بحسب الحمصي.

وأضاف النقيب الحمصي أن مليشيات النظام ستركز جهدها الحربي خلال شهر رمضان في مثلث الرصافة–خناصر–ريف مسكنة، ومن المتوقع أن تنجح في السيطرة على هذه المنطقة في وقت قياسي لأنها حشدت تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لـ"لواء الباقر" و"مليشيا النمر". وتتمتع هذه المليشيات بأفضلية نارية عالية، وطيران استطلاع، بالإضافة إلى الطيران الحربي الذي شلّ حركة تنظيم "داعش" في المنطقة المستهدفة وحرمه من عنصر المفاجأة وتنفيذ ضربات نوعية معاكسة.

وتدرك المليشيات والنظام أن معركة الرقة قد تطول، ولن تبدأ "قوات سوريا الديموقراطية" مرحلة ما بعد الرقة باتجاه ديرالزور، أو على الأقل التفرغ لعرقلة تقدم النظام في البادية جنوبي الفرات، في الأمد المنظور. وذلك، نظراً لاحتمال مقاومة التنظيم داخل الرقة، وعليه فإن قوات النظام لديها متسع من الوقت كي تتقدم بخطى ثابتة في المنطقة، وتحاول السيطرة على أكبر قدر ممكن من المساحات الصحراوية التي تبدو مهمة بالنسبة إليها بالقرب من الحدود الإدارية لحلب، وطريق امدادها. وهذا الوقت كافٍ بالنسبة للمليشيات لتكون جاهزة لمختلف السيناريوهات التي ستلي معركة السيطرة على الرقة.

العقيد المنشق، محمد فايز الأسمر، قال لـ"المدن"، إن قوات النظام سوف تتابع تقدمها، وتلتف جهة الجنوب من مناطق سيطرة "قسد" في ريف الرقة الجنوبي الغربي، ومن المحتمل أن تصل إلى عقدة الرصافة باتباعها محورين؛ الأول باتجاه الريف الجنوبي الغربي لتامين طريق خناصر-إثريا وحصار جزء من التنظيم  في الجبول وصولاً إلى الشيخ هلال، وهذه المنطقة ستتبع فيها مليشيات النظام سياسة الحصار وتقطيع الأوصال في قتالها للتنظيم. والمحور الثاني سوف يكون في البادية وصولاً إلى ريف ديرالزور الجنوبي الغربي، بالتزامن مع تحريك محور إثريا. ومليشيات النظام تحاول السيطرة على منطقة البادية الواقعة في مثلث إثريا-الطبقة-مسكنة. ويرى العقيد فايز أن معارك البادية مرتبطة ببعضها بالنسبة للنظام، وتخطط لها روسيا وإيران بدقة، وتتمتع فيها مليشيات النظام بفرص واسعة على خلاف "قسد".

ويُرجّحُ العقيد فايز أن مليشيات النظام لن تتعرض لضربات من "التحالف الدولي" في محاور البادية الشمالية، وقلل من أهمية الضربات الجوية التي نفذها "التحالف" في محيط قاعدة التنف، والتي اعتبرها شكلية تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين القاعدة لا وقف تمدد مليشيات النظام، والتي سوف تكون شريكاً أساسياً في معركة ديرالزور.

وتناقل ناشطون صوراً لمعممين شيعة يديرون حلقات تعليم في مساجد قرى وبلدات ريف حلب الشرقي التي سيطرت عليها قوات النظام والمليشيات خلال الشهور القليلة الماضية. وقالت مصادر "المدن"، إن المليشيات الشيعية تنشط بشكل كبير في المنطقة التي خرجت عن سيطرة تنظيم "داعش" في ريفي حلب الشرقي والجنوبي. وتعمل المليشيات على نشر التشيّع بين أهالي البلدات الذين يستجيبون للحملة بشكل كبير طمعاً في الحفاظ على ممتلكاتهم، والتخلص من المساءلة والملاحقة التي عادة ما تحدث بعد سيطرة النظام وتُهمِ الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية".

ويقول مصدر "المدن" إن منطقة دير حافر والتي تضم عشرات القرى في ريفها، تشهد الحملة الأكبر للتشيّع، والمدعومة من المليشيات المحسوبة على إيران، ومن بينها "لواء الباقر"، بالإضافة لمليشيا "حزب الله".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها